ميخائيل الصقال
ميخاييل صقال
Mikha'el al-Saqqal - Mikha'el al-Saqqal
ميخائيل الصقال
(1268ـ 1355هـ/1852ـ 1937م)
ميخائيل بن أنطون بن ميخائيل الصقال. شاعر، وأديب، ومؤرخ، ولد في جزيرة مالطة حيث كان يقيم والده ثم عاد طفلاً إلى حلب.
أخذ ميخائيل الصقال العلم عن أبيه، كما أخذ منه السليقة الشعرية، حتى قيل إنه نظم الشعر في السادسة عشرة من عمره، ودرس العربية فأصاب بها سهماً عالياً حتى أصبح يعد في طليعة أهل الأدب؛ لكثرة تدقيقه وتنقيبه في أصول اللغة العربية وشواردها. كما أصبح شاعراً مجيداً طويل النفس.
امتاز ميخائيل الصقال بوفرة ذكائه وسعة مداركه، وبما تحلت به نفسه من العواطف الإنسانية الخالصة. وتغلب على شعره مسحة التشاؤم إذ كان يجد العالم مسرحاً للمآتم والشرور والأوصاب.
عمل مدرساً، ثم اشتغل بالمحاماة حيناً، وسافر إلى مصر سنة 1897م، وأصدر هناك مجلة «الأجيال» المصورة، ويعدها مؤرخو الصحافة أول مجلة مصورة ظهرت باللغة العربية. ولم تعش طويلاً فأوقف صدورها وعاد إلى مدينته حلب.
وانتخب ميخائيل الصقال عضواً مراسلاً في المجمع العلمي العربي في دمشق.
وقد وصفه قسطاكي الحمصي فقال: «شاعر طويل النفس، صحيح السبك، حسن الوشي، متين الحبك، وعالم من خواص أهل الأدب، ومن أفراد ذوي الفضل والطلب، شديد التنقيب في أصول اللغة وشواردها، كثير التدقيق في تعدية الأفعال ومواردها، نقي الصحيفة، بصير بالنكتة الظريفة… تقرأ على محياه سيما سلامة الصدر، عزيز النفس، كريم العهد، حسن الوفاء، طيب الصحبة، أمين المغيب، مهذب الطرف والنطق، حسن التعبير عن مراده بأوجز لفظ».
توفي ميخائيل الصقال في حلب عن خمسة وثمانين عاماً.
كانت له آراء في التربية والمجتمع، فقد كان يكره الاختلاط والتبرج، وشرب المسكرات، وكان يحض على احترام العلماء، غيوراً على اللغة العربية، ويرى أن في التاريخ رقي الأمة ومجدها.
كتب ميخائيل الصقال القصة ومارس الصحافة ونظم الشعر، وكان من المولعين بالمحسنات اللفظية والنكات والألغاز، فمن قوله في غانية أشعلت لعبة في يدها كعنقود من نور جعلت تديرها:
وخود مذ بدت تسعى أرتني غصين البان يشرق منه نور
فقلت لها ألست الشمس قالت ألم ترها على كفي تدور
ومن محاسن نظمه:
هبَّ النسيمُ على الرياض أصيلا حيثُ اللبيبُ فباتَ منه عليلا
فاعتلَ واعتذرَ النسيمُ تلطفاً وغدوتُ متبولَ الفؤادِ نحيلا
مولاي تفديكَ النفوسُ لأنها لم تلقَ مثلكَ في الحسانِ جميلا
مولاي تفديكَ العيونُ بنظرةٍ لو أنها وجدتْ إليكَ سبيلا
فاهنأ سلمْتَ من الأذى وانعمْ وعشْ جذلاً تطيبُ لكَ الحياة جزيلا
وله عدة كتب منها كتاب «طرائف النديم في تاريخ حلب القديم» وهو مخطوط ضخم مكتوب بخط مؤلفه ومفهرس، ويبحث هذا الكتاب في تاريخ حلب الشهباء القديم قبل الميلاد فيتكلم عن الإنسان القديم، وعن حلب وأسمائها وتخومها وأسوارها ولغاتها، و كتاب «لطائف الحديث في تاريخ حلب الحديث» وهو مخطوط بيده، يقع في جزأين. يبدأ تاريخه في الكلام عن الملوك الرومانيين، ويتحدث عن المسيحية وتاريخها في حلب ببحث مستفيض، ويعدد أساقفة حلب وقديسيها وقديساتها، ولا يهمل شعراء حلب كأبي فراس الحمداني والمتنبي وغيرهم، و كتاب «العبر» وهو نظم طبعه في حلب سنة 1911م، وكتاب «لطائف السحر في سكان الزهرة والقمر» وهو رواية خيالية قص له والده ما يجري فيها من العالم الآخر، ويصف له ذلك العالم وما فيه من مدن وطرق ومدنيات، مع مقارنة بينها وبين ما في العالم الأرضي، وقد ضمّن ميخائيل الصقال هذه الرواية كثيراً من الفوائد والعادات الوطنية. طبعت في مصر سنة 1907م، وفي حلب سنة 1911م، و«كتاب في علم التشريح» وهو ممتلىء بكلمات فنية لغوية عويصة مع شرحها.
وله رسالة في النحل وهي رسالة علمية صغيرة تتضمن دعوة الناس للتشبه بالنحل، ومجموعة أشعار وأقوال جمعها ابنه انطوني.
محمد هشام النعسان
مراجع للاستزادة: |
ـ قسطاكي الحمصي، أدباء حلب ذوو الأثر في القرن التاسع عشر( مطبعة الضاد، حلب 1969م).
ـ عائشة الدباغ ، الحركة الفكرية في حلب في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين (دار الفكر، بيروت 1392هـ/1972م).
ـ سامي الكيالي، محاضرات عن الحركة الأدبية في حلب «1800ـ1950م» (جامعة الدول العربية، معهد الدراسات العربية العالية 1956 ـ1957).
- التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد العشرون - رقم الصفحة ضمن المجلد : 197 مشاركة :