موسى (النبي-)
موسي (نبي)
Prophet Moses - Moïse (Prophéte)
موسى (النبي ـ)
موسىuMoses أو Mosheh بالكنعانية، أحد أبرز الرسل والأنبياء (أولي العزم)، ظهر ما بين أواخر القرن الرابع عشر وبداية الثالث عشر قبل الميلاد. تقتصر المعلومات عنه على ما أمدت به المصادر المقدسة (التوراة والقرآن الكريم)، فقد ورد ذكره في أسفار التكوين والخروج والعدد والتثنية واللاويين، كما وردت أخبار كثيرة عنه في عدد من سور القرآن الكريم. (يونس، طه، الأنبياء، الأعراف، الأنعام، المائدة وغيرها).
هو موسى بن عمران ووالدته جوشبد أو يوشبد Jochebed من قبيلة ليفي Livy العبرانية التي تنتسب إلى نبي الله يعقوب (إسرائيل) وابنه نبي الله يوسف الذي أقام في مصر مع أبيه وإخوته الذين استحضرهم من فلسطين بعد نجاحه في تبوّؤ منصب في البلاط الملكي المصري. وقد امتدت إقامة هؤلاء وأبنائهم عدة أجيال (نحو أربعمئة سنة) أنهتها حادثة ولادة موسىu في ظرف كان الفرعون المصري (يحتمل أنه رمسيس الثاني 1304ـ 1237ق.م) يعاني مشكلة تكاثر العبرانيين، كما تطيّر من رواية ترددت أصداؤها في مصر من أنه سيلد من سلالة إبراهيمu رجل سيكون على يديه هلاك الفرعون، فأمر الفرعون بقتل كل المواليد الذكور من العبرانيين.
وخشية على وليدها قامت جوشبد والدة موسى بعد ثلاثة أشهر من ولادته بوضعه في طوف من القصب، ورمته في مياه النيل، وطلبت من ابنتها اليافعة تتبع الطوف الذي عثرت عليه إحدى نساء بلاط الفرعون، وأطلقت على الوليد اسمه الذي عُرف به فيما بعد وهو موس Mos بمعنى (ابن) أو (ولد) بالمصرية القديمة، وقررت تربيته، ولكنه رفض رضاعة أكثر من مرضعة حتى قدّمت والدته نفسها بتوجيه من ابنتها لإرضاعه؛ فأقبل على صدر أمه التي أشرفت على تربيته حتى شبّ في بيت الفرعون، من دون أن ينسى من يكون، وهذا ما حمله على الانتصار لأحد العبرانيين ضد مصري أدى إلى موته، مما أدى إلى هربه بعدما علم الفرعون بفعلته.
وعند وصوله إلى أرض مدين Midian (جنوبي فلسطين) لجأ إلى بيت كاهن يدعى يثرون Jethro أو رعويل Reuel (وهو شعيب في المصادر الإسلامية الذي اختلف المفسرون في شخصه: فمنهم من قال: إنه النبي شعيب، ومنهم من قال: هو ابن أخي شعيب، وذكر بعضهم أنه رجل ممن آمن بشعيب). وقد كان له سبع بنات، زوّج موسى إحداهن، وتدعى صفورة Zipporah التي ولدت له ولدين هما جرشوم Gershom واليعيزر Eliezer. وفي هذه الظروف عاش موسى عدداً من السنين يرعى الغنم لمصلحة حميه. وفي أحد الأيام كان يرعى بالقرب من جبل حورب Horeb تجلى له الله جلَّ جلاله في لهب، ونادى عليه بأنه اختاره لعبادته ولإقامة الصلاة، ومكّنه من معجزتين أولاهما تحويل عصاه إلى أفعى وثانيتهما تغيير لون يده إلى بياض ناصع من دون سوء بعد وضعها في جيبه. وكلّفه الذهاب إلى فرعون لدعوته إلى عبادة الله وإلى تحرير العبرانيين من عبوديتهم وإلى السماح لهم بالخروج من مصر. وطلب موسى من الله جلّ جلاله أن يستوزر أخاه هارون الذي كان أفصح منه لساناً، فاستجاب له الله ووصل الأخوان إلى مصر، ونتيجة رفض فرعون دعوة موسى؛ قرر موسى بتوجيه من الله قيادة شعبه خارج مصر. وعند شواطئ البحر الأحمر أدركهم فرعون وجنوده لكن الله أنقذ موسى وشعبه بمعجزة هائلة عندما انفلق البحر متيحاً متابعة سير موسى ومجموعته إلى بر الأمان، ولكنه عاد إلى طبيعته مما أغرق فرعون ومن معه.
ومن هناك انطلق موسى شرقاً إلى جبل سيناء حيث كلم الله موسى أربعين يوماً بلياليها، وسلّمه الوصايا العشر[ر]، وعند عودته من الجبل لإبلاغ شعبه بما أُمر به وجد الشعب بتوجيه من أحدهم ويدعى السامري يعبدون عجلاً ذهبياً، فغضب موسى، وأتلف ألواح الوصايا العشر، لكن الله عز وجل أمره بعد توبة شعبه بالعودة إلى جبل سيناء حيث أطلعه الله تعالى في أربعين يوماً أخرى بلياليها على ما تبقى من شريعته، ونحت موسى مرة ثانية وصايا ربه على لوحين حجريين وعاد إلى شعبه ووجهه يشع نوراً من مقابلة الله، مما اضطره إلى تغطية وجهه في أثناء تبليغ شعبه قوانين الله الجديدة. وفي الأربعين سنة التالية وصل الجميع إلى حدود أرض كنعان الجنوبية وسط معاناة موسى تململَ العبرانيين وتمردهم الذي وصل إلى محاولة تآمرهم على حياته، ومع ذلك تحّمل موسى أذاهم حتى إنه طلب من ربه معاقبته بدلاً منهم، فمنعه ربه من دخول أرض كنعان.
لا يعرف الكثير عن نهاية موسىu، إلا أن كثيراً من الدراسات المعاصرة ترجح أنه قام قبل موته بكتابة الأسفار الأولى من التوراة أو ما يدعى بالـ Pentateuch المعروفة باسم «توراة موسى»، وأن الله عز وجل أبلغه عندما وصل إلى سن المئة والعشرين سنة أنه سيموت قريباً، فعين جوشوا Joshua (يوشع) خليفة له، ومنح بركته لكل القبائل العبرانية. واستجابة لأوامر الله لم يدخل أرض كنعان إلا أنه رآها من قمة جبل نيبو Nebo قبل موته في المكان ذاته.
مفيد رائف العابد
الموضوعات ذات الصلة: |
إبراهيم ـ التوراة ـ كنعان ـ يعقوب.
مراجع للاستزادة: |
ـ القرآن الكريم.
ـ التوراة (الأسفار الخمسة الأولى).
- التصنيف : الفلسفة و علم الاجتماع و العقائد - النوع : دين - المجلد : المجلد العشرون - رقم الصفحة ضمن المجلد : 29 مشاركة :