الوأواء الدمشقي
واواء دمشقي
Al-Wa'wa' al-Dimashqi - Al-Wa'wa' al-Dimachqi
الوأواء الدمشقي
(…ـ 385هـ/… ـ 995م)
محمد بن أحمد أبو الفرج الغساني الدمشقي، الملقب بالوأواء الدمشقي.
أحد شعراء الشام في القرن الرابع الهجري، بدأ حياته منادياً في دار البطيخ ينادي على الفواكه، ولعله لهذا السبب لُقّب بالوأواء، (والوأوأة: صياح ابن آوى وغيره) والظاهر أنه كان يأنس في نفسه موهبة الشعر فظل يتابع ويحفظ أشعار القدماء حتى اشتهر أمره بقول الشعر وحسن شعره وذاع صيته وبدأ الناس يتناقلون أخباره وأشعاره، قال الثعالبي: «من حسنات الشام، وصاغة الكلام… كان الوأواء منادياً في دار البطيخ بدمشق ينادي على الفواكه، ومازال يُشعِر حتى جاد شعره وسار كلامه ووقع فيه ما يروق ويشوق ويفوق حتى يعلو العيّوق».
ولما اشتهر بين الناس أخذوا يتناقلون شعره ويتهادون ديوانه، فانتقل ديوانه من دمشق إلى بغداد ثم إلى نيسابور في بلاد فارس، وتشير الأخبار إلى أن الذي نقله إلى نيسابور هو أبو نصر سهل بن المرزبان.
ويظهر من شعره أنه بلغ من الشهرة ما أهله لمدح السادة والأمراء فقد مدحَ الشريف العقيقي أحد السادة الأشراف في دمشق (ت368 أو 378هـ) في أربع قصائد، كما أنه مدح سيف الدولة الحمداني بثلاث قصائد. وعلى شهرة شعره إلا أن أخباره قليلة، ويُستشف من شعره أنه كان لطيف المعشر، يحب أن يعيش في لذاذات الحياة من شرب للخمر بحضرة الحبيب في روضة دمشقية غناء.
والوأواء هو صاحب البيت المشهور الذي لا يخلو كتاب في البلاغة من ذكره لما فيه من صور بديعية إذ جمع خمسة تشبيهات بلا أداة تشبيه:
وأمطرت لؤلؤاً من نرجس وسقت
ورداً وعضت على العُنّاب بالبرد
وقد تناول الوأواء في شعره معظم أغراض الشعر المعروفة ففيه الغزل والخمر والمديح والهجاء ووصف الطبيعة، وقد غلب على شعره الغزل؛ ومن غزله:
سقى الله ليلاً طاب إذ زار طيفُه
فأفنيتُه حتى الصباح عِناقا
بطيب نسيم منه يستجلب الكرا
ولو رقد المخمورُ فيه أفاقا
تملّكني لما تملكت مهجتــي
وفارقني لما أمنت فراقـا
وقوله:
أستودع اللهَ في بغداد لي قمــراً
بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه
ودعتـه وبودي أن تودعنــي
روحُ الحياة وأني لا أودعــه
وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحى
وأدمعي مستهلات وأدمعــه
وكم تشفّـع بي أن لا أفارقــه
وللضرورة حـال لا تُشفّعُــه
وهذه الأبيات تُنسب أيضاً إلى ابن زريق وغيره.
ومن شعره في وصف الطبيعة:
زمانُ الرياض زمانٌ أنيــق
وعيش الخلاعةِ عيشٌ رقيق
وقد جمع الوقت حاليهمــا
فمن ذا يفيق ومن يستفيـق
فيا من هو الفوز لي والمنى
ومن هو بالود مني حقيــق
أدر لحظ عينيك وامرجه في
مروج الرياض تجدها تشوق
ترى مزوج الحسن في مفرد
جليل المحاسن فيه دقيــق
إذا ضاحك الزهرُ زُهْرَ الوجوه
فكيف الخلاص وأين الطريق
ولم تحدد وفاته بدقة، على أنه توفي في عشر التسعين كما قال ابن شاكر الكتبي.
وله ديوان شعر مطبوع، وقد لاحظ القدماء أن بعض الشعر ينسب إليه وهو ليس له وبعض شعره ينسب إلى غيره.
علي أبوزيد
مراجع للاستزادة: |
ـ ديوان الوأواء الدمشقي، تحقيق سامي الدهان (مجمع اللغة العربية، دمشق 1950).
ـ الثعالبي، يتيمة الدهر (دار الكتب العلمية، بيروت 1979).
ـ الكتبي، فوات الوفيات، تحقيق إحسان عباس (دار صادر، بيروت).
- التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الثاني والعشرون - رقم الصفحة ضمن المجلد : 128 مشاركة :