ميسرة بن مسروق العبسي
ميسره مسروق عبسي
Maysara ibn Masrouk al-’Absi - Maysara ibn Masrouk al-’Absi
مَيْسَرَةُ بْنُ مَسْرُوقٍ الْعَبْسِيِّ
(… ـ 23 هـ/… ـ 644م)
ميسرة بن مسروق العبسي من بني هدم بن عوذ بن قطيعة بن عبس، من قبيلة بني عبس التي منها عنترة بن شداد المشهور. ولد في قبيلته بني عبس في بلاد نجد حيث تقيم قبيلته.
كان رجلاًََ ذا رأي مصيب ونظر سديد، وقائداً حكيماً وشجاعاً مقداماً، يلتزم ببقايا الحنيفية فيحج ويعتمر. قالوا فيه: كان لميسرة صحبة وصلاح وقالوا عنه: أحد الفرسان المشهورين شهد يوم اليرموك وهو شيخ مسن وكان ذا صلاح.
كان أول لقاء لميسرة برسول اللهr قبل الهجرة عندما جاءهم في منازل عبس بمنى يدعوهم إلى الإسلام، فقال ميسرة لقومه: «أحلف بالله لو قد صدّقنا هذا الرجل وحملناه حتى نحل به وسط بلادنا لكان الرأي، فأحلف بالله ليُظهرنّ أمره حتى يبلغ كل مبلغ، فقال القوم دعنا منك لا تعرضنا لما لا قبل لنا به». وطمع رسول اللهr في إسلام ميسرة فكلمه، فقال ميسرة: «ما أحسن كلامك وأنوره، ولكنّ قومي خالفوني، وإنما الرجل بقومه، فإذا لم يعاضدوه فالعدى أبعد»، فانصرف رسول اللهr وخرج القوم عائدين إلى أهليهم.
ويذكر ابن سعد في طبقاته أنه وفد على رسول اللهr تسعة رهط من بني عبس بينهم ميسرة بن مسروق فأسلموا، ودعا لهم رسول اللهr بخير، ولكن ابن سعد لا يذكر السنة التي أسلم فيه وفد بني عبس، بينما يُفهم مما أورده ابن حجر في «الإصابة» وابن الأثير في «أسد الغابة» وفي النص الذي أورده ابن كثير أن ميسرة شهد حجة الوداع وأسلم بين يدي رسول الله وحسن إسلامه، لتأخر إسلامه فإنه لم يكن له باع طويل في رواية الحديث، فلم يرو إلا حديثاً أخرجه ابن عساكر، قال : روى عنه أسلم مولى عمر بن الخطاب وجعفر بن عبد الله بن مسلم، حدثنا ميسرة بن مسروق العبسي حدثنا أبو عبيدة ابن الجراح ونحن باليرموك قال: قال رسول اللهr «من كذّب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار».
بعد وفاة الرسولr ابتليت الأمة الإسلامية بارتداد العرب [ر] ولم يبق على الإسلام إلا أهل المدينة ومكة والطائف، وقلة من العرب وكان ميسرة وقومه من هؤلاء القليل، وقدم بصدقة قومه طائعين ودخل بها على أبي بكر الصديق فجزاه وقومه خيراً، وعقد لهم وأوصى بهم خالد بن الوليد، فشهدوا معه اليمامة وفتوح الشام، وكان ميسرة ممن شارك في معركة اليرموك [ر] ومعركة فحل من أرض الأردن، وكان من أوائل الفاتحين لمدينة حمص، وكانت رايته أول راية ركزت حول مدينتها.
ثم وجهه أبو عبيدة في أربعة آلاف فقطع درب بغراس (مدينة في لحف جبل اللكام) وتوغل في أرض الروم وسبى وغنم، وكانت آخر أعماله الجهادية عندما ورد كتاب الخليفة عمر ابن الخطاب على عياض بن غنم بتوليته حمص وقنسرين والجزيرة، فسار إلى الجزيرة، سنة 18هـ في خمسة آلاف وعلى مقدمته ميسرة بن مسروق.
رجب عبد الحق
مراجع للاستزادة: |
ـ ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة (دار الجيل، بيروت 1412هـ)
ـ ابن كثير، البداية والنهاية (مكتبة المعارف، بيروت، د.ت).
ـ ابن سعد، الطبقات الكبرى (دار صادر، بيروت، د.ت).
- التصنيف : التاريخ - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد العشرون - رقم الصفحة ضمن المجلد : 242 مشاركة :