البلوي (أحمد بن علي-)
بلوي (احمد علي)
Al-Balwi (Ahmad ibn Ali-) - Al-Balwi (Ahmad ibn Ali-)
البلويّ (أحمد بن علي ـ)
(… ـ 938هـ/… ـ 1532م)
أبو جعفر أحمد بن علي بن داود البلوي، عالم فقيه،أديب وشاعر، ولد في وادي آش، شمال شرقي غرناطة، في بيت علم وسؤدد متوارثين. وينتمي إلى قبيلة بليّ، وهي فرع من قضاعة. وذكر المقّري أن أسلاف البلوي هم بنو داود المذكورون في فهرسة الشيخ ابن غازي محمد بن أحمد (ت919هـ)، وقد خرجوا من الأندلس قبل سقوط غرناطة، ونزلوا تلمسان.
قضى البلوي شطراً من حياته في غرناطة، والشطر الآخر في شمالي إفريقية والمشرق، وتلقى علومه الدينية واللغوية والأدبية على علماء عصره الذين كانوا يعلّمون الحديث ومصطلحه وعلوم اللغة والأدب والبلاغة والنحو والعروض. وكان والده علي بن أحمد أول معلميه كما ذكر في كتابه «الثَبَتُ»، وفي غرناطة تتلمذ على العالم الرياضي الفرضي علي بن محمد الشهير بالقلصادي (ت891هـ) صاحب الرحلة المعروفة باسمه. وأخذ العروض عن أبي محمد عبد الله الجابري (ت897هـ) وقرأ عليه أيضاً كتاب سيبويه وفصولاً من كتاب «الجمل» للزجاجي وألفية ابن مالك.
وفي سنة 894هـ رحل إلى تلمسان، فتزوّد من علوم شيوخها: التنسيّ محمد بن عبد الله (ت899هـ) والسنوسي محمد بن يوسف (895هـ) وابن زَكَري أحمد بن محمد (ت899هـ)، ثم اتجه مع أسرته إلى وهران سنة 896هـ، ومنها إلى تونس، وبعد حقبة من الزمن ارتحلوا قاصدين القسطنطينية عن طريق البحر، فوصلوا إليها بعد شهر، وقد توفي والد البلوي في الطريق (898هـ). وفي القسطنطينية شرح البلوي «الخزرجية» (908هـ) لمؤلفها ضياء الدين أبي محمد الخزرجي المالكي (ت812هـ) وهي منظومة على البحر الطويل في العروض والقوافي. ثم واصل رحلته إلى بلدان المشرق العربي، فحجّ واعتمر والتقى العلماء، ثم عاد إلى القسطنطينية للقيام بأعمال ثقافية منها التأليف.
صنف البلوي كتاب «الثَبَت» الذي ترجم فيه لشيوخه وذكر حياتهم العلمية وأسانيدهم ومروياتهم وإجازاتهم، وقد التزم فيه ذكر أسماء الشيوخ وكناهم وألقابهم، فصحح ما قد وقع من تحريف عند غيره نتيجة الاختصار في الإسناد، لكنه لم يتقيد بترتيبهم على حروف المعجم ولا بحسب تخصصهم ولا بحسب سني وفياتهم، وكان يذكر ما قرأه من مؤلفات، فيورد عنوان الكتاب واسم مؤلفه والشيخ الذي قرأه عليه أو تحمّله عنه، فيرسم ملامح عن النشاط الذي يقوم به طلبة العلم، ويرصد الروافد الثقافية المكونة لملكات العلماء من معارف وعلوم ومقطعات شعرية وأدعية دينية وأناشيد صوفية وغيرها.
ومن خصائص كتاب «الثبت» أن فيه تراجم لبعض شيوخ المؤلف من علماء ذلك الزمان، وأسانيد هؤلاء الشيوخ، وحياة المؤلف العلمية وتطوره الثقافي وحجم معارفه. وفيه أيضاً أسماء الكتب التي كانت رائجة في عهده، ونوع المعارف الشائعة في ذلك العصر. وكتاب «الثبت» مظنة أشعار البلوي التي نظمها في استجازة أو تقريظ شيخ وما إلى ذلك.
ويدخل «الثبت» في عداد كتب برامج العلماء التي تختلف أسماؤها باختلاف طريقة التأليف، فيقال لها «فهرسة»، و«معجم» حين يراعى فيها ترتيب الأسماء على حروف الهجاء، ومنهم من أسماها «المشيخة» و«السند» و«التقييد»، إلا أن موضوعها واحد هدفه خدمة العلم والانتساب إلى أهله، والانضمام إلى سلاسل الرواة.
هناء دويدري
مراجع للاستزادة: |
ـ عبد العزيز الأهواني، «كتب برامج العلماء في الأندلس»، مجلة معهد المخطوطات العربية، المجلد الأول، الجزء الأول (القاهرة 1955).
ـ البلوي، الثبت، تحقيق عبد الله العمراني (منشورات الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، دار الغرب الإسلامي، بيروت 1983).
- التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الخامس - رقم الصفحة ضمن المجلد : 344 مشاركة :