الطرماح بن حكيم
طرماح حكيم
Al-Termah ibn al-Hakim - Al-Termah ibn al-Hakim
الطِّرماح بن حكيم
(… ـ نحو125هـ/… ـ 743م)
الحكم بن نقر بن قيس بن جحدر ابن ثعلبة،شاعر إسلامي فحل، ينتهي نسبه إلى الغوث بن طيئ، وطيئ من قبائل قحطان اليمانية، سكنت شمال نجد بين جبلي أجأ وسلمى، وهاجر قسم من القبيلة إلى الشام والعراق بعد الإسلام. ولد في الشام، وتوفي عن شيخوخة هادئة في الكوفة.
وكنية الطرماح أبونقر كما يكنى بأبي ضُبيَةَ أيضاً. والطرماح: الطويل المرتفع، ومن الرجال الذي يرفع رأسه زهواً، وقد غلب على اسمه الأصلي حتى لم يعد يذكره الناس إلا به.
ينحدر الطرماح من بيت شرف في قومه، إذ كان جدُّه قيس بن جحدر قريباً لحاتم الطائي الشاعر الجواد المشهور، وَوَفَدَ قيس على رسول اللهr مع طيئ وأسلم، وله صحْبَة.
اتخذ الشاعر من الكوفة مكاناً لإقامته، واختار حين شب واشتد عوده أن يكون جندياً، وجعل ذلك سبيلاً إلى الحياة والرزق، فكثر تطوافه في البلاد، وتزوج في ريعان شبابه امرأة تدعى سَلَم أوسُلَيْمَة وله منها ولداه ضبية وصمصامة، ثم تركها وولديه مغترباً إلى كرمان، فقزوين، وعُرف عنه شكواه الدائمة من قلة الحيلة والمال، وسعيه الدائب للحصول عليه. وكان في طبعه زهويُستشعَرُ منه الكبر والاستعلاء، من ذلك قوله:
أنا الشمسُ لما أن تغيَّب ليلُها
وغارت فما تبدو لعينٍ نجومها
أجرُّ خطاي في مَعَدٍّ وطيّئ
وأَغشمها، فَلْيَنهَ نفساً حليمُها
أجمعت الروايات على أنّ الطرماح كان يذهب مذهب الخوارج، وبعض شعره يدل على ذلك دلالة صريحة، واختلفت الآراء والروايات في الفرقة التي ينتمي إليها بين الصفرية والأزارقة، ولكنه لم ينتصر إلى القتال وآثر السلامة، ولم يتحلل من العصبية القبلية، ولم يكن متزهداً في الحياة كما كان عليه الخوارج، وجمعت بينه وبين الشاعر الكميت، صداقة متينة ومديدة على اختلافهما في المذهب والنسب.
اتصل الطرماح إبان حياته بالقائد الأموي المشهور يزيد بن المهلب الأزدي ومدحه، فأجزل له العطاء، وكان من دوافعه إلى مديحه انتساب يزيد إلى الأزد اليمانية، وكذلك فعل مع خالد ابن عبد الله القسري عامل هشام بن عبد الملك على العراق إذ مدحه ونال عطاياه الجزيلة.
عاش الشاعر في ظل الخلافة الأموية، وفي الوقت الذي ثارت فيه الفتن، وانبعثت فيه العصبية القبلية، ولا سيما بين القبائل اليمانية والمضرية، وفي وقت نهض فيه الشعر وبرز فيه شعراء كبار كان منهم الطرماح ابن حكيم، وتوفي وحكم بني أمية تزداد فيه الفتن، وقد اختلفت الروايات في تحديد زمن وفاته.
شُغِل في شعره بالفخر والهجاء، وكانا الغرضين الأساسيين في الديوان:
فمن مشهور فخره قوله:
لقد زادني حبا لنفسي أنني
بغيض إلى كل امرىء غير طائل
ملأت عليه الأرض حتى كأنها
من الضيق في عينيه كفة حابل
وإني شقي باللئام ولاترى
شقيا بهم إلا كريم الشمائل
ومن أبياته السائرة في الهجاء قوله يهجوقبيلة تميم:
تميم بطرق اللؤم أهدى من القطا
ولوسلكت سبل المكارم ضلت
ولوأن برغوثا على ظهر قملة
يكر على صفي تميم لولت
وتشع في مدائحه الحمية والحماسة، وأبدع في الوصف فأكثر من وصف البادية وأطلالها ومناظرها ومشاهد صيدها وسرابها، وفي ديوانه غزل كثير سار فيه على مذهب التقليد الفني في افتتاح القصائد بالنسيب، وله أبيات قليلة في الزهد والحكمة ومقطعات في الشكوى والحاجة.اهتم النقاد القدامى بالطرماح وشعره، فعده صاحب الأغاني من فحول الشعراء الإسلاميين وفصحائهم، وشهد له الشاعر ذو الرمة بجودة الشعر، كما استحوذ على اهتمام علماء النحو واللغة، فأكثروا من الاستشهاد بشعره، كما عني العلماء بديوانه وتعاور كثير منهم على جمع شعره وتحقيقه وشرحه من مثل أبي سعيد الحسن بن الحسين السكري وأبي الحسن علي بن عبد الله الطوسي، وأبي العباس ثعلب. كما عني المحدثون بتحقيق ديوانه وشرحه. وقد طبع ديوانه بتحقيق عزة حسن في وزارة الثقافة بدمشق 1968.
عبد الرحمن عبد الرحيم
مراجع للاستزادة: |
ـ أبوالفرج الأصفهاني،الأغاني (منشورات دار الكتب العلمية، بيروت 1972).
ـ ابن قتيبة،الشعر والشعراء (طبعة دار الثقافة، بيروت 1980).
ـ ابن سلام الجمحي، طبقات فحول الشعراء، تحقيق عبد السلام هارون (المكتبة السعودية بمصر 1967 ).
- التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الثاني عشر - رقم الصفحة ضمن المجلد : 561 مشاركة :