المهدية (منيرة-)
مهديه (منيره)
Al-Mahdia (Munira-) - Al-Mahdia (Munira-)
المهدية (منيرة ـ)
(1885 ـ 1965)
|
منيرة المهدية مطربة وممثلة مسرحية مصرية. ظهرت في عصر ماسمي بالعوالم أمثال أمينة الصرفية، وبمبة كشر، وأمينة شخلع، وأسماء الكمسارية. ولدت في مدينة الزقازيق في محافظة الشرقية. واسمها الحقيقي زكية محمد منصور. توفي والدها وهي رضيعة، فتولت أختها رعايتها. وتعلمت في المدرسة الابتدائية، ثم تركت الدراسة واتجهت إلى الفن باكراً. وكان أول ظهور فني لها عام 1905 مع شفيقة القبطية، بعد ذلك تبناها عزيز عيد[ر] وقدمها لتغني أول مرة في الشانزلزيه، وكانت تؤدي أغاني سلامة حجازي ثم غنت في مقهى نزهة النفوس، ثم مقهى بريتانيا. بعد ذلك تولى عزيز عيد تدريبها على التمثيل، لتدخل المسرح الغنائي وتصبح أول ممثلة مسرحية مصرية، بعد أن كانت جميع الممثلات سوريات ولبنانيات.
شكلت منيرة المهدية فرقة مسرحية خاصة بها. وبدأت بتقديم مسرحيات الشيخ سلامة حجازي، وقامت بالأدوار التي كان يقوم بها في مسرحياته، منها التي قدمتها «شهداء الغرام» و«غانية الأندلس» و«صلاح الدين». وطارت شهرتها في أنحاء مصر. وتقاطرت الجماهير على مسرحها.
وفي مرحلة ثانية، بدأت منيرة المهدية بتقديم مسرحيات خاصة بفرقتها. فأصبح لها كتابُ مسرحيات وملحنون يعملون لحسابها، فكانت تقدم كل شهر مسرحية جديدة. ومن أشهر مسرحياتها «التالتة ثابتة» التي قدمت فيها أغنيتها المشهورة «يازهر البساتين». وأسهمت ضد الاحتلال الإنكليزي بمسرحيتين هما «كلام في سرك»، و«كلها يومين». ولحن لها أغنياتها في المسرحيات وخارجها كبار الملحنين أمثال زكريا أحمد[ر]، وسلامة حجازي[ر]، ومحمد القصبجي[ر]، وداوود حسني [ر]، وكامل الخلعي[ر].
أسهمت منيرة المهدية في ثورة عام 1919 التي قادها سعد زغلول ضد الإنكليز. ولما كان ذكر اسم سعد زغلول في مكان ما كفيلاً بتحريك الشارع الشعبي المصري فقد أصدرت السلطات البريطانية قراراً بحبس كل من يذكر اسمه مدة ستة أشهر وجلده عشرين جلدة، إلا أن منيرة المهدية تحايلت على هذا القرار. وبعد يومين من صدوره غنت في مسرحها «يا بلح زغلول ياحليوة»، وغنت أيضاً «شال الحمام حط الحمام»، ويذكر فيها اسم زغلول في «زغلول وقلبي مال إليه». فكانت الجماهير بعد سماع الأغنيتين تخرج في مظاهرات ضد الإنكليز. وهكذا استطاعت منيرة المهدية أن تبقي اسم سعد زغلول يتردد، من دون أن تستطيع السلطات البريطانية أن تفعل شيئاً. فقد كان يتم ذكر زغلول في تورية لا يطالها القانون.
وعلى الرغم من أن منيرة المهدية عاصرت سيد درويش؛ فإنه لم يقم أي تعاون بينهما إلا في آخر حياته. فقد عكف الشيخ سيد على تلحين أوبريت «كليوباترة» ليقدمها معها، إلا أنه رحل بعد أن أنجز فصلاً واحداً منها؛ فدفعت منيرة المهدية بالمسرحية إلى محمد عبد الوهاب[ر] الذي كان نجمه قد بدأ يلمع، فأكمل تلحين الأوبريت ومثّلها معها، فقام هو بدور أنطونيو، وقامت هي بدور كليوباترة. لكنها لاحظت أن الجمهور يصفق أكثر لأنطونيو، فأبعدت عبد الوهاب عن المسرحية، وقامت هي بدور أنطونيو، وأسندت دور كليوباترة إلى المطربة فتحية أحمد. وعلى الرغم من أنها حققت مجداً كبيراً في مسرحها، فإنها انقادت وراء موجة الغناء الماجن الذي ظهر في عشرينيات القرن العشرين، وقدمت بعض هذه الأغنيات مثل «بعد العشا يحلى الهزار والفرفشة» التي لحنها محمد القصبجي.
ولمنيرة المهدية مساهمة وحيدة في السينما، عندما حولت مسرحيتها المشهورة «غندورة» إلى فيلم سينمائي، لكن إخفاق الفيلم دفعها إلى عدم تكرار التجربة. وقدمت عبر الإذاعة المصرية أوبريت وحيدة هي «كارمن» تلحين كامل مخلص.
ومع صعود نجم أم كلثوم أواخر العشرينات من القرن العشرين بدأ نجم منيرة المهدية بالأفول، حتى اضطرت إلى الاعتزال عام 1935، ولم تعد إلى الفن بعد ذلك إلا مرتين، الأولى عام 1941 حين قدمت نشيداً دينياً بعد أن أدت فريضة الحج، والثانية عام 1954 عندما شاركت في الغناء في إحدى مسرحيات سلامة حجازي، إلا أنها أخفقت إخفاقاً ذريعاً.
أحمد بوبس
الموضوعات ذات الصلة: |
الأغنية ـ مصر.
مراجع للاستزادة: |
ـ نعمت أحمد فؤاد، أم كلثوم وعصر من الفن (القاهرة 1985).
- التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد التاسع عشر - رقم الصفحة ضمن المجلد : 779 مشاركة :