بلج بن بشر
بلج بشر
Balj ibn Bishr - Balj ibn Bishr
بَلْج بن بِشر
(… ـ 124هـ/ … ـ 742م)
بلج بن بشر بن عياض القشيري، نسبة إلى قبيلة قشير، من قبائل قيس عيلان، فارس دمشقي شجاع، وأحد من تولى إمرة الأندلس فيما يعرف فيها بعصر الولاة. وكان مع شجاعته على شيء من العجرفية والصَّلَف. برز اسم بلج منذ قدم المغرب مع عمه كلثوم بن عياض فقد سيّر الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك جيشاً بقيادة كلثوم بن عياض القُشيري لاستعياب فتنة الخوارج من البربر بالمغرب، فجعل كلثوم ابن أخيه بَلْجاً على طليعة هذا الجيش. وكانت واقعة في المغرب الأقصى سنة 123هـ خالف فيها كلثوم بن عياض، بتأثير ابن أخيه بَلْج، رأي أصحاب الرأي من القادة في ولاية إفريقية (تونس اليوم وجانب من ليبية وبعض الجزائر). وكان بلج قد أساء إليهم قبل ذلك، وأغلظ لهم القول، فهزم الجيش هزيمة منكرة، وقتل كلثوم نفسه وانحاز بَلْج بجمهور من بقي معه من جند الشام خاصة إلى سَبْتَةَ. وقد كان هذا منه تدبيراً سيئاً آخر، لكون سَبْتَةَ في أرضٍ يكثر فيها البربرُ، فضيقوا عليه حتى جَهَدَهُ ذلك، واضطر في معاشه مع أصحابه، إلى الضرورات. ثم أرسل إليه عبد الملك بن قَطَن الفِهريّ القرشي والي الأندلس المراكب لتنقله إليها، وكان أصحابه قد خوفوه بَلْجاً، وأنه إذا صار إليه استبد بالأمر دونه. فاشترط على بَلْج أنه متى تم له ما يريد من استيعاب الفتنة رجع مع أصحابه إلى المغرب.
وفي الأندلس تهيأ لبلج من أمره ما لم يكن قد تهيأ له قبل ذلك. فاستوعب الفتنة بمعاونة جيش عبد الملك، وقويت نفسه وأنفس أصحابه فأزاح عبد الملك عن قرطبة محتجاً بأن الخليفة هشاماً كان قد جعل إليه الإمرة بعد عمه كلثوم بن عياض. وحين ألح عليه جنده من اليمانية في قتل عبد الملك اضطر إلى مجاراتهم فقتله. وكان من نتيجة ذلك أن أمية وقَطَناً ابني عبد الملك جمعا عليه نحواً من مئة ألف رجل، فيهم عبد الرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة الفِهْري، وهو من كبار القواد وكان مع بَلْج قبل ذلك، وعبد الرحمن بن عَلْقمة اللخمي صاحب أربونة، وكان في عصره فارس الأندلس، وكان بَلْج في عشرين ألفاً. فالتقى الفريقان في موضع شمال قرطبة، وصبر أصحاب بلج صبراً لم يصبره أحد، فيما ذكر، وكان لهم النصر بصبرهم، إلا أن بلجاً أصيب في المعركة، أصابه عبد الرحمن بن علقمة، وكان قد تحرى قتله، فمات بعد المعركة متأثراً بجراحه، بأيام أو بأسابيع. وكان الأمر كما قال مؤرخ الأندلس، ابن حيان: «جيش منتصر وأمير مقتول». وكان هلاك بلج بعد أحد عشر شهراً من توليه الأندلس.
عز الدين البدوي النجار
مراجع للاستزادة: |
ـ محمد بن فتوح الحميدي، جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس (القاهرة 1371هـ).
ـ أحمد بدر، دراسات في تاريخ الأندلس وحضارتها من الفتح حتى الخلافة (دمشق 1972).
ـ محمد عبد الله عنان، تاريخ الأندلس من الفتح إلى بداية عهد الناصر (القاهرة 1969).
- التصنيف : التاريخ - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الخامس - رقم الصفحة ضمن المجلد : 262 مشاركة :