ابن نفيل (زيد بن عمرو)
نفيل (زيد عمر)
Ibn Nufayl (Zaid ibn Amr-) - Ibn Nufayl (Zaid ibn Amr-)
ابن نُفَيْـل (زيد بن عمرو ـ)
(…ـ 17ق.هـ/… ـ 606م)
زيد بن عمرو بن نُفَيْــل بن عبد العُزَّى بن رياح بن عبد الله بن قرط ابن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي. أحد الحكماء الأحناف من شعراء الجاهليَّة. أمُّه جيداء بنت جابر بن أبي حبيب بن فهم، وكانت جيداء عند نُفَيْل بن عبد العُزُّى فولدت له الخطَّاب أبا عمر بن الخطاب، فهو ابن عمِّ عمر بن الخطَّاب، كانت وفاته قبل بعثة النبيr بخمس سنين.
اعتزل عبادة الأوثان، وامتنع من أكل ما ذبح لها، وطلب دين الحنيفيَّة دين إبراهيمu، وكان يعيب قريشـاً في عبادتهم، ومن قوله ينصح لقومه: «يا معشرَ قريش، أيُرْسِـلُ الله قَطْرَ السَّماء وينبتُ بَقْلَ الأرض ويخلقُ السَّائمة فترعى فيه وتذبحوها لغيره؟!». أخرجه عن مكة خطَّابُ بن نُفَيْل لمخالفته دين قريش. اجتمعَ في بعض أســفاره إلى الشَّام ببعض أهل الكِتاب فسألهم عن الدِّين، ثمَّ اعتنقَ دين إبراهيمu، ويتَّضح أنَّه كان على الحنيفيَّة، من شعره:
عُذْتُ بما عاذَ بهِ إبراهِـمُ
مُسْـتَقْبِلَ الكعبةِ وهو قائمُ
يقولُ: أَنْفِي لكَ عانٍ راغمُ
مهما تُجَشِّمْنِي فإنِّي جاشمُ
ومن شعره في تركه عبادته الأوثان:
عَزَلْتُ الجِنَّ والجِنَّانَ عنِّي
كذلك يفعلُ الجَلْدُ الصَّبـورُ
فلا العُزَّى أدينُ ولاابْنَتَيها
ولا صَنَمَيْ بني غَنَـمٍ أزورُ
ولا هُبَلاً أدينُ وكانَ ربّاً
لنا في الدَّهر إذ حِلمي صغيرُ
أرباً واحـداً أم ألفَ ربٍّ
أَدينُ إذا تَقسَّــمَتِ الأمورُ
ألم تعلمْ بأنَّ اللهَ أفنــى
رجالاً كانَ شــأنَهُمُ الفُجورُ
وأبقى آخرينَ بِبِــرِّ قومٍ
فيربـو منهمُ الطِّفلُ الصَّغيرُ
كان زيد بن عمرو بالشَّام لمَّا بلغَهُ من بعض رهبان الشَّام اقترابُ بعثةِ النَّبيِّr، فأقبلَ مسرعاً يريد مكَّةَ، فلمَّا توسَّطَ أرضَ لَخْمٍ ـ وقيل أرضَ جُذامٍ ـ عَدَوا عليه فقتلوه.
نهى ابنُ نُفَيْـل عن قتل الموؤودة، فكان لا يعلمُ ببنتٍ يُرادُ وأدُها إلا أتى أباها فكفاه مؤنتَها، وكفلها، حتَّى إذا كَبُرَتْ أعادها إلى أبيها، أو زوَّجَها.
جُلُّ ما وصل إلينا من شعره مقطَّعاتٌ في نبذ الوثنيَّة والتَّمسك بالتَّوحيد والتدبُّر في قدرة الله تعالى في الخَلْقِ، كقوله:
أَسْـلَمْتُ وجهـي لمن أسلَمَتْ
له المُـزْنُ تحملُ عَذْباً زُلالا
وأَسْلَمْتُ وجهي لمن أَسْلَمَتْ
له الأرضُ تحملُ صَخْراً ثِقالا
دحاها فلمَّا اسْتَوَتْ شَــدَّها
سـواءً وأرسى عليها الجِبالا
قال هشام بن عروة عن أبيه عن سعيد بن زيد بن عمرو قال: سألت أنا وعمر بن الخطاب رسولَ اللهr عن زيد فقال: «يأتي يوم القيامة أمَّةً وحدَه».
أسـامة اختيار
مراجع للاستزادة: |
ـ الأصبهاني، الأغاني (دار الكتب المصرية، القاهرة 1969م).
ـ عبد القادر بن عمر البغدادي، خزانة الأدب ولبُّ لباب لسان العرب (الهيئة المصرية للكتاب، القاهرة 1979م).
ـ ابن السَّائب الكلبيّ، الأصنــام ( دار الكتب المصرية، القاهرة 1924م).
ـ محمد بن حبيب البغدادي، المنمَّق في أخبار قريـش (عالم الكتب، بيروت 1985م).
- التصنيف : التاريخ - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد العشرون - رقم الصفحة ضمن المجلد : 816 مشاركة :