هاشمي (عبد الله محمد)
Al-Hashimi (Abdullah ibn Mohammad-) - Al-Hashimi (Abdullah ibn Mohammad-)

الهاشمي (عبد الله بن محمد ـ)

(…ـ 99هـ/… ـ 717م)

 

أبو هاشم عبد الله بن محمد (ابن الحنفية) بن علي بن أبي طالب الهاشمي، ويكنى أبا هاشم، وأمه أم ولد تدعى «نائلة»، كان صاحب الشيعة من أهل خراسان وعُرِف أتباعه بالهاشمية، وقالوا: إن لكل ظاهر باطناً، ولكل شخص روحاً، ولكل تنزيل تأويلين، ولكل مثال في هذا العالم حقيقة في ذلك العالم، والمنتشر في الآفاق من الحكم والأسرار مجتمع في الشخص الإنساني، وهو العلم الذي آثر علي بن أبي طالب به ابنه محمد بن الحنفية، وهو أفضى ذلك السر إلى ابنه أبي هاشم، وكل من اجتمع فيه هذا العلم فهو الإمام حقاً.

وفد أبو هاشم إلى الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك في الشام يقضي حوائجه، فأكرمه سليمان وقرّبه، وغادر أبو هاشم متوجهاً إلى المدينة، فدس له سليمان من سقاه في الطريق شربة ماء مسمومة، ولما أحس دنَو الموت أرسل إلى محمد بن علي بن عبد الله بن العباس النازل في الحميمة من الشراة بأرض الشام وأعلمه بحاله، وأوصى له بالإمامة وصرف إليه شيعته وأعطاه كتبه وأسرار دعوته وأن الخلافة صائرة إلى ولد العباسي، وتولاه محمد بن علي في الحميمة حتى مات عنده ودفن فيها.

وتأسيساً على ذلك أوصى محمد بن علي إلى ابنه إبراهيم الإمام، وهذا أوصى إلى أخيه أبي العباس السفاح أول خليفة عباسي فصارت الوصية في بني العباس من تلك الجهة، ولكن العباسيين أضافوا أن لهم في الخلافة حقاً لاتصال النسب؛ وقد توفي الرسولr وعمه العباس أولى بالوراثة.

 

كان أبو هاشم لَسِناً عالماً بكثير من المذاهب والمقالات، صاحب علم ورواية ثقة قليل الحديث، روى عن أبيه محمد ابن الحنفية وعن صهر له صحابي من الأنصار وروى عنه ابنه عيسى والزهري وعمرو بن دينار وسالم بن أبي الجعد وإبراهيم الإمام وغيرهم.

ثم إن شيعة أبي هاشم اختلفت بعده خمس فرق:

الأولى: أقرت بأن أبا هاشم أوصى عند منصرفه من الشام إلى محمد بن علي العباسي.

والثانية: قالت إن الإمامة بعد أبي هاشم صارت لابن أخيه الحسن بن علي ابن محمد بن الحنفية.

والثالثة: قالت إن أبا هاشم أوصى إلى أخيه علي بن محمد، وعلي أوصى إلى ابنه الحسن فالإمامة في بني الحنفية لا تخرج إلى غيرهم.

والرابعة: قالت إن أبا هاشم أوصى إلى عبد الله بن عمرو الكندي والإمامة خرجت إلى عبد الله وتحولت روح أبي هاشم إليه، ولكن أنصار الكندي خوّنوه وكذّبوه وأعرضوا عنه وقالوا بإمامة عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر ابن أبي طالب الذي خرج بمذهب جديد يزعم فيه بتناسخ الأرواح في أشخاص بشرية أو حيوانية وفيها ثوابها وعقابها. ويزعم أن روح الله تناسخت حتى وصلت إليه وحلّت فيه، واشتط الأتباع أكثر فأكثر حتى تحللوا من كل قيد أو التزام، وعنهم نشأت الخرّمية والمزدكية في العراق، ونشب خلاف شديد في مسألة الوصية والإمامة بين أصحاب عبد الله بن معاوية وبين أصحاب محمد بن علي العباسي وكل جانب يدعيها لنفسه.

والفرقة الخامسة: هم أتباع بيان بن سمعان التميمي وقالوا بانتقال الإمامة من أبي هاشم إلى بيان، وهم من الغلاة القائلين بإلهية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عدا عن تفاصيل أخرى مغالية فيه أيضاً.

وأخيراً ظهرت فرقة أخرى عُرفت بالرزامية أتباع رزام بن رزام، وقد ساقت هذه الفرقة الإمامة من أبي هاشم إلى علي بن عبد  الله بن عباس ثم إلى محمد بن علي العباسي ثم إلى ابنه إبراهيم الإمام صاحب أبي مسلم الخراساني ثم ساقوا الإمامة إلى أبي مسلم الخراساني وادّعوا حلول روح الإله فيه وقالوا بتناسخ الأرواح.

يوسف الأمير علي

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ ابن الأثير، الكامل في التاريخ (دار الكتاب العربي، بيروت 1967).

ـ أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين (دار المعرفة، بيروت، د.ت).

ـ الشهرستاني، الملل والنحل (دار المعرفة، بيروت 1975).

ـ ابن حجر، تهذيب التهذيب (حيدر آباد 1326هـ).


- التصنيف : التاريخ - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الواحد والعشرون - رقم الصفحة ضمن المجلد : 307 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة