نامي (احمد محمد)
Al-Nami (Ahmad ibn Mohammad-) - Al-Nami (Ahmad ibn Mohammad-)

النَّامي (أحمد بن محمَّد ـ)

(309 ـ 399 هـ/921 ـ 1009م)

 

أحمد بن محمَّد بن هارون الدَّارِمي المصِّيصي المعروف بالنَّامي أبي العبَّاس، والدَّارِميُّ نسبة إلى دارِم بن مالك، بطنٌ من تميم، والمصِّيصي نسبة إلى المصِّيصة، وهي مدينةٌ ناحيةَ طرسوس من ثغور الشَّام. رحل النَّامي إلى حلبَ ومات فيها.

شاعرٌ عباسيٌّ مُجيدٌ، كان أديباً بارعاً عارفاً باللُّغة والأدب. من المفلّقين من شعراء عصره، ومن خواصِّ مُدَّاح سيف الدَّولة الحمدانيِّ. وكان عنده تلو أبي الطَّيب المتنبي في المنزلة.

له مع المتنبي وقائعُ ومعارضاتٌ. وللمتنبي تعريضٌ بالنَّامي إذ مدحَ ســيفَ الدَّولة فذكرَ آباءه في الجاهليَّة؛ وكان الأَولى أنْ يمدحَهُ بصفاته ؛ قال المتنبي في ذلك:

والمدحُ لابن أبي الهيجاء تنجدُه    بالجاهليَّة عينُ العَيِّ والخَطَلِ

يقول: إذا مدحْتَ الرَّجل وأعنته بِذكر آبائه الجاهليِّين فذلك عينُ العَيِّ.

كان النَّامي سديدَ القول، غيرَ أنَّه بطيءُ الخاطر، إذا أراد أن يعملَ شعراً خلا طويلاً، وقد ترتفع له القصيدةُ إلى سيف الدَّولة في سبعة أشهر، وتَحْدُثُ الحادثةُ عند سيف الدَّولة من فتحٍ وغيره، فيُنْشِدُهُ الشُّعراءُ بعد يومٍ أو يومين، ويطيلُ النَّامي في المدَّة، وربَّما اغتاظ سيفُ الدَّولة لذلك، ويُروى أنَّه وُلِدَ لسيف الدَّولة وَلَدٌ فجاء النَّامي بعد ذلك بسبعة أشهر فاستأذنه في إنشاد تهنئةٍ بالمولود، فقال له سيفُ الدَّولة: يا أبا العبَّاس الصبيُّ قد حان لنا أن نسلِّمَهُ إلى الكُتّاب.

عدَّه الثَّعالبيُّ في الشُّعراء المُجيدين، وذكرَ في «يتيمة الدَّهر» جملةً من عقائلِ شعره وفرائدِه.

شاعرٌ وصَّاف متغزِّلٌ مادحٌ، جُلُّ مدائحِه في سيف الدَّولة، فمن شعره فيه قولُه:

خُلِقْتَ كما أرادتْكَ المعــالي     فأنت لِمَنْ رجـاكَ كما يريدُ

عجيبٌ أنَّ سـيفَك ليس يُروى            وسيفُك في الوريدِ له وُرُودُ

وأَعْجَبُ منه رُمْحُكَ حين يُسْقَى           فيصحو وهْوَ نَشـوانٌ يميدُ

له غزلٌ حِوارِيٌّ رائقٌ، ينمُّ على عنايته بالتَّصوير، وحُسْنِ أَخْذِهِ من الطَّبيعة، فمن ذلك قولُه:  

أتاني في قميصِ اللاَّذِ يَسْـعَى            عَـدُوٌّ لي يُلَقَّـبُ بالحبيبِ

وقد عَبَثَ الشَّـرابُ بمُقْلَتَيـه             فَصَيَّرَ خَدَّهُ كَسَــنا اللَّهيبِ

فقلْتُ له بما اسـتحسنْتُ هذا:    لقد أقبلْـَت في زَيٍّ عَجِيبِ

أَحُمْرَةُ وَجْنَتَيْكَ كَسَــتْكَ هذا             أم آنتَ صَبَغْتَـهُ بِدَمِ القُلوبِ؟!

فقالَ الشَّمسُ أَهْدَتْ لي قميصاً             بلونٍ قد حكى شفقَ الغُروبِ

فثَـوبِي والمُدامُ ولونُ خَـدِّي             قريبٌ من قريبٍ من قريبِ

وغزلُ النَّامي رقيقٌ عفيفٌ، لا يخلو من عنايةٍ بالإيقاعِ من غيرِ تَكَلُّفٍ، كقوله:

أحقّاً أنَّ قاتِلَتِــــي زَرُودُ      وأنّ عُهُودَها تلكَ العهودُ

وقفْتُ وقد فَقَدْتُ الصَّبْرَ حتَّى      تَبَيَّنَ مَوقِفِي أنِّي الفقيـدُ

وشَــكَّتْ فِيَّ عُذَّالي فقالوا       لِرَسْمِ الدَّار: أيُّكما العميدُ؟!

للنَّامي أمالٍ أملاها بحلب، روى فيها عن أبي الحسن علي بن سليمان الأخفش، وأبي عبد الله الكَرْمانيِّ، وأبي بكرٍ الصُّوليِّ، وإبراهيمَ بن عبد الرَّحمن العَرُوضِيِّ، وأبيه محمَّد المصِّيصيِّ، وذكر ياقوتُ الحَمَويُّ في «معجم الأدباء» في ترجمة إبراهيم بن عبد الرحيم العروضي أنَّ له كتاباً في القوافي.

أسـامة اختيار

 مراجع للاستزادة:

 

ـ الثعالبي، يتيمة الدَّهـر في محاسـن أهل العصر (دار الفكر، بيروت 1973م).

ـ ابن حمدون، التَّذكرة الحمدونيَّة ( معهد الإنماء العربيِّ، بيروت 1983م).

ـ ابن خَلِّـكان، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزَّمان (دار صادر، بيروت، د.ت).

ـ عبد القادر بن عمر البغدادي، خزانة الأدب ولبُّ لباب لسان العرب (الهيئة المصرية للكتاب، القاهرة 1979م).


- التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد العشرون - رقم الصفحة ضمن المجلد : 387 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة