قراد بن حنش
قراد حنش
Qurad ibn Hanash - Qourad ibn Hanach
قُرَاد بن حَنَش
قُراد بن حَنَش بن عَمرو بن عبد الله ابن عبد العُزَّى بن صبيح بن سلامة بن الصَّادر بن مُرَّة الغَطَفانيُّ المرِّيُّ الصَّادر، شاعرٌ جاهليٌّ من شعرا غَطَفان، غير أن ابن سلاّم الجُمَحي ذكره في «طبقات فحول الشعرا » في الإسلاميِّين في أربعة رهط هم قوام الطبقة الثَّامنة من كتابه وجعله رابعَهم، وهم عَقيل بن عُلّفة المرِّيُّ وبشامة بن الغدير المرِّيُّ وشَبِيب بن البرصا وقُراد بن حنش.
كان جيِّد الشِّعر، إلا أنه كان مُقلاً، ومع ذلك كان بعض بني قومه ينسبون بعضَ أشعاره إليهم، ذكر أبو عُبيـدة أنَّ غطفان كانت تُغِيرُ على شعره فتأخذه وتدَّعيه، وذكرَ أن زهيرَ بن أبي سُلمى ممَّن ادَّعى بعضَ شعر قراد، وأشار إلى أنه ادَّعى الأبيات التي مطلعها:
إِنَّ الرَزِيَّةَ لا رَزِيَّـةَ مِثلَها
ما تَبتَغي غَطَفانُ يَومَ أَضَلَّتِ
وهي لقُراد، ومنها قوله:
إِنَّ الرِكــابَ لَتَبتَغي ذا مِرَّةٍ
بِجَنوبِ نَخل إِذا الشُهورُ أَحَلَّتِ
وَلَنِعمَ حَشوُ الدِّرعِ أَنتَ لنا إذا
نَهَلَتْ مَنَ العَلَقِ الرِّماحُ وَعَلَّتِ
يَبغونَ خَيرَ النَّاسِ عِندَ كَريهَةٍ
عَظُمَتْ مُصيبَتُهُم هُناكَ وَجَلَّتِ
أخباره نادرةٌ، غير أنَّه معدودٌ في الشُّعرا الفحول، ويمتاز ما وصل إلينا من شعره بمتانة السَّبك وقوَّة التَّعبير، واتِّسـاع المخيِّلة وحسن التَّصوير،من ذلك قوله:
لَقَومِيَ أَدعى للعلا مِن عِصابَة
مِنَ الناسِ يا حارِ بنَ عَمرٍو تَسودُها
وَأَنتُم سَما ٌ يُعجِبُ النَّاسَ رِزُّها
بِآبِدَةٍ تَنحي شَـــــديدٍ وَئيدُها
تُقَطِّعُ أَطنابَ البُيوتِ بِحاصِبٍ
وَأَكذَبُ شَـــي ٍ بَرقُها وَرُعودُها
جُلُّ ما في بطون الكتب من شـعر قُراد في ثلاثة أغراض هي الفخر والمدح والحماسة، فمن شعره في المدح قوله يمدح بني فزارة:
فَوارِسُ كَالنِّيرانِ يَحْمونَ نِسوَةً
عَقائِلَ لَم تَدنَس بِبـيـضِ المَحاجِرِ
ظَعائِنُ إِن يُنسَبنَ يُنسَبنَ لِلذُرى
لِبَدرِ بنِ عَمرٍو أَو لِعَمرِو بنِ جابِرِ
تَعَوَّدنَ أَن يَعبَأنَ مِسْكاً وَعَنْبَراً
ذَكِيّاً وما عُوِّدنَ نَســـجَ الغَرائِر
وله أيضاً مدحة فيهم مشهورة تدلُّ على قوَّة شاعريَّته وعلوِّ شأنه في الشِّعر، منها قوله:
إِذا اِتَّفَقَ العَمرانِ عَمرُو بنُ جابِرٍ
وبَدرُ بنُ عَمرٍو كانَ ذُبيانُ تُبَّعا
وَأَلقَوا مَقاليدَ الأُمــورِ إِلَيهِـمُ
جَميعاً قِمــا ً كارِهينَ وَطُوَّعا
هُمُ صَلَبوا العَبدِيَّ في جَذعِ نَخلَةٍ
فَلا عَطَسَتْ شَـيبانُ إِلاَّ بِأَجدَعا
وَذَلِكَ أنَّ اللَهَ فَضَّـــلَ مازِناً
وَبَدراً عَلى ذُبيانَ بِالفَضلِ أَجمَعا
وبدر بن عمرو وعمرو بن جابر المذكوران يقال لهما العَمران، وهما رَواقا فزارة وسيِّداها.
وكان سَـيَّار بن عمرو بن جابر من حَمَلَ للنُّعمان بن المنذر بألفٍ في دِيَةِ ابنِه الَّذي قتله الحارثُ بن ظالم، وذكر قُراد بن حنش ذلك في شعره فقال:
هُمُ حارَبوا النُعمانَ في عَصرِ دَهرِهِ
فَما اسْطاعَ أَن يَستَطلِعَ الحَربَ مَطلَعا
يُكَلِّفُهُمُ ما شـــــا َ ثُمَّ وَفَوا بِها
بِأَلفٍ عَلى ظَهـــرِ الفَزارِيِّ أَقرَعا
بِعَشرِ مِئينَ لِلمُلوكِ سَــــعى بِها
لِيُحمَدَ سَـــيّارُ بنُ عَمرٍو فَأَسرَعا
علي أبو زيد
مراجع للاستزادة: |
ـ ابن سلاَّم الجُمَحِي، طبقات فحول الشُّعرا (مطبعة المدني، القاهرة 1974م).
ـ أبو عبيد الله محمَّد المرزباني، معجم الشعرا (مطبعة عيسى بابي الحلبي، القاهرة 1960م).
ـ علي بن الحسن البصري، الحماسة البصرية (عالم الكتب، بيروت 1983م).
- التصنيف : التاريخ - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الخامس عشر - رقم الصفحة ضمن المجلد : 290 مشاركة :