بريوسف (فاليري-)
بريوسف (فاليري)
Bryusov (Valery-) - Brioussov (Valéry-)
بريوسف (فاليري ـ)
(1873 ـ 1924)
فاليري ياكوفلفتش بريوسف Valery Yakovlevich Bryusov شاعر وروائي وكاتب مسرحي ومترجم وناقد روسي (سوفييتي) من رواد الشعر الروسي-السوفييتي.
ولد في موسكو في أسرة تجار. درس التاريخ في جامعة موسكو وتخرج فيها سنة 1899، ساهم بدءاً من عام 1902 في أعمال دار نشر «العقرب» Scorpion، ثم تولى رئاسة تحرير مجلة «الميزان» Vesy التي غدت مركز الأدب الحديث في روسية. عمل إبان الحرب العالمية الأولى مراسلا حربياً، وكان من مؤيدي الثورة البلشفية عام 1917، وتعاون مع السلطة السوفييتية. انتسب في عام 1920 إلى الحزب الشيوعي، وكان من الناشطين في المجال الإعلامي والاجتماعي، وفي مفوضية الشعب لشؤون التعليم، ودار النشر الحكومية، ومحاضرا في جامعة موسكو، وأسس في عام 1921 المعهد العالي للآداب والفنون (أطلق اسمه عليه فيما بعد) وشارك في بحوث ودراسات علمية حول فن الشعر.
بدأ بريوسف نشاطه الأدبي في عامي 1894-1895 بإصدار ثلاث مجموعات شعرية بعنوان «الرمزيون الروس»، اشتملت على مختارات من قصائد لشعراء روس وقصائد من نظمه وترجمات لشعراء غربيين أمثال فرلين[ر] ومالارميه[ر] ورامبو[ر] وغيرهم. وفي مؤلفيه «روائع الفن» (1895) Chedevrisو«هذا أنا»(1897) Eta -yaتبدو ملامح توجهه الأدبي والتاريخي وبحثه عن أشكال جديدة للشعر الروسي. غير أنه قارب ذروة النضج الشعري في ديوانه «الحرس الثالث» (1903) Tretia strajaالذي استهل به مرحلة التأليف التاريخي - الأسطوري حتى لقب «شاعر المرمر والبرونز». وتعد قصائده «أسرحدون» و«الاسكندر الكبير» و«الفايكنغ العجوز» وغيرها نماذج رائعة لإسقاطات الماضي على الحاضر.
وجد بريوسف نفسه نتيجة تنامي الحركة الثورية في روسية على أبواب القرن العشرين مسوقا إلى التفكير في مصير الإنسانية وبحتمية الثورة، وأبرز في ديوانه «إلى المدينة والعالم» (1903)Gorodu i miruأهمية الطبقات الكادحة وتنامي دورها في العالم، وفيه قصيدة «الحجر» Kamenshik التي غدت من أكثر أناشيد العهد السوفييتي ذيوعا.
كان بريوسف في بداياته الشعرية معنيا بالرمزية متضامنا مع روادها، غير أن أحداث ثورة 1905 في روسية دفعته إلى قطع روابطه بها ومال إلى الواقعية العلمية. وفي ديوانه «إكليل الغار» (1906) Venokحقق بريوسف شهرة كبيرة بوأته زعامة الشعر في روسية ما قبل ثورة أكتوبر، وضمنه قصائد رومنسية غنائية مثل: «تحية» Privetstvye و«في منتصف النهار» V poldyen و«لقاء» V stretcha، وقصائد تاريخية-أسطورية منها: «ميديا» Medea و«أورفيوس ويوريديس» Orfei i Evridika و«أخيل عند المذبح» Akhiles u Altara وغيرها. وفيما يتصل بشعر الحداثة نظم بريوسف قصائد ضمنها آراءه حول الحرب والثورة، حتى وسمه لينين بالفوضوي لمغالاته في ثوريته وانتقاده البلاشفة. وقد استمر على نهجه هذا في مرحلة الردة الرجعية التي سادت روسية بعد ثورة 1905. وبدءا من عام 1908 شرع بريوسف في التأليف القصصي والمسرحي فنشر قصتين تاريخيتين: «الملاك الناري» (1908)Ognenny Angel، و«مذبح النصر»(1913) Altar pobedyوفيهما إسقاط على الحاضر، وأصدر مجموعات قصصية ومسرحية بعنوان «محور الشتاء»(1907) Zemnaya osومجموعة أخرى بعنوان «ليال وأيام » (1913) Nochi i dni وفيها مسرحية «الأرض» Zemlya وقصة «جمهورية الصليب الجنوبي» Respublika Ujnego Kresta. وفي السنوات التي سبقت ثورة أكتوبر تحول بريوسف إلى النقد الأدبي داعيا الشعراء إلى دراسة الواقع وتعرف آخر مبتكرات العلوم والفكر الفلسفي الحديث وخاصة في مقالته : «التيارات الحديثة في الشعر الروسي» (1913). بيد أن شعره لم يرق إلى المستوى السابق وغلبت عليه سمة التعب والشعور بالوحدة. وفي سنوات الحرب توطدت صداقته مع مكسيم غوركي[ر] وألكسندر بلوك[ر]، ودرس تاريخ أرمينية والأدب الأرمني وترجم قصائد كثيرة للشعراء الأرمن حتى منح لقب «شاعر الشعب الأرمني».
نشر بريوسف بعد ثورة أكتوبر عدداً من المجموعات الشعرية أهمها: «آخر الأحلام» (1920) Poslednye mechti و«في مثل هذه الأيام»(1921)V takye dni و«لمحة» Migو«الآفاق البعيدة» (1922) Daliو«أسرع» (1924) Speshiومنها قصيدة في رثاء لينين، وقصائد علمية: «العالم والإلكترون» و«عالم القياسات» مما يضع بريوسف بين أوائل شعراء العهد السوفييتي، إلا أن أشعاره التي تلت الثورة ظلت بعيدة عن التعبير عن المفاهيم التي تبنتها ونظرتها إلى العالم ولم ينجح في طرح أشكال جديدة للشعر الروسي.
محمد وليد الجلاد
|
- التصنيف : الآداب الأخرى - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الخامس - رقم الصفحة ضمن المجلد : 84 مشاركة :