نفطويه (إبراهيم بن محمد-)
نفطويه (ابراهيم محمد)
Niftawayh (Ibrahim ibn Mohammad-) - Niftawayh (Ibrahim ibn Mohammad-)
نِفْطَوَيْه (إبراهيم بن محمد ـ)
(244 ـ 323هـ/858 ـ 935م)
إبراهيم بن محمد بن عرفة بن سليمان الأزدي الواسطي، أبو عبد الله، نِفْطَوَيْه لقب له، والأَصل أنه لقب بِنْفط لأنه كان دميم الخلقة أسمر، وزيد عليه (وَيْه) تشبيهاً له بسيبويه لأنه كان ينتسب إلى مذهبه في النحو، نزل بغداد، وتوفي فيها.
عرف بعلمه في العربية واللغة والحديث، وكان أديباً متقناً، اشتهر بكثرة حفظه في علوم شتى، فقد حفظ نقائض جرير والفرزدق وشعر ذي الرمَّة وغيرهم، اعتزَّ بحفظه شعر جرير وإتقانه والإحاطة به، فممَّا أُثر عنه أَنه قال: «مَنْ أَغْرَبَ عليَّ بيتاً لجرير لا أعرفه فأنا عبده»، وكان يعتقد في نفسه أنه قيِّم على الشعر وصيٌّ عليه راعٍ له، وأنه إذا مات فإن الشعر سيموت على الحقيقة، وأن سائر العلوم هناك من يقوم بها ويرعاها ويحفظها. نظم الشعر، وغلب على شعره سمات شعر العلماء الزهَّاد، مثل التذكير بالآخرة ومخافة الوقوع في الذنب حذر العذاب.
روى الحديث وكان مسنداً له، ولم يُتَعلَّق عليه بشيء من سائر ما روَوْه، وتفقَّه على مذهب الإمام داود الظاهري، ورسخ فيه، وعدَّ رأساً من رؤوسه، لم ينازعه أحد من أصحابه في ذلك، ونشأت بينه وبين داود الظاهري علاقة قوية ومودة شديدة، ولما توفي داود حزن عليه حزناً جماً دام سنة كاملة.
حفظ القرآن وكان حسن الحفظ له، وحفظ أيضاً السِّيَرَ والتاريخ وأيام الناس ووفاة العلماء، وتلقَّى القراءة عرضاً عن أبي عون محمد بن عمر، جلس لإقراء الناس وتعليمهم أكثر من خمسين عاماً، ونهج في دروسه التي كان يلقيها على طلابه على أن يبدأ بقراءة القرآن على رواية عاصم، ثم يلتفت إلى قراءة الكتاب الذي هو بصدده، وإلقاء أبحاثه، ولم يكن له باع طويل في النحو، إذ أُثر عنه أنه كان ضيِّقاً فيه، خلط نحو الكوفيين بنحو البصريين.
أشهر العلماء الذين أخذ عنهم أبو العباس المبرد، وأبو العباس ثعلب، والمعافى بن زكرياء والمرزباني، وعبد الله ابن إسحاق بن سلام، وسمع من محمد ابن الجهم.
كان طاهر الأخلاق حَسَنَ المجالسة للوزراء والخلفاء، صدوقاً ثقة في روايته، لا يتعقَّبُه أحد فيما يروي، صاحب مروءة وفتوَّة، وكان يخضب بالوَسِمَة، والوسمة شجر له ورق يختُضَبُ به.
أشهر مصنفاته كتاب «التاريخ» وكتاب «الاقتصارات» وكتاب «غريب القرآن» وكتاب «المقنع في النحو» وكتاب «الردّ على من قال بخَلْق القرآن» وكتاب «الملح» وكتاب «المصادر».
وأهم شيء يطالعنا في ترجمة نفطويه فيما يتعلق بالنحو هو أنه كان ينكر الاشتقاق في العربية ويرى أنه فاسد، وصنف في هذه المسألة كتاباً أتى فيه بحجج وبراهين كلُّها ضعيفٌ مدخول فيه.
والاشتقاق في العربية مثبت لا يمكن دفعه وإنكاره، وأشهر من بحث فيه أبو بكر بن السراج، فإنه أثبته في العربية ودفع الشُّبه التي تنفيه عنه وممن أخذ بالاشتقاق، بل أسرف في الاتكاء عليه والركون إليه أبو الفتح عثمان بن جني، إذ قسم الاشتقاق ثلاثة أقسام هي الصغير والكبير والكبار.
إبراهيم عبد الله
مراجع للاستزادة: |
ـ ابن جني، الخصائص، تحقيق محمد علي النجار (دار الهدى للطباعة والنشر، بيروت، د.ت).
ـ القفطي، إنباه الرواة على أنباه النحاة، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم (مطبعة دار الكتب المصرية، القاهرة، د.ت).نِفْطَوَيْه (إبراهيم بن محمد ـ)
(244 ـ 323هـ/858 ـ 935م)
- التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد العشرون - رقم الصفحة ضمن المجلد : 804 مشاركة :