هاشمي (محمد علي)
Al-Hashimi (Mohammadibn Ali-) - Al-Hashimi (Mohammadibn Ali-)

الهاشمي (محمد بن علي ـ)

(62 ـ 125هـ/681 ـ 743م)

 

محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي، مولده ومقامه في الحميمة من أرض الشراة بالشام، وهو والد الخليفتين العباسيين أبي العباس السفاح وأبي جعفر المنصور، وأمه العالية بنت عبيد الله ابن عبد الله بن عباس، وزوجته ريطة بنت عبيد الله بن عبد الله بن عبد المدان، خلف عليها عبد الله بن عبد الملك بن مروان بعد مهلكه.

كان بينه وبين أبيه أربع عشرة سنة، وكان يظن من لا يعرفهما أن محمداً هو الأب، وكان علي يخضب بالسواد ومحمد يخضب بالحمرة.

وكان سبب انتقال الأمر إليه أن الشيعة الكيسانية كانت تعتقد بإمامة محمد بن علي بن الحنفية بعد أخيه الحسين، ثم انتقل الأمر إلى ولده أبي هاشم عبد الله وكان عظيم القدر تتوالاه شيعته، وكان أن وفد أبو هاشم إلى الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك بدمشق فأكرمه وقضى حوائجه ورأى من علمه وفصاحته ما حسده عليه وخافه، ولما انصرف أبو هاشم يريد فلسطين وضع عليه سليمان من وقف له من بني لخم وجذام في طريقه ودس له السم في لبن شربه، ولما أحس أبو هاشم بالشر قصد الحميمة يريد ابن عمه محمد بن علي العباسي، وقبل أن يموت عنده في سنة 97هـ أعلمه أن الأمر صائر إليه وإلى ولده، وعرّفه ما يعمل، ودفع إليه كتبه وصرف شيعته إليه، وأعلم من تردد إليه من دعاتهم أن الأمر صار إلى محمد بن علي، وأمرهم بقصده بعده، وكذلك فعلوا بعد موت أبي هاشم ودعوا الناس إليه، ولما دخلت سنة المئة وجّه محمد بن علي كبار الدعاة إلى شيعته؛ فقد وجّه أبا رباح ميسرة النبال مولى الأزد إلى العراق، ومحمد بن خنيس وأبا عكرمة السراج (أبو محمد الصادق) وحيّان العطار إلى خراسان، واختار اثني عشر نقيباً وسبعين رجلاً كتب إليهم كتاباً ليكون لهم مثلاً وسيرة، وصار أمره يقوى ويتزايد حتى عاجلته المنية في الحميمة حين انتشرت دعوته بخراسان، فأوصى بالأمر إلى ابنه إبراهيم الإمام الذي والاه أبو مسلم الخراساني، والذي لم تطل مدته بعد أبيه فعهد إلى أخيه عبد الله أبي العباس السفاح ابن الحارثية.

كان محمد بن علي من أجمل الناس وأعظمهم قدراً، وسيماً نبيلاً، مديد القامة كأبيه، وبه ابتدأت دعوة بني العباس ولقّب بالإمام، قدم يوماً إلى الخليفة هشام بن عبد الملك ومعه ابنه أبو العباس وهو غلام، وشكى إليه سوء حاله فاستهزأ به هشام وقال له: «انتظر ابن الحارثية» يعني الغلام أبا العباس الذي قُيّض له أن يستلب ملك بني أمية سنة 132هـ.

ودخل محمد بن علي على الخليفة عمر بن عبد العزيز، فلما خرج قال عمر: «لو كان إلي من الخلافة شيء لقمصتها هذا الخارج».

روى محمد بن علي عن أبيه وعن سعيد بن جبير وعمر بن عبد العزيز وأرسل عن جده، وروى عنه ابناه وحبيب ابن أبي ثابت ويزيد بن أبي زياد وهشام ابن عروة وآخرون.

مات في الحميمة ودفن فيها.

يوسف الأمير علي

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ ابن جرير الطبري، تاريخ الرسل والملوك، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم (دار المعارف، مصر 1970).

ـ ابن كثير، البداية والنهاية (دار الفجر للتراث، القاهرة 2003).

ـ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي (دار صادر، بيروت 1995).

ـ صلاح الدين الصفدي، الوافي بالوفيات (فرانزشتاينر، فيسبادن 1962).


- التصنيف : التاريخ - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الواحد والعشرون - رقم الصفحة ضمن المجلد : 308 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة