ألبرتي (رفائيل-)
البرتي (رفاييل)
Alberti (Rafael-) - Alberti (Rafael-)
ألبرتي (رفائيل ـ)
(1902 ـ 1999)
رفائيل ألبرتي Rafael Alberti شاعر وكاتب مسرحي إسباني وُلد في بويرتو دي سانتا ماريا قرب قادش Cadix. ويعدّ من أشهر الشعراء السرياليين في إسبانية وأكثرهم إنتاجاً. كان الشعر عنده تعبيراً عن المشاعر الإنسانية التي تجمع السعادة والألم، والهناء والعذاب، والسخط والإعجاب. تأثر ألبرتي بالشعراء الغنائيين في القرن الخامس عشر، وحذا حذو لوبي دي بيغا [ر] وغونغرا [ر] في اختيارهما للشعر الشعبي، كما أغنى شعره من كتابات معاصريه أمثال منويل ماشادو، وخوان رامون خيمينث وأنطونيو ماشادو وغارثيا لوركا وغيرهم.
وكان ألبرتي يهدف إلى رفع الأدب الإسباني إلى مصاف الآداب العالمية، متطلعاً إلى الشعراء الفرنسيين أمثال بروتون [ر] وأراغون[ر] وإلى الشعراء الروس أمثال ماياكوفسكي[ر]. جمع ألبرتي بين هوايتي الرسم والشعر، فجاءت لوحاته شعرية وقصائده تصويرية، واتسمت كتاباته بالأصالة والعفوية والصدق.
وقد توجّه في الخامسة عشرة من عمره إلى مدريد، وانكبّ على التصوير باحثاً عن أستاذ له في متحف برادو. وتلقى مبادئ الشعر والموسيقى العصرية عن روادها روبين داريو وخوان رامون خيمينث وديبوسي ودي فيّا.
واكب شعره تجربته الشخصية فكان لنشأته بين اليسوعيين وتأثره بالكاثوليكية أثر في كتابه «الرجل الذي لا تسكنه الأرواح» El Hombre deshabitado. وحازت قصائده الأولى التي تناولت قصة حياته في «بحّار على اليابسة» (Marinero en tierra (1925 الجائزة الوطنية للآداب. أما مؤلفه «فجر المنثور» (El alba del alheli (1928 فكان مثالاً للشعر الشعبي التقليدي.
أراد ألبرتي أن ينهض بالشعر مقتدياً بأستاذه غونغرا فكتب «الجير الحيّ» (Cal y canto (1926-1927. وفي عام 1928 تملكتّه الشجون فخلا بنفسه ليكون ضحية هواجس شريرة تجسدت في مؤلفه «روحي للملائكة» Sobre los angeles. وسرعان ما حاول قمع هذه الهواجس التي جسّدها في صورة ملائكة فتّاكة في كتابه المذكور فكتب «الرجل الذي لا تسكنه الأرواح» (1929) الذي صدر عام 1931. وفي كتابه «مواعظ» Sermones y moradas (1929- 1930) تحدّى مجتمعه الذي رأى فيه مصدراً للشر.
وانتهت أزمته النفسية بزواجه والتزامه السياسي الكامل إذ تفرّغ لأدب النضال. وأحيا عند اندلاع الحرب الأهلية في عام 1936، الأنشودة التقليدية التي تجمع بين السرد الملحمي البطولي والكتابة المأسوية والنشيد الحماسي.
وعند انهيار الجمهورية الإسبانية عام 1939 عاش ألبرتي في المنفى فقد ساعده صديقه التشيلي الشاعر بابلو نيرودا[ر] على الذهاب إلى الولايات المتحدة الأمريكية فالأرجنتين حيث استقرّ.
وولّدت قريحته الشعرية «بين القرنفل والسيف» Entre el clavel y la espada )1941) وظلت ذكرى وطنه تلازمه، ففي مسرحيته «النَفَل المزهر» El Trébol florido (1942) مزيج من المأساة والملهاة.
عاش ألبرتي من لوحاته، في حين كان الشعر هوايته المحببة إلى نفسه كما يشهد مؤلفه «أناشيد وأغان على الشاطئ» Baladas y canciones del paraná (1954).
وبقي شعر ألبرتي حتى عام 1930 تعبيراً عن الذات، إذ إن موضوع إسبانية في ظل حكم بريمو دي ريبيرا لم يستهوه. وكان الأدباء في ذاك العصر يجابهون المشكلات السياسية والاجتماعية بحدّة، إضافة إلى خضوعهم لرقابة صارمة. وقد وقف ألبرتي أعماله بين عامي 1930 و1931 على خدمة قضية الطبقة الكادحة Prolétariat. فانضمّ إلى الحزب الشيوعي ومثّلت كتاباته المسرحية صراعه مع قوى الشر ومع مجتمع الآلة العدائي الطبقي. وقد عرّف ألبرتي أعماله بأنها تمثيلية دينية لا تحوي أسراراً، فيها تصرخ الشخصية المسرحية حاقدة على قدرها، منكرة حرية الإرادة والاختيار لدى الإنسان. وعالج الشاعر موضوع ثورة الإنسان على القوى العمياء التي تفرضها القيم السياسية والاجتماعية والأخلاقية والدينية معرقلة تكامل شخصيته، وخَلُص إلى أن البشرية تعيش مأزقاً، وأن الماركسية هي المخرج.
نال جائزة لينين Prix Lénine الدولية عام 1965، والميدالية الذهبية للسلام من روسية (الاتحاد السوفييتي السابق) عام 1983، وجائزة سرفانتس (ثربانتس) Prix Cervantès عام 1983.
حنان المالكي
مراجع للاستزادة |
- C.Couffon, Rafael Alberti, Seghers, coll. Poètes aujour d'hui (1966).
- التصنيف : الآداب اللاتينية - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الثالث - رقم الصفحة ضمن المجلد : 209 مشاركة :