ميرغني (محمد عثمان محمد)
Al-Mirghani (Mohammad Uthman ibn Mohammad-) - Al-Mirghani (Mohammad Uthman ibn Mohammad-)

الميرغني (محمد عثمان بن محمد -)

(1208 ـ 1268هـ/1793 ـ 1852م)

 

محمد عثمان بن محمد أبي بكر بن عبدالله الميرغني. المكي بلداً، الحسيني نسباً، الحنفي مذهباً، مفسر، متصوف، مشارك في عدة علوم، أول من اشتهر من أسرته (الميرغنية) بمصر والسودان.

ولد بالطائف في قرية السلامة في الحجاز، وتعلم بمكة، توفيت والدته ولم يتجاوز السابعة من عمره، فربّاه والده إلى أن بلغ من العمر نحو عشر سنين، ثم توفي والده،فتولاه عمه ياسين، وكان من أجلِّ العلماء يومئذٍ بمكة مشهوراً بالصلاح والزهد والتقوى، وكان عقيماً لا ولد له، فاحتفل به، وعلمه ما يحتاج إليه من العلوم كالتفسير والحديث والفقه واللغة، فأتقن جميع هذه الفنون قبل أن يبلغ الخامسة عشرة من عمره؛ لأنه كان عالي الهمة قد نشأمنذ صغره مجبولاً على حب العلم والمعرفة واكتساب الفضائل والقيم.

وبعد أن شبَّ، وعلم من أحكام الفقه وأصول الدين تاقت نفسه إلى أن يقف على حقيقة طرق الصوفية، فأخذ عن بعض مشايخه، وخاصة شيخه أحمد ابن إدريس خمس طرق هي: النقشبندية و القادرية والشاذلية والجنيدية والميرغنية، وهي طريقة جده عبد الله الميرغني، ولم يزل محمد عثمان مشمراً عن ساعد الجد في الملازمة على الأذكار والأوراد حتى أسس طريقته المسماة بـ(الختمية)، وهي مأخوذة من الطرق الصوفية الخمسة التي تلقاها عن مشايخه.

نشر محمد عثمان طريقته في بلاد الحجاز، ثم توجه برفقة شيخه أحمد ابن إدريس إلى صعيد مصر، ومنها إلى بلدة منفلوط، ثم منها إلى أسيوط، وأقام في تلك البلاد مدة يسيرة، ثم توجه إلى بلاد السودان من طريق وادي حلفا،حيث كانت شهرته قد سبقته، فأكرمه أهلها، والتف حوله الأتباع والأنصار، وانتشرت طريقته في جميع أنحاء السودان. توفي بالطائف، ثم نُقل إلى مكة المكرمة، ودفن بـ(المعلاة)، وقبره معروف هناك.

كان محمد عثمان من أكابر العارفين بالله تعالى، وأئمة العلماء العاملين، وكان متمسكاً بكتاب الله تعالى، وسنة رسوله الكريم، لا تأخذه في الله لومة لائم، وكان حسن الخلق، لين العريكة، شجاعاً، كريماً، وكان يحث أتباعه على تعلم العلوم الشرعية، وعلى تعاطي الأسباب الدنيوية كالتجارة والزراعة حتى لا يكونوا عالة على الخلق.

له مؤلفات كثيرة منها: «تاج التفاسير لكلام الملك الكبير» وهو كتاب جليل القدر، مؤلف من جزأين ومطبوع، وكتاب «مجموع الأوراد الكبير» جمع فيه أوراد طريقتـه المسـماة بالختمية، وكتاب «غنية الصوفية في علم العربية» ومنها «شرح ألفية ابن مالك» و«شرح ألفية السيوطي في علم البيان» وهو شرح مفيد، ومنها رسالة في علم التوحيد سماها «منجية العبيد من هول يوم الوعد والوعيد».

عبد الله عطا العلان

الموضوعات ذات الصلة:      

 

التصوف ـ التفسير.   

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ بسام عبد الوهاب الجابي، معجم الأعلام (الجفّان والجابي للطباعة والنشر، دمشق 1987م).

ـ عادل نَويْهض، معجم المفسرين (مؤسسة نويهض الثقافية، بيروت 1984م).

ـ محمد عثمان الميرغني، تاج التفاسير لكلام الملك الكبير (دار الفكر، بيروت 1979م).

ـ يوسف إسماعيل النبهاني،جامع كرامات الأولياء (المكتبة الشعبية، بيروت 1983م).


- التصنيف : التاريخ - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد العشرون - رقم الصفحة ضمن المجلد : 218 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة