ميول

Tendencies - Tendances

المُيول

 

المَيل tendency نزوع فطري موروث يظهر لدى الفرد في صورة توجه تفضيلي واعٍ نفسي وسلوكي نحو أنشطة وموضوعات وأفكار تمثل غايته وموضوعه، بحيث يحقق النشاط المرتبط به متعة لصاحبه.

يتأثر الميل في نموه وتطوره وانتقاء موضوعاته بخبرات الفرد الخاصة وتدربه، ومستوى نموه العقلي والمعرفي والانفعالي، وثقافة المحيط الذي يحيا فيه.

الميل والغريزة

يختلف الميل عن الغريزة instinct في أن هذه الأخيرة تكمن في الإيحاء المباشر بأعمال ومشاعر محددة، من دون وعي الغاية المتعلقة بها، في حين يطرح الميل غاية بنحو واعٍ نسبياً.

الميل والدافع

الدافع drive طاقة داخلية تنشأ نتيجة الحاجة، وسمي بهذا الاسم لأنه يدفع السلوك نحو موضوع محدد يكمن فيه إرضاء الحاجة.

ينشأ الدافع عن الحاجات العضوية والنفسية، أما الميل فلا ينشأ عن حاجات نفسية أو عضوية ولكنه قد يصبح في تطوره ونموه على علاقة بحاجات نفسية، ويختلف التوتر الخاص بالميل في نوعه وشدته عن التوتر الناجم عن الحاجة.

وما يسمى بميل الطفل إلى اللعب هو حاجة فيزيولوجية، هي الحاجة إلى الحركة، وليس ميلاً نفسياً، وكذلك الأمر فيما يطلق عليه بعضهم ميل المراهق إلى الجنس الآخر فهو مرتبط بحاجة جسمية هي الحاجة الجنسية وهو ليس ميلاً.

الميل والمزاج

تُعرِّف المدرسة الفرنسية للطباع (المزاج) temperament الطبع بأنه «مجموعة الاستعدادات الفطرية الموروثة التي تؤلف الهيكل النفسي للإنسان». وتستخدم كلمة المزاج للدلالة على الصفات الانفعالية العامة عند الفرد وصفات فعاليته. ولكن ما يطلق عليه ميل الفرد إلى التقشف أو الانطواء أو اللامبالاة ليست ميولاً لدى الشخص، إنما هي صفات لطبعه.

ويختلف الميل عن المزاج في أن هذا الأخير يكتنف عدداً من صفات الانفعالية والفعالية النفسية، وهذه الصفات لا تمثل نزوعاً تفضيلياً لموضوعات محددة، وليس لها غايات. وليس شرطاً وعي الشخص بصفات طبعه، ولكن يشترط وعيه النسبي بغايات ميله. والميل قابل للتطور ولكنه لا يحدد التطور النفسي لدى الفرد، أما المزاج فهو غير قابل للتطور ويحدد التطور النفسي عند الشخص.

الميل والاتجاه

الاتجاه attitude موقف تقويمي وسلوكي خاص بفرد أو جماعة حيال موضوعات محددة، مكتسب بالخبرة والتعلم.

وقد يكون موضوع الاتجاه فكرة أو فرداً أو جماعة أو موقفاً معيناً. ويكون الاتجاه إيجابياً أو سلبياً. وهو إما أن يكون صريحاً لدى صاحبه فيبديه وإما أن يكون ضمنياً فيخفيه.

ويتكون الاتجاه من عناصر معرفية، ووجدانية، ونزوعية. ويقصد بالعنصر المعرفي الاعتقاد أو عدم الاعتقاد، فالاتجاه النفسي لدى فرد ما نحو الماركسية مثلاً يرتبط بمعتقدات وأفكار معينة، وهي تمثل الجانب المعرفي في اتجاهه نحو الماركسية. أما العنصر الوجداني فهو الحب وعدم الحب، فالشخص في اتجاهه نحو موضوع معين يمكن أن يحمل شعوراً إيجابياً فيه الحب أو سلبياً فيه الكره. ويقصد بالعنصر النزوعي استعداد المرء لأن يسلك طريقة معينة حيال موضوع محدد.

ويختلف الميل عن الاتجاه في أن هذا الأخير مكتسب أما الميل فهو فطري. والاعتقاد لا يدخل في تكوين الميل ويدخل في تكوين الاتجاه. وموضوعات الميل تمثل غايات له، أما موضوعات الاتجاه فهي ليست غاياته وغاياته مبهمة.

تنمية الميل وتوظيفه

يمكن الكشف عن ميول الفرد في سنوات طفولته الأولى، ويكون هذا الكشف مهمة الأهل والمربين والمعلمين. ويفيد الكشف المبكر عن الميول في تنميتها وتدريبها وإكساب الفرد المهارات المرتبطة بها. كما يفيد هذه التنمية والتدريب غنى المحيط بالمثيرات التي يتفاعل الميل معها، وتوافر الأدوات والبرامج المناسبة التي تساعد على عملية التدريب، وتبصير الطفل بميله.

والاستفادة من الميول التي هي من طبيعة فطرية أمر مهم في حياة المجتمع بجوانبها الإنتاجية والإبداعية، ويكون ذلك من خلال الفرص التي تتيح للأفراد اكتشاف ميولهم وتنميتها وتدريبها.

يمكن توظيف الميل في العمل المهني، الأمر الذي يهتم به الموجه في عملية التوجيه المهني. حيث تكون الميول إحدى الخصائص النفسية المهمة التي يسعى الموجه إلى تعرفها لدى الناشئ خلال هذه العملية الهادفة إلى مساعدة الفرد في اختيار العمل الملائم له والتكيف معه والتقدم فيه.

أحمد سباهي

الموضوعات ذات الصلة:

 

الاتجاهات ـ الدافعية والدوافع ـ الطفل والطفولة ـ الغريزة ـ اللعب ـ المزاج.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ سعد جلال، علم النفس الاجتماعي (منتقاة الكتب، الإسكندرية 1984).

ـ سامي الدروبي، علم الطباع والمدرسة الفرنسية (دار المعارف، القاهرة 1961).

ـ محمد شحاتة ربيع، قياس الشخصية (دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية 1994).

ـ نعيم الرفاعي، الصحة النفسية دراسة في سيكولوجية التكيف (مطابع جامعة دمشق، دمشق 1982).

ـ نعيم الرفاعي، التوجيه المهني والمدرسي (مطبعة رياض، دمشق 1982).

---

- التصنيف : تربية و علم نفس - المجلد : المجلد العشرون - رقم الصفحة ضمن المجلد : 305 مشاركة :