الميكالي (إسماعيل بن عبد الله-)
ميكالي (اسماعيل عبد الله)
Al-Mikali (Ismael ibn Abdullah-) - Al-Mikali (Ismael ibn Abdullah-)
الميكاليّ (إسماعيل بن عبد الله ـ)
(270 ـ 362 هـ/883 ـ 972م)
إسماعيل بن عبد الله بن محمَّد بن ميكال، أبو العبَّاس، شيخ خراسان ووجيهها في عصره، ينتهي نسبه إلى يزدجرد بن بهرام جور، ولد في نيسابور. كاتبٌ مترسِّل، لم يصل كثيرٌ من نثره، وإن نمَّ خبره في المصادر على عُلوِّ مرتبته في التَّرسُّل، تقلَّد ديوان الرَّسائل، والميكاليُّون ينتسبون إلى الأكاسرة، منهم الأدباء والحكَّام في العصر العباسي، وقد مدحهم البحتري، وألَّف ابنُ دريدٍ لهم كتاب «الجمهرة»، وسيَّر فيهم المقصورة.
كان أبوه عبد الله أميرَ الأهواز، وليها للخليفة العبَّاسي المقتدر، وقد سمع أبو العبَّاس الميكاليُّ أبا بكر محمَّد بن إسحاق بن خزيمة ومحمَّد بن إسحاق السرَّاج وأحمد بن محمَّد الماسرجسي وعبدان بن أحمد بن موسى الجواليقي الحافظ وغيرهم، وسمع منه الحفَّاظ، مثل أبي علي النَّيسابوري وأبي الحسين محمَّد بن محمَّد الحجَّاجي والحافظ أبي عبد الله بن البيع.
لمَّا قلَّد الخليفةُ المقتدر أبا إسماعيل عبد الله الأعمال بكور الأهواز استدعى أبوه عبدُ الله ابنَ دريد لتأديب ولده إسماعيل، فأخذ عنه اللُّغة والأدب وأفاد منه، وقد ذكر ياقوت الحموي أنَّ ابن دريد صنَّف كتاب «الجمهرة» للأمير أبي العبَّاس الميكالي أيام مقامه بفارس فأملاه عليه إملاءً، وذكر ياقوت قول أبي العبَّاس الميكالي: «أملى عليَّ أبو بكر الدُّريديُّ كتاب «الجمهرة» من أوَّله إلى آخره حفظاً في سنة سبع وتسعين ومئتين، فما رأيته استعان عليه بالنَّظر في شيءٍ من الكتب»، وفي عبد الله بن محمَّد بن ميكال وابنه أبي العبَّاس نظم ابن دريد مقصورته المشهورة، ويُقال: إنَّها اشتملت في قوافيها على نحو الثُّلُث من المقصور، ومنها في مدحهما:
إِنَّ اِبنَ ميكالَ الأَمير انتاشَني مِن بَعدِما قَد كُنتُ كَالشَّيءِ اللّقى
وَمَدَّ ضَبعيّ أَبو العَبَّـاسِ مِن بَعدِ اِنقِباضِ الذَرعِ وَالباعِ الوَزى
ذاكَ الَّذي ما زالَ يَسمو لِلعُلا بِفِعلِهِ حَتّى عَـــلا فَوقَ العُلى
قال أبو العبَّاس: «لمَّا أنشدنيها لم تصل يدي في ذلك الوقت إلاَّ إلى ثلاثمئة دينار صَبَبْتُها في طبقٍ كاغدٍ، ووضعتُها في يديه».
لمَّا توفي أبوه عبد الله قلَّده الخليفة الأعمالَ التي كان أبوه يتقلَّدها، وأمر له باللِّواء والخلعة؛ غير أنه اعتذر إليه، واستعفاه من ذلك، روى خبر ذلك ياقوت الحموي في «معجم الأدباء» عن الحاكم قال: «سمعت أبا محمد عبد الله بن إسماعيل يقول: لما توفِّي أبي عبدُ الله بنُ ميكال، أمر أمير المؤمنين ـ يريد المقتدرـ أن أُقَلَّدَ الأعمال التي كان يتقلَّدُها أبي، فأمر لي باللِّواء والخلعة، وأخرج في ذلك خادماً من خواص الخدم، وكوتبت فيه، فبكيت، واستعفيت، والناس يتعجبون من ذلك». ولمّا عاد الميكالي إلى موطنه الأول نيسابور لم يحظ فيها بما كان يأمله من مكانة، إذ تجاهله حاكمها أبو نصر الخفّاف، فارتحل إلى خراسان وكانت آنذاك تحت إمرة السامانيين، وتقلّد فيها ـ بعد تردد ـ ديوان الرسائل لدى الأمير الرشيد عبد الملك بن نوح الساماني (343ـ350هـ)، وجلس في مجلسه مع الوزير أبي جعفر أحمد بن الحسين العتبيِّ، وأُمِر أبو العبَّاس أن يغيِّرَ زيَّه من التَّعميم تحت الحنك والرِّداء حين جلوسه في الدِّيوان فلم يفعل، وراجع أبو جعفر الرَّشيدَ فيه؛ فأذن لأبي العبَّاس.
مات أبو العبَّاس ليلة الإثنين الخامس عشر من صفر، وهو ابن اثنتين وتسعين سنة، ودفن بمقبرة باب معمر بنيسابور.
أسـامة اختيار
مراجع للاستزادة: |
ـ الصَّفدي، الوافي بـالوفيات (دار فرانز، فيسبادن 1962).
ـ ياقوت الحموي، معجم الأدباء، أو إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب (دار الكتب العلميَّة، بيروت 1991).
ـ الثَّعالبي، يتيمة الدَّهر في محاسن أهل العصر (دار الكتب العلميَّة، بيروت 1983).
- التصنيف : التاريخ - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد العشرون - رقم الصفحة ضمن المجلد : 250 مشاركة :