ديتريش (مارلينه-)
ديتريش (مارلينه)
Dietrich (Marlene-) - Dietrich (Marlene-)
ديتريش (مارلينه -)
(1901-1992م)
مارلينه ديتريش Marlene Dietrich ممثلة سـينمائية ألمـانية الأصل، كانت الرد الحاسـم لشركة «باراماونت» على منافسة الممثلة غريتا غاربو Greta Garboت(1905-1990) التي كانت تعمل لصالح شركة «مترو غولدوين ماير». كانت ديتريش دنيوية، وعاطفية، وغامضة، على الرغم من أنها لم تظهر إلا في أفلام قليلة نسبياً بعد الثلاثينيات، إلا أن حضورها كان قوياً وشخصيتها متفردة إلى درجة جعلت منها نجمة هوليوودية من الطراز الرفيع.
ولدت ديتريش في برلين لأسرة تنتمي إلى الطبقة المتوسطة، وكانت تحمل اسم ماريا ماغدلينا فون لوش Maria Magdalena von Losch. كانت، منذ صباها، تحلم أن تكون عازفة كمان ضمن أوركسترا إلى أن أصيبت في رسغها إصابة جدية منعتها من تحقيق أمنيتها. لكن حب الظهور الفني بقي قوياً لديها، وهكذا تحولت إلى العمل في السينما الألمانية واشتركت بعدة أفلام كانت أدوارها فيها ثانوية. لكن بعد أن أنهت، دراستها في مدرسة ماكس راينهارت[ر] Max Reinhardt للدراما في برلين، حصلت على أدوار مهمة في العديد من الأفلام الألمانية والنمسوية، ومثّلت كذلك في عدد من الاستعراضات. وفي إحدى هذه الاستعراضات، اكتشفها المخرج الأمريكي، ذو الأصل الألماني، جوزيف فون ستيرنبيرغ Joseph von Sternbergت(1894-1969) وأشركها في فيلمه «الملاك الأزرق»The Blue Angelعام (1930) بطولة النجم المعروف آنذاك إميل يانينغز E.Janningsت(1884-1950)، وكان يمثل في الفيلم دور أستاذ يقع في حب مغنية في ملهى ليلي. كانت ديتريش خائفة من أن يقضي هذا الفيلم على آمالها في النجاح في السينما، ولكن النتيجة كانت العكس تماماً، فقد حوّلها فون ستيرنبيرغ من فتاة بريئة بسيطة إلى شقراء ساحرة غامضة. ومع نجاح «الملاك الأزرق» وقعت الشركة الأمريكية (منتجة الفيلم) عقداً آخراً معها كان لفيلم «موروكو» (المغرب) Morocco عام (1930) قاسمها البطولة فيه النجم العالمي غاري كوبرGary Cooperت(1901- 1961)، وأتى عرض الفيلمين في أمريكة متزامناً، وأصبحت ديتريش بين ليلة وضحاها نجمة لامعة ذات شخصية فنية قوية، وكان لحضورها أينما حلت ضجة وتأثير عظيمان. ونتيجة لسلوكها الصارخ، وشعبيتها غير المحدودة صارت مثالاً يحتذى في كل ماتفعله وماترتديه.
بعد هذه الشهرة الواسعة، تقاضت ديتريش من شركة باراماونت عن كل فيلم أجراً خيالياً، في تلك الحقبة، (125000 دولار). استمر التعاون المثمر بينها وبين فون ستيرنبيرغ في السنوات التالية، أثمر عن أفلام مثل «الشائن»Dishonoredعام (1931)، و«قطار شانغهاي السريع» Shanghai Express عام (1932)، و«فينوس الشقراء»Blonde Venus عام (1932)، إلا أن هذا الفيلم لم يحقق النجاح المطلوب، وكذلك الأفلام اللاحقة، حتى عام 1937.
في تلك الأثناء أمر هتلر Hitler، نتيجة التوتر المتزايد بين ألمانيا النازية وأمريكا، الممثلة الألمانية بالعودة إلى وطنها الأم. لكن ديتريش المعروفة بكراهيتها للنازية رفضت ذلك الطلب، فمنعت جميع أفلامها من العرض في ألمانية. تزامن هذا الموضوع، لسوء حظها، مع تراجع شهرتها ونجاحها في أمريكا، لكن فيلم «ديستري يمتطي الخيل مجدداً»Destry Rides Againعام (1939) الذي دعيت ديتريش للقيام بدور البطولة فيه إلى جانب النجم الكبير جيمس ستيوارت James Stewartت(1908-1997) حقق نجاحاً جماهيرياً ضخماً وأنقذ سمعتها ومستقبلها المهني.
في بداية الأربعينيات، كانت الحرب العالمية الثانية في أوج اشتعالها حين قامت ديتريش بجولة على القوات الأمريكية المحاربة في أوربة للترويح عنها، لكن الوضع ظل متقلباً، وكذلك الأدوار التي كانت تحصل عليها لم تكن جادة، حتى جاءها، في عام 1948، بيلي وايلدر Billy Wilder عام (1906)، المخرج المشهور الألماني الأصل، والذي كان يعمل أيضاً في أمريكا كمعظم المخرجين الألمان الذين هاجروا إليها عند تأسيس هوليوود بإمكانياتها الضخمة، وعرض على ديتريش دوراً مهماً في فيلمه «شؤون خارجية» Foreign Affair، لكنه لم يكن الدور الأول. وانحسر، في السنوات اللاحقة، ظهورها في الأفلام السينمائية انحساراً ملحوظاً.
من الأفلام التي أدت ديتريش فيها أدواراً متميزة، لاحقاً: «لا طريق» No Highwayعام (1951) مع جيمس ستيوارت، و«رانشو نوتوريوس» Rancho Notoriousعام (1952) للمخرج الكبير فريتس لانغFritz Langت(1890-1976)، و«لمسة الشيطان»Touch of Evilعام (1958) من إخراج أورسون ويلز[ر] O.Welles.
استمر ظهور ديتريش في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين بشكل متقطع. واعتزلت السينما، في نهاية السبعينيات، وعاشت في انطواء وعزلة شديدتين، ومنعت المقابلات المصورة معها حرصاً على استمرار صورتها الأنيقة المتألقة دوماً في عيون محبيها والمعجبين بفنها وبشخصيتها.
فراس دهني
الموضوعات ذات الصلة: |
السينما ـ ألمانية (السينما في ـ).
- التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد التاسع - رقم الصفحة ضمن المجلد : 504 مشاركة :