النحاس (مصطفى-)
نحاس (مصطفي)
Al-Nahhas (Mustafa-) - Al-Nahhas (Mustafa-)
النحاس (مصطفى ـ)
(1879 ـ 1965م)
زعيم مصري ولد في بلدة «سمنود» بمحافظة الغربية بجمهورية مصر العربية، وكان والده الشيخ محمد النحاس من تجار الأخشاب المشهورين بالنزاهة والاستقامة، وكان ميسور الحال. كما عرف عن والدة مصطفى النحاس التدين والأخلاق الحميدة، وقد تلقى مصطفى النحاس تعليمه الأولي ومبادئ القراءة والكتابة والحساب في كُتّاب القرية. وفي السابعة ويقال العاشرة أكمل حفظ القرآن الكريم، وفي الحادية عشرة من عمره أرسله والده إلى مكتب التلغراف المحلي لكي يتعلم المهنة، فأدهش الجميع بحفظه جميع الرموز في ثلاثة أيام فقط. ومن ثم انتقل مصطفى النحاس لأول مرة في حياته إلى القاهرة والتحق بمدرسة الناصرية الابتدائية، وقد أُلحق بالصف الثاني الابتدائي، وتفوق على جميع أقرانه في الدراسة في جميع المواد وبعدئذ التحق بمدرسة الخديوي الثانوية، وفي عام 1896م التحق بمدرسة الحقوق وتخرج فيها بعد أربع سنوات من الدراسة الجادة في عام 1900م، وكان الأول على زملائه. وقد فضل مصطفى النحاس أن يمتهن المحاماة، فعمل محامياً متمرناً بمكتب محمد فريد الذي خلف مصطفى كامل في زعامة الحزب الوطني، ثم ترك النحاس مكتب محمد فريد بعد وقت قصير ليصبح شريكاً كاملاً لمحام مشهور في المنصورة، واستمر بالاشتغال بالمحاماة حتى عام 1904م تحول بعدها إلى القضاء وكان في الرابعة والعشرين من عمره في ذلك الوقت، وبقي في منصبه قاضياً حين أعلن انضمامه إلى الوفد في عام 1918.
استهوته شخصيتان هما مصطفى كامل وسعد زغلول، وكان له العديد من الأصدقاء داخل الحزب الوطني ذاته. ويمكن القول إن شخصية النحاس حتى ذلك الوقت قد تبلورت إلى حد ما، فقد كان متديناً مواظباً على الصلاة غير متزوج، وكان معروفاً بالنزاهة والأمانة القانونية، وكان أول عمله قاضياً في »قنا« و«أسوان«، فمكث هناك ستة أعوام منذ عام 1903 حتى عام 1908، ثم أمضى السنوات التسع التالية في دلتا مصر متنقلاً بين القاهرة وطنطا حيث تولى آخر مناصبه وحصل على رتبة البكوية.
تولى سعد زغلول رئاسة الوفد، في حين أن النحاس تولى أعمال السكرتارية، ولم يكن سعد زغلول زعيم أمة فحسب بل مؤسس حزب ترك بصماته الفكرية عليه، وسار على هَدْيها كل من خلفه ومنهم مصطفى النحاس، فالنحاس كان تلميذ سعد النجيب؛ حتى صار النحاس الساعد الأيمن لسعد زغلول الذي ركن إليه في تنفيذ كثير من المهام ومحط ثقته فسافر معه لطلب الاستقلال من بريطانيا، فكان من طلائع شبابها.
وفُصل من عمله في القضاء واعتُقل مع سعد وصحبه في جزيرة «سيشل» سنة 1921م، وبعد الإفراج عن سعد وصحبه عُين النحاس وزيراً للمواصلات في وزارة سعد عام 1924 م، وانتُخب وكيلاً فرئيساً لمجلس النواب.
وبعد وفاة سعد زغلول اختير النحاس خليفة له في رئاسة الوفد، وتولى رئاسة الوزارة خمس مرات، وكانت آخر وزارة في عام 1950م واستمرت حتى 27 كانون الثاني/يناير 1952م، فلم تمض أشهر معدودة حتى حدثت ثورة 23 يوليو /تموز التي قضت على النظام الملكي وأعلنت الجمهورية في 18حزيران/يونيو 1953م.
فوجئ النحاس بنشوب الثورة ولكنه تعاطف معها، ثم ارتأى وجوب عودة الضباط إلى ثكناتهم وإجراء انتخابات نيابية حسب أحكام الدستور لعام 1923، فقام رجال الثورة بالتشهير بالنحاس، ولكن الزعيم الذي بلغ الثامنة والسبعين من عمره، اعتكف في داره واعتزل العمل السياسي ولم يفقد احترام جماهير الشعب التي شيعته عند وفاته تشييعاً مهيباً في 23 آب/ أغسطس في الإسكندرية، وقد بلغ عمره التاسعة والثمانين.
قال رفعت السعيد: «إن النحاس أدرك في وقت مبكر أهمية الوحدة العربية، وكان أول من وضع اللبنات الحقيقية لتأسيس جامعة الدول العربية، وتولى أيضاً مساندة القضية الفلسطينية، وعارض سياسة الأحلاف العسكرية»، وأضاف أيضاً أن النحاس كان في مقدمة الساسة المصريين الذين فكروا في إقامة كتلة دول عدم الانحياز.
أحمد هواش
مراجع للاستزادة: |
ـ علاء الحديدي، مصطفى النحاس، دراسة في الزعامة (كتاب الهلال، القاهرة 1993م).
ـ مصطفى نجيب، موسوعة أعلام مصر في القرن العشرين ( د.ن، 1969).
ـ مير بصري، أعلام الوطنية والقومية العربية ( مكتبة الوحدة، لندن 1999م).
- التصنيف : التاريخ - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد العشرون - رقم الصفحة ضمن المجلد : 502 مشاركة :