وضاح اليمن (عبد الرحمن بن إسماعيل)
وضاح يمن (عبد رحمن اسماعيل)
Waddah al-Yaman (Abdul Rahman ibn Isma’il-) - Waddah al-Yaman (Abdul Rahman ibn Isma’il-)
وضّاح اليمن (عبد الرحمن بن إسماعيل)
(توفي نحو 90هـ/708م)
عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد كَلال بن داذ بن أبي أحمد الحِميري الخَولاني، وضّاح اليمن.
شاعر أموي غزِل، مختلَف في نسبه، فهو من بني خولان الحميريين القحطانيين عند بعضهم، ومنهم من يجعل أصوله فارسية تعود إلى الحملة التي وجهها كسرى لنصرة سيف بن ذي يزن.
مات أبوه وهو طفل صغير، وتزوجت أمه رجلاً فارسياً، فنشأ عند زوج أمه، ثم استرده أعمامه الخولانيون ليترعرع بينهم. ويقال: إنه لقِّب (وضّاح اليمن) لأن الحاكم الذي حكم بعودته إلى أعمامه مسح بيده على رأس عبد الرحمن وقال له : اذهب فأنت وضاح اليمن لجماله، فاشتُهر بعد ذلك بهذا اللقب.
وكان عبد الرحمن شديد الجمال؛ ولذلك كان يستر وجهه خشية العين الحاسدة، قيل: «كان وضاح اليمن والمُقَنَّع الكِندي وأبو زُبيد الطائي يرِدون مواسمَ العرب مقنَّعين يسترون وجوههم خوفاً من العين وحذراً على أنفسهم من النساء لجمالهم».
وقد عُرف أن وضاح اليمن كان يحب امرأة يمنية كِندية اسمها روضة، فأراد أن يتزوجها، فرفض أهلها أن يزوجوه، وعاتبه قومه على ذلك فقال:
يا أيها القلبُ بعضَ ما تجد قد يعشقُ المرءُ ثم يتّئد
قد يكتم المرء حبه حِقَبـاً وهو عميدٌ وقلبُه كمِـد
يهددوني كيما أخافهــم هيهات أنى يُهَدَّدُ الأسد
ومما قاله فيها:
قالت ألا لا تلِجنْ دارَنــا إن أبانا رجل غائــر
قلتُ فإنـي طالبٌ غِـرّةً وإن سيفي صارمٌ باتـر
قالت فإن القصرَ من دوننا قلت فإني فوقه طائـر
قالت فحولي إخوةٌ سبعـةٌ قلت فإنـي لهـم حاذر
قالت فقد أعييتنا حجــةً فأتِ إذا ما هجَع السامر
ويقال: إنه رأى في الحج أمَّ البنين بنت عبد العزيز بن مروان زوجة الخليفة الوليد بن عبد الملك، فتغزّلَ بها، وبلغ الوليدَ ذلك، فأمر به، ووضعه في صندوق ودفنه حياً.
وكان وضاح اليمن قد مدح الوليد ونال من أعطياته، ومما قاله فيه:
ما بال عينـك لا تنـام كأنمــا طلب الطبيب بها قذًى فأضلّه
قل للذي شـغفَ البـلاءُ فـؤادَه لا تهلكن أخاً فرب أخ لــه
والقَ ابنَ مروان الذي قد هــزّه عِرقُ المكارم والندى فأقلّـه
فعلى ابن مروان السلامُ من امرئ أمسى يذوقُ من الرقادِ أقلَّه
وله في رثاء بعض أهله:
أراعك طائرٌ بعد الخُفُـوق بفاجعةٍ مشَنّعـة الطـروق
نعم وَلَهاً على رجلٍ عميـد أظلُّ كأنني شرِقٌ بريقـي
وأعظمُ ما رُميتُ به فُجوعاً كتابٌ جاء من فجٍّ عميق
يخبّرُ عن وفاة أخٍ فصبـراً تَنَجّزْ وعدَ منّان صـدوق
سأصبرُ للقضاء فكلُّ حـيٍّ سيلقى سكرةَ الموت المَذوق
ومازال شعر وضاح اليمن منثوراً في كتب الأدب والتراجم لم يُجمع ولم يُنشر ديوانه.
علي أبو زيد
مراجع للاستزادة: |
ـ الأصفهاني، الأغاني (طبعة مصورة عن طبعة دار الكتب، د.ت).
ـ ابن شاكر الكتبي، فوات الوفيات، تحقيق إحسان عباس (دار صادر، بيروت).
- التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الثاني والعشرون - رقم الصفحة ضمن المجلد : 264 مشاركة :