بكر بن حماد
بكر حماد
Bakr ibn Hammad - Bakr ibn Hammad
بكر بن حمّاد
(200 ـ 296هـ/815 ـ 909م)
أبو عبد الرحمن، بكر بن حَمَّاد بن سِهرا بن أبي إسماعيل الزَّناتي التاهَرْتي،أديب وشاعر وعالم فقيه.
ولد في تاهرت (في الجزائر)، وفيها نشأ. انكبّ وهو حدث على الدرس، فحفظ القرآن الكريم، وأخذ عن مشاهير علماء بلده علوم الدين، وعلوم اللغة العربية وآدابها.انتقل في عام 217هـ إلى القيروان التي كانت من العواصم الزاهية إلى جانب دمشق وبغداد والكوفة وقرطبة، يقصدها طلاّب المعرفة، وترسل بعلمائها إلى الأقطار، وفيها قرأ على عون بن يوسف الخزاعي (ت 239هـ)، وسمع من سَحنون بن سعيد (ت 240هـ) صاحب «الُمدَوَّنة»، ثم سار إلى المشرق، فقَصَدَ بغداد، وكانت يومئذ تعجّ بالأدباء والعلماء، واتصل بالخليفة العباسي المعتصم بالله (218-227هـ)، واجتمع بأبي تمام (ت231هـ)، ودِعْبل الخزاعي (ت245هـ)، وعلي بن الجهم (ت249هـ) وغيرهم من شعراء العراق.
اعتزم ابن حمّاد في سنة 274هـ العودة إلى مرتع صباه، فدخل في طريقه إلى القيروان ليتصدّر في جامعها الكبير فيدرِّس العلم والأدب، فقد كان عالماً بالحديث وتمييز الرجال، فانهال عليه الطلبة، وذاع صيته في الآفاق، ووصل خبره إلى الأندلس، فقصده كثيرون للأخذ عنه، والتخرّج على يده، وكان منهم قاسم بن أصبغ بن محمد بن يوسف البيّاني (ت 340هـ).
وفي أثناء إقامته بالقيروان كان يتردد على تاهرت، وفي سنة 282هـ قامت ثورة على أبي حاتم يوسف بن محمد، سادس الأئمة الرستميين، فاشترك بكر مع الثائرين، ثم اعتذر إليه بقصيدة حاول فيها أن يسوّغ موقفه، ويفسّر دوافعه.
وبلغت الأمير إبراهيم بن أحمد الأغلبي وشاية على بكر، فغادر هذا القيروان بسببها سنة 295هـ راجعاً إلى تاهرت، ومعه ابنه عبد الرحمن، أبو زيد وكان مُحَدِّثاً، روى عن أبيه الحديث والشعر، وفي الطريق خرج عليهما اللصوص، فقُتل عبد الرحمن، وجُرح بكر جراحاً قضت عليه بعد ذلك، ودفن في داره بقلعة ابن حَمَّة القريبة من تاهرت، مات وهو ابن ست وتسعين سنة.
كان بكر من الشعراء المجيدين في عصره، وقد قال الشعر في أغراض شتى من مدح وهجاء واعتذار وعتاب ورثاء ووصف وغزل وزهد.
وقد مدح بني الأغلب، وكان عدد من أمرائهم شعراء، منهم مؤسس الدولة إبراهيم بن الأغلب، فقال فيهم القصائد الرائعة، كما تناول في مدحه القوّاد والرجال المشهورين.
ثم تقدّمت به السن، فنظم أشعاراً نحا فيها منحى الزهد والتأمّل والتذكير بالموت نحو قوله:
قف بالقبور فنـادِ الهامدين بها
مِـن أَعْظـُمٍ بليت فيـها وأجسادِ
أين البقاءُ، وهذا الموت يطلبنا
هَيْهاتَ هَيْهاتَ يا بكر بن حمّادِ
هناء دويدري
مراجع للاستزادة: |
ـ ابن عذاري المراكشي، البيان المُغْرِب في أخبار الأندلس والمغرب، الجزء الأول، نشر وتحقيق ج.س.كولان وإ.ليفي بروفنسال (دار الثقافة، بيروت).
ـ المقّري، نفح الطيب (دار صادر، بيروت 1968م).
- التصنيف : التاريخ - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الخامس - رقم الصفحة ضمن المجلد : 227 مشاركة :