زياد كلابي
Abu Ziyad al-Kilabi - Abu Ziyad al-Kilabi

أبو زياد الكِلابيّ

(…ـ نحو 200هـ/… ـ نحو 815م)

 

 يزيدُ بنُ عبدِ الله بن الحُرِّ بن هُمَام، الكِلابيِّ نَسَباً، عالم بالأدب وشاعر من بني كلاب بن ربيعة، وهم بطن عظيم من العدنانية، كانت ديارهم المدينة المنورة، ثم انتقلوا إلى العراق والشام، وكان لهم في الجزيرة الفراتية صيت واسع. ولد ونشأ في بادية العراق، متذوّقاً السليقة العربية فأخذ الشعر يجري على لسانه في ريعان صباه، وسرعان ماغادر مسقط رأسه في البادية قاصداً بغداد، وهي يومئذٍ مقصد النابهين من الشعراء وملتقى المفكرين والعلماء.

قدم أبو زياد من البادية أيَّام المهدي حين أصابت الناس المجاعة وحلّ بأرضه قحط، فدخل بغداد في أيام المهدي العباسي، ونزل في قطيعة العباس بن محمد، الذي أغدق عليه العطايا ومنحه الأمن والسكينة، مما جعل إقامته تمتد بها نحو أربعين سنة ومات فيها.

أخباره وأشعاره ضَنَّتْ بها كتب الأدب والتراجم وكذلك كتبه، فقد ذكره البغدادي في خزانة الأدب وهو يشرح قوله:

وإنّي لأكْنو عَنْ قَذُور بغيرها

وأُعْرِبُ أحياناً بها فَأُصَارِحُ

ذكر نسبه كاملاً، وقال: صَنَّف كتاب «النَّوادر»، وهو كتاب كبير فيه فوائد جمة. كما ذكره القفطي بإيجاز أيضاً وقال عنه: «كان لغوياً شاعراً فصيحاً» نال هذا الشاعر إعجاب معاصريه من الشعراء وممدوحيه من الخلفاء والأمراء كالعباس بن محمد والمهديّ. وقد ضاعت معظم أخباره وغابت كتبه بين كتب اللغة والنوادر.

عدّه عليّ بن حمزة البصري صاحب «التنبيهات على أغاليط الرواة» من العرب الفصحاء واستشهد بقوله: ماء مالح وهو أشدّ من شيء مالح. أنشد أبو زياد الكلابي:

صبّحْنَ قوًّا والحَمامُ واقع

وماءُ قَوٍّ مالح وناقع

وهذا الرجز حجة وأبو زياد حجّتان (كذا).

وقد نقل عنه صاحب لسان العرب وأصحاب الأمثال بعض آرائه اللغوية في الأمثال العربية.

أشهر شعره مااختاره أبو تمام في حماسته وهو قوله:

له نارٌ تُشَبُّ على يَفَاعٍ

إذا النيرانُ أُلبست القناعا

ولم يكُ أكثر الفتيان مالاً

ولكن كان أرحبهم ذِراعا

مصنفاته: قال القفطي في «إنباه الرواة»: «صنَّف أبو زياد الكلابي كتباً جليلة، كثيرة الفوائد، مستوفاةً في فنها»، من هذه الكتب «النَّوادر»، و«الفروق»، و«خلق الإنسان»، و«الإبل».

ولعلَّ أهم هذه الكتب كتابه «النوادر»، وهو مسائل وأبحاث لغوية وتفسير للأمثال العربية، فقد نقل عنه بعض المصنفين في هذا المجال كالبكري في فصل المقال. قال القفطي: «كتاب النوادر وهو أتمّ كتابٍ عمل في هذا النوع وأكثرها فائدةً» ولذلك استرق العلماء بعده منه.

أيمن الشوا

مراجع للاستزادة:

 

ـ أبو عبيد البكري، فصل المقال في شرح كتاب الأمثال، تحقيق إحسان عباس وعبد المجيد عابدين (مؤسسة الرسالة،بيروت 1983م).

ـ القفطي، إنباه الرواة على أنباه النحاة، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم (دار الفكر العربي، القاهرة 1986).


- التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد العاشر - رقم الصفحة ضمن المجلد : 467 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة