ناجي (ابراهيم)
Naji (Ibrahim-) - Naji (Ibrahim-)

ناجي (إبراهيم ـ)

(1898 ـ 1953م)

 

 إبراهيم ناجي بن أحمد، ولد في القاهرة لأسرة القصبجي، عمل والده في شركة البرق (التلغراف) فأجاد اللغة الإنكليزية، وكان في بيته مكتبة غنية، فأحب إبراهيم المطالعة، انتسب إلى كلية الطب، وتخرج فيها سنة 1923م، وافتتح عيادة بالقاهرة، وكان في كثير من الحالات لا يأخذ من مرضاه الأجرة، شغل عدة مناصب في وزارات مختلفة، آخرها إدارة القسم الطبي في وزارة الأوقاف.

نظم الشعر وهو في الثانية عشرة، وأُعجب بمطران خليل مطران وجاراه في نزوعه الرومانسي، كما أُعجب بالشعراء الغربيين أمثال (شيلي Shelley، ولورانس Lawrence، وبودليرBaudelaire)، وكان يجيد الإنكليزية والفرنسية ويقرأ بهما، ويترجم عنهما، ويكتب الدراسات النقدية عن بعض الشعراء.

في عام 1932م أسس الدكتور أحمد زكي أبو شادي جماعة أبولو الشعرية ـ وهدفها تجديد الشعر ـ وكان نائبه في الجماعة، كما اشترك معه في إصدار مجلة «أبولو»، وفيها نشر ما كتب من شعر وما ترجم.

أصدر في حياته ديوانين هما: «وراء الغمام» و« ليالي القاهرة»، ونشرت له دار المعارف بعد وفاته ديوانه الثالث: «الطائر الجريح»، ثم نشرت له دار العودة ببيروت ديوانه كاملاً بعد أن ضُمت إليه مجموعة رابعة عنوانها: «في معبد الليل»، عبّر في شعره عن وجدانه الذاتي، في نزوع فردي رومانسي، وإن كان قد نظم كثيراً من القصائد في مناسبات خاصة، وهو يعبّر في شعره كله عن حب محروم، ورؤية متشائمة، ونظرة حزينة، وروح مكتئبة، كأنّه ينفض يديه من الحب والحياة، فليس ثمة غير الوحدة والألم والشكوى والأنين والشعور بالنهاية، ويشبه نفسه بفراشة، فيقول:

إني امرؤٌ عشتُ زما      ني حائراً مُعَذّبا

فراشةٌ حائمةٌ             على الجمال والصّبا

تعرَّضت فاحتَرَقت        أغنية على الرُبَا

تناثَرت وبعثرت          رمادَها ريحُ الصَّبَا

كان يتّبع في شعره البحور الخفيفة، ويكثر من النظم على البحور المجزوءة، وينوع في القوافي، ولا يلتزم فيها الوحدة، وكان يُعنى باختيار الألفاظ الرقيقة المأنوسة، ويكثر من الصفات التشخيصية الدالة على المعاناة والألم من نحو الماضي الجريح والظلمة الخرساء ومشرد الأمل، غنت له أم كلثوم مقاطع من قصيدته المطولة: «الأطلال» التي ذاع صيتها وعُدّت من أجمل ما غنت أم كلثوم[ر]، ومن أفضل الأغاني الكلاسيكية العربية.

بيد أن ناجي لم يكن في حياته الخاصة متشائماً أو منعزلاً، بل كان ميّالاً إلى المرح وحب الناس، يصفه شوقي ضيف فيقول: «كان كثير الاتصال بالناس، مشرق الروح، أنيس المجلس، تحس وأنت تجلس معه كأنه عصفور فزع، فهو كثير التلفت، لا يهدأ له قرار، ولكنه يملأ الجو من حوله مرحاً بفكاهته الخفيفة وعذوبة روحه القلقة».

هاجمه عباس محمود العقاد، وعاب عليه شكواه وحزنه في شعره، وهاجمه طه حسين، وأخذ عليه الرقة المفرطة وأكد أنه ليس بالقوي الجناح، فهجر الشعر، وانصرف إلى الدراسة والترجمة، فأخذ يدرس علم النفس والمذاهب الفلسفية، وترجم بعض القصص والمسرحيات، وأصدر كتابين هما: «رسالة الحياة» و«كيف نفهم الناس»، وضمنهما مقالات وبحوثاً ودراسات في المجتمع والفلسفة والأدب.

كاد له الوشاة، فأُخرج من وظيفته عام 1952م، فعاش في ضيق مادي، وأخذ ينغمس في السهر إلى أن وافاه الأجل في 24 آذار/مارس.

أحمد زياد محبك

 مراجع للاستزادة:

 

ـ نعمات أحمد فؤاد، ناجي الشاعر (المطبعة المنيرية، القاهرة 1954).

ـ صالح جودت، ناجي: حياته وشعره (المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، القاهرة 1960).

ـ أحمد المعتصم بالله، ناجي شاعر الوجدان الذاتي (الدارالقومية، القاهرة، د. ت).


- التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد العشرون - رقم الصفحة ضمن المجلد : 338 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة