نشوان حميري
Nashwan al-Himyari - Nashwan al-Himyari

نَشْوانُ الحِمْيَرِيّ

(… ـ 573هـ/… ـ 1178م)

 

نَشْوانُ بن سعيد الحِمْيَريّ القاضي الأمير، يُكَنَّى أبا سعيد، وأبا الحسن، من نسل حسَّان ذي مراثد من ملوك حِمْيَر، من أهل بلدة «حُوْث» شماليّ صنعاء.

أديبٌ شاعرٌ لغويٌّ، له علمٌ في التَّواريخ والأنسـاب، صنَّفه العمادُ الأصبهانيُّ في عداد شعراء الجبال من أهل اليمن.

قال القفطيُّ: كان يَفْضُلُ قومَه اليمنيِّين على الحِجازيِّين، فمن شعره في الفخر باليمن قولُه:

مِنّا التبَّابعةُ اليمــانون الأُلى             ملكوا البسيطةَ سَلْ بذلك تُخْبَرِ

مِن كلِّ مَرْهوبِ اللقاء مُعصَّبٍ            بالتَّـاج غازٍ بالجيوش مُظَفَّرِ

تعنو الوجوهُ لســيفهِ ولرُمحهِ           بعدَ السُّــجود لتاجِه والمِغْفَرِ

يا رُبَّ مفتخرٍ ولولا سَــعيُنا            وقيامُنـــا مع جَدّه لم يَفْخَر

وكان يفاخر عدنانَ بقحطانَ، وأسـرفَ في ذلك حتَّى خرجَ عن الصَّواب، فمن ذلك قولُه:

مُوتي قُريش، فكـلُّ حَيٍّ ميِّتٌ            للمـوتِ منّا كلُّ حيٍّ يولدُ

قلتم: لكم إِرْثُ النبــوّةِ دونَنا            أَزعمتـمُ أنَّ النُّبُوَّةَ سَرْمُدُ

منكم نبيٌّ قد مضى لســبيلهِ              قِدْماً فهلْ منكـم نَبيٌّ يُعبَدُ

ولي القضاءَ مدَّةً في نواحٍ من اليمن الجبليَّة، وكان ذا نفسٍ وثَّابةٍ تطمح إلى المعالي، وقد استولى على قلاعٍ وحصونٍ في جبل «صَبَر» المطلِّ على قلعة «تَعِز» وصار ملكاً عليها.

كان نَشْوانُ الحِمْيَرِيُّ كثيرَ الفخرِ باتِّصال نسبِه بملوك حِمْيَر، وأشار إلى ذلك في قصيدته الحِمْيَرِيَّةِ المسمَّاة بالنَّشوانيَّة أيضاً. يقول:

أو ذو مراثد جدُّنا القَيْلُ ابنُ ذي            سَحَرٍ أبو الأَذْواءِ رَحْب السَّاحِ

له مصنَّفاتٌ كثيرةٌ منها:«شمس العلوم»، و«القصيدة الحِمْيَريَّة»، وهي مئةٌ وسبعةٌ و ثلاثونَ بيتاً من الكامل، مطلُعها:

الأمرُ جدٌّ وهو غيرُ مُزاحِ         فاعْمَلْ لنفسِكَ صالحاً ياصاحِ

وله «كتاب القوافي» ووَسَمَهُ أيضاً بـ«بيان مُشْكِلِ الرَّوِيّ وصِراطِهِ السَّويّ»، وله رسالة «الحُور العِين»، و«الفرائد والقلائد»، و«خلاصة السِّيرة الجامعة لعجائب أخبار الملوك التَّبابِعة» وهو شرحٌ لقصيدته الحِمْيَريَّة أو النَّشوانيَّة، ويشتملُ كتابُ خلاصة السِّيرة الجامعة على تاريخ ملوك حِمْيَر، وأَقْيال اليمن وتَبابِعَتِها، وما كان في اليمن من حضاراتٍ وأحداث، وله «أحكام صنعاء وزَبِيد» و«التَّذكرة في أحكام الجواهر والأعراض» و«تنبيه السَّامعين» و«التِّبيان في تفسير القرآن» و«أرجوزة في الشُّهور الروميَّة» و«رسالة في التَّصريف».

ويُعَدُّ كتابُه «شمس العلوم» من أجلِّ مصنفاتِه، وعنوانُه التَّامُّ «شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكُلوم وصحيحُ التَّأليف والأمان من التَّحريف» وله في مصنَّفه هذا أبياتٌ منها:

في صحيحِ التَّأليف تصحيحُ ما قد         صّحَّفَتْـــه القُرَّاءُ والكُتَّابُ

في كتابٍ للنَّقْطِ والشَّكْلِ أضحى           حارســـاً ما به يُقاسُ كتابُ

وهو كتابٌ رتَّبه على حروف المعجم، ويمتاز على سواه من المعاجم بأنَّه يتضمَّنُ فوائدَ علميَّةً وطبيَّةً وفقهيَّةً وتاريخيَّةً وجغرافيَّةً وفلكيَّةً، وفيه مصطلحاتُ العَروض وأوزانُه، وأنواعُ القراءاتِ وأوجهُها الإعرابيَّة، فالكتابُ في جملته معجمٌ موسوعيٌّ على غرار دوائر المعارف العصريَّة، وقد وضعَ له نشوانُ الحِمْيَرِيّ مقدِّمًة شاملةً، وشرحَ منهجَه في تصنيفه.

اسْتُخْلِصَتْ من شمس العلوم «منتخباتٌ من أخبار ملوك اليمن»، وهي جمعٌ لمقتطفاتٍ جُلُّها عن اليمن، وفيه أخبارٌ تاريخيَّة، وأسماء ملوك اليمن وملكاته، وأسماء المناطق والمدن والجبال فيه، وأسماء أصول القبائل اليمنيَّة وأنسابها، وأسماء المَحافِد والقصور، وفيه مصطلحات حِمْيَرِيَّة، وأمثالٌ يمنيَّة، وذِكْرٌ لِلَهَجاتِ اليمن.

أسـامة اختيار

 مراجع للاستزادة:

 

ـ الفيروز أبادي، البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة (جمعية إحياء التراث الإسلامي، الكويت 1987).

ـ القفطي، إنباه الرُّواة على أنباه النُّحاة (دار الفكر العربي، القاهرة 1986).

ـ نشوان بن سعيد الحميري، شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم (وزارة الثقافة والتراث القومي، سلطنة عُمان، 1983).

ـ ياقوت الحموي، معجم الأدباء أو إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب (دار الكتب العلميَّة، بيروت 1991).


- التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد العشرون - رقم الصفحة ضمن المجلد : 678 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة