بكره (نفيع حارث)
Abu Bakrah (Noufai ibn al-Hareth-) - Abu Bakrah (Noufai ibn al-Hareth-)

أبو بَكْرة (نُفَيع بن الحارث ـ)

(....-52هـ/....-672م)

 

نفيع بن الحارث بن كلدة الثقفي، أبو بكرة مولى النبيe، ومن فضلاء الصحابة وصالحيهم، ومن رواة الحديث وأصحاب الفُتْيا منهم. رُوِي عنه فيما ذكر ابن حزم مئة واثنان وثلاثون حديثاً.

أسلم يوم الطائف سنة ثمان للهجرة، وتدلى من حصن الطائف على بكرة حين نادى منادي النبيe: «أيما حرّ نزل إلينا فهو آمن، وأيما عبد نزل إلينا فهو حر» فسمي أبو بكرة. وكان عبداً حبشياً أعتقه النبيe، ومن نزل معه من الرقيق، وكان فيهم أخوه نافع. ودُفع كل رجل منهم إلى رجل من المسلمين يَمُوْنُهُ ويحمله، فدُفع أبو بكرة إلى عمرو بن سعيد بن العاص.

غلبت على نفيع كنيته أبو بكرة. وقيل إن اسم أبيه «مسروح» أو«مسروق» وأمه «سُمَيّة» كانت أمة للحارث بن كلدة الثقفي، فنُسب أبو بكرة إلى مولاه الحارث، ولكنه كان يؤثر أَنْ ينسب إلى أبيه. وقد ذكروا أنه قال لابنته حين حضرته الوفاة: اندبيني ابن مسروح الحبشي. وقد حاولت قبيلة ثقيف استرجاعه من رسول اللهeفأبى وأجابهم: هو طليق الله، وطليق رسوله. وأخواه لأمه نافع بن الحارث وزياد ابن أبيه.

كان مع العلاء بن الحَضْرمي بالبحرين، وولد له فيها ابنه عبد الله أكبر أولاده. وحين أمر عمر بن الخطاب العلاء بالتوجه إلى البصرة خرج معه أبو بكرة، فمات العلاء في الطريق سنة أربع عشرة ومضى أبو بكرة حتى انتهى إليها. وكان يقال له فيها البحراني.

شهد فتح الأُبُلَّة مع عتبة بن غزوان. وكان أحد الأربعة الذين تقدموا للشهادة على المغيرة بن شعبة سنة سبع عشرة، والتي اتهم فيها المغيرة بالاختلاف إلى امرأة من بني هلال فلما جمع عمر بين المغيرة والشهود، وهم أبو بكرة وأخوه نافع وسهل بن معبد وزياد بن أبيه أصر الثلاثة على شهادتهم وتراجع زياد فأقام عمر عليهم الحد.

وحين قُتل طلحة بن عبيد الله التيمي يوم الجمل سنة ست وثلاثين وأرادوا دفنه اشتروا داراً من دور أبي بكرة فدفنوه فيها، وكان أبو بكرة معتزلاً الفريقين حينذاك.

وكان زياد قد امتنع في القلعة المنسوبة إليه بفارس(قلعة زياد) بعد صلح الحسن بن علي ومعاوية، أول سنة إحدى وأربعين، فأخذ بُسْرُ بنُ أبي أَرْطاة أولاد زياد يتهدده أن يقتلهم إن لم ينزل على حكم معاوية. فاسْتَأْجَلَ أبو بكرة بُسْراً فأجَّلَهُ أسبوعاً. فركب إلى معاوية، وكان كبير المحل مسموع الكلمة عنده، يشفع في أخيه وفي أولاد أخيه، فشَفَّعَهُ فيه وفيهم، ورجع أبو بكرة بكتاب الشفاعة إلى بُسْر.

ولما ادَّعى معاوية سنة أربع وأربعين، أن زياداً أخوه نهى أبو بكرة زياداً عن إجابة معاويةَ فأبى، فحلف أبو بكرة ألا يكلمه أبداً، فمات قبل أن يكلمه.

وكان أبو بكرة يقول: «أنا مولى رسول اللهe، فإن أبى الناس إلا أن ينسبوني فأنا نفيع بن مسروح».

توفي أبو بكرة في أرجح الأقوال في خلافة معاوية وولاية زياد. وكان قد أوصى أن يصلي عليه أبو بَرْزَةَ الأسلمي. وكان النبيeقد آخى بينهما.

قال الحسن البصري: «لم ينزل البصرة من الصحابة ممن سكنها أفضل من عمران بن حصين وأبي بكرة».

توفي أبو بكرة عن عدد كبير من الأولاد من بين ذكر وأنثى، أعقب منهم سبعةً، أحدهم عبد الله، ومنهم عبد الرحمن، وهو أول مولود له ولد بالبصرة، وعبيد الله، وعبد العزيز ومسلم، وقد روي عنهم الحديث، ورَوَّاد، ويزيد، وعتبة.

وكان زياد قد قرّب أولاد أخيه أبي بكرة وشرّفهم وأقطعهم وولاّهم الولايات، فصاروا إلى دنيا عظيمة، وادعوا أنهم من العرب، وأنهم من ولد نفيع بن الحارث الثقفي. ثم رجع أعقابهم، إلا ثلاثة منهم، إلى ولاء النبيeسنة ستين ومئة للهجرة (160هـ) في خلافة المهدي العباسي.

 

عز الدين البدوي النجار

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

 بسر بن أرطأة ـ زياد بن أبيه.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ الواقدي، المغازي، تحقيق مارسدن جونس (عالم الكتب، بيروت).

ـ ابن سعد، الطبقات الكبرى، (دار صادر، بيروت).

ـ ابن حجرالعسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة (مؤسسة الرسالة).


- التصنيف : التاريخ - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الخامس - رقم الصفحة ضمن المجلد : 232 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة