نيسابوري (محمد محمد)
Al-Nisaburi (Mohammad ibn Mohammad-) - Al-Nisaburi (Mohammad ibn Mohammad-)

النيسابوري (محمد بن محمد ـ)

(285 ـ 378هـ/898 ـ 988م)

 

محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق، أبو أحمد النيسابوري الكرابيسي، ويُعرف بالحاكم الكبير، الحافظ، محدِّث خراسان في عصره وصاحب التصانيف.

ابتدأ سماع الحديث وهو ابن نيف وعشرين سنة، فسمع ببلده من إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة صاحب الصحيح وغيره، ثم رحل في طلب الحديث فسمع بطبرستان من محمد بن شادِل، وأحمد بن محمد الماسَرْجِسي، ومحمد بن إسحاق الثقفي، ومحمد بن إبراهيم الغازي. وببغداد من محمد بن محمد الباغَنْدي، وأبي القاسم عبد الله البَغَويّ، وأبي بكر بن أبي داود. وبالكوفة من محمد بن الحسين الخَثْعَميّ، وعبد الله بن زَيْدان البَجَلِيّ. وبِحَرَّان من أبي عَرُوبة الحرَّانيّ، وبطبريا من سعيد بن هاشم، وبدمشق من محمد بن الفَيْض الغسَّانيّ، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي ثم الدمشقيّ، ومحمد بن خُريم، والحافظ أبي الحسن أحمد بن جَوْصَا. وبمكة من محمد بن إبراهيم الدَّيْبَلي وسواهم، ودخل البصرة وحلب والجزيرة والجبل، وأخذ عن مشايخها. وكتب عن شيوخه مالا يوصف كثرة، وتقدَّم في الصَّنعة الحديثية، حتى وصِفَ بأَنَّه إِمام عصره فيها، فكان مقدَّماً في معرفة شروط الحديث الصحيح، ومعرفة أسامي الرواة وكناهم وألقابهم.

روى عنه: علي بن حماد وهو أكبر منه، وأبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري صاحب المستدرك على الصحيحين، وأبو عبد الرحمن السُّلميّ، ومحمد بن أحمد الجَارُوديّ، وأبو بكر ابن مَنْجُويَه، وأبو حفص عمر ابن أحمد بن مسرور، وصاعد بن محمد القاضي، وأبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكَنْجَروذي، وأبو عثمان سعيد بن محمد البَحِيْري وآخرون.

تقلَّد القضاء ابتداءً من سنة 333هـ، فحكم في مدنٍ كثيرة، أولها مدينة الشَّاش، وقد ذكر في سبب توليه قضاءها أنه حضر مع عدد من الشيوخ مجلساً عند نوح بن نصر أمير خراسان، فقال الأمير: «من يحفظ منكم حديث أَبي بكرٍ الصِّدِّيقt في الصَّدقاتِ؟» [أخرجه البخاري في الزكاة، رقم: 1454] فلم يكن فيهم من يحفظه، قال: «وكنت في آخر الناس، فقلت للوزير: أَنا أَحفظه». فقَدَّمه الوزير فرَوَى الحديث، فقال الأمير: «مثلُ هذا لا يُضيَّع». وولاه قضاء الشاش، فحكم بها أربع سنين، ثم تحوَّل إلى قضاء طوس، وعاد سنة 345هـ إلى نيسابور، ولزم مسجده وأقبل على العبادة، وتفرغ كليَّا للتَّصنيف والكتابة، وطُلبَ بعدها للقضاء مرَّات عديدة فامتنع، وبقي على حاله من الزُّهد والبُعد عن المناصب إلى أَنْ كُفَّ بصرُه قبل وفاته بسنتين سنة 376هـ. قال أبو عبد الله الحاكم: «وكان من الصالحين الثابتين على طريق السَّلَف، ومن المُنْصِفين فيما يعتقده في أَهل البيت والصَّحابة».

ترك عدداً كبيراً من المصنَّفات، فقد كان يلازم التَّصنيف والتأليف حتى في مجلس قضائه، قال أبو عبد الله الحاكم: «كنت أدخل عليه والمصنَّفات بين يديه، فيقضي بين اثنين، فإذا تفرغ أقبل على التَّصنيف» ومن تصانيفه: كتاب «الكنى» ويسميه بعضهم «الأسماء والكنى»: وهو في أَربعةَ عشرَ سفراً، جمع فيه كنى المحدثين والوزراء والولاة، قال الكتاني: «حرَّر فيه وأَجاد، وزاد على غيره وأفاد» لكنَّه لم يُرتِّبه على حروف المعجم فأًصبح البحث فيه عسراً، فقام الإمام الذهبي بترتيبه واختصاره مع ذكر إِضافات فاتته وسماه «المقتنى في سرد الكنى».

كتاب في الشروط: وعلم الشروط والسجِّلات علمٌ باحثٌ عن كيفية ثبت الأحكام الثابتة عند القاضي في الكتب والسجلات على وجه يصح الاحتجاج به عند انقضاء شهود الحال وهو من فروع الفقه وكان المترجم عارفاً بها بحكم عمله في القضاء.

وله أيضًا: «كتاب العلل» و«المخرَّج على كتاب المُزَني» وصنَّف الحديث على أسماء الشُّيوخ والأَبواب.

توفي ببلده، وله ثلاث وتسعون سنة، ودفن فى داره موضع جلوسه للتصنيف عند كتبه.

بديع السيد اللحام

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (دار صادر، بيروت، د.ت).

ـ الذهبي، سير أعلام النبلاء، تحقيق محمد نعيم العرقسوسي (مؤسسة الرسالة، بيروت، د.ت).

ـ الذهبي، تذكرة الحفاظ (دار إحياء التراث العربي، بيروت، د.ت).

ـ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، أشرف على تحقيقه عبد القادر الأرناؤوط (دار ابن كثير، دمشق، بيروت 1410هـ/1989م).


- التصنيف : التاريخ - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الواحد والعشرون - رقم الصفحة ضمن المجلد : 216 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة