النفسية (العقد أوالمركبات-)
نفسيه (عقد امركبات)
Psychological complexes - Complexes psychologiques
النفسية (العقد أو المركبات ـ)
العقد أو المركبات النفسية psychological complexes هي مجموعة من التصورات والأفكار التي تنطوي على قيم وجدانية انفعالية قوية، وهي لا شعورية كلياً أو جزئياً، تنجم عن جملة مركبة من الأفكار والذكريات المشحونة بشدة انفعالية عالية، نتيجة لوضع معين، أو موقف معين، وتتكون في سياق مراحل النمو المختلفة، ولاسيما في مراحل الطفولة. وعلى الرغم من أن بعضهم ينسب هذا المصطلح إلى يونغ Jung ومدرسته إلا أن فرويد Freud قد استخدمه في مراحل سابقة من تعرفه على يونغ.
يتسم السلوك الذي ينطوي على وجود العقد النفسية بسمتين اثنتين:
الأولى أنه سلوك تطرفي يتجاوز الحدود العادية، يثيره في البداية مثير تافه جداً، مثال ذلك الفرد المصاب بعقدة الذنب، فأي خطأ أو إخفاق صغير يعدّه كارثة، والفرد المصاب بعقدة الاستبعاد يستجيب استجابة شديدة وبصورة انفعالية قوية لاستبعاد الآخرين استبعاداً عنيفاً، فيما إذا واجهه موقف لا يتصف بالسرور أو التقبل الإيجابي الذي يتوقعه.
الثانية أنه سلوك متكرر، ينطوي على قوالب جامدة في الاستجابة، فالشاغل الرئيس لمن لديه عقدة التفوق أن يكون متفوقاً.
أصل العقد وتكونها
تتكون العقد النفسية في سياق النمو النفسي للفرد وتمتد أصولها إلى المراحل المبكرة في الطفولة من جرّاء أساليب التنشئة الوالدية أحياناً، ومن خلال الاستعدادات الأولية التي تظهر عبر المزاج أو الطبع، ثم تمتد إلى التجارب المميزة في حياة الفرد التي تؤدي أحياناً إلى الاضطرابات النفسية. ومن أهم هذه التجارب انفصال الطفل عن أسرته، أو الحرمان الذي يلقاه من أهله، وهناك الصدمات النفسية، مثل صدمة الاغتصاب لدى المراهقات أو وفاة قريب… أما الأصول النفسية لتكوّن العقد فقد تكون نتيجة الغيرة الخفية بين الإخوة والأخوات وعدم القدرة على التعبير عن النفس.
وقد نجد أصولاً للعقد النفسية عبر الفترات الحساسة التي يمر فيها الفرد في أثناء نموه الأولي وذلك من خلال حرمان الطفل من مصادر اللذة في المرحلة الفمية (الرضاعة) أو بسبب عمليات التدريب على الإخراج والنظافة، التي إذا ما اتسمت بالقسوة والشدة تولد عند الطفل الشك في قدراته طوال حياته. أما في المرحلة الممتدة من 4ـ6 سنوات فتظهر عقدتا «أوديب» عند الذكور و«إليكترا» عند الإناث، وفي هذه الفترة من النمو تظهر عواطف الدونية حيث يدرك الطفل أنه «صغير» ويعاني الضعف أو أنه يشعر بالتفاوت بينه وبين الكبار.
كما أن العقد تتكون في سياق استخدام الفرد للحيل أو آليات الدفاع الأولية المختلفة، منها الكبت والتقمص، والتسويغ، والتعويض المفرط (المثال الذي يمكن إدراجه: الشخص الذي يسير ليلاً بخطى واثقة وهو يصفّر، في حين أنه في الواقع خائف جداً. وكذلك التكبر وادعاء المرء بمزايا لا يملكها في حين أنه يرغب في أن ينقذ نفسه).
أشهر العقد النفسية: هناك عدد كبير من العقد النفسية منها العقد (الكبيرة)، ومنها العقد البسيطة (الصغيرة) ومنها:
ـ عقدتا «أوديب» و«إليكترا»: الأولى تظهر على شكل تعلق الطفل بوالدته، وعدوانية مكبوتة نحو والده الذي يعدّ منافسه. في حين أن الثانية هي تعلق الطفلة بوالدها وعدوانية مكبوتة نحو والدتها.
ـ عقدة قابيل: تظهر هذه العقدة في أشكال من السلوك العدواني، مصدره الأساسي الغيرة بين الإخوة، وفي سن الرشد تصبح عقدة قابيل غيرة عدوانية إزاء كل شخص، ومن ثَمّ فإن صاحب العقدة هذه يظهر السلوك العدواني السلبي نحو هذا الشخص من أجل أن يحقق مزيداً من التفوق.
ـ عقدة التخلي والاستبعاد: وهي عقدة الإحباط الانفعالي وعقدة «الاستبعاد» والنبذ. يقول الشخص المصاب بها: «لا أحد يحبني»، «إنه لا يرغب بي»، «إنه تخلى عني»، «إنني منبوذ»… فيشعر الشخص أنه مهمل. ويتصف بما يسمى «الشراهة» الانفعالية التي يصعب إرضاؤها، وهي مرتبطة بالحاجة إلى الأمن والحماية. والواقع أن هذا الأمن المنشود ضمن تبعية مطلقة، كتبعية الرضيع للأم.
ـ عقدة الذنب: وتظهر عند الشخص الذي إذا ما ارتكب أي خطأ أو قام بأي فعل مهما كان بسيطاً، يفسره على أنه كارثي وخطير.
ـ عقدة الإثمية: تظهر عند الشخص الذي يعيش بصورة شبه دائمة في ضرب من الشعور بالخطيئة والخشية من فعل الشر، ويتميز وجدانه الأخلاقي بأنه رتيب ومطلق (يجهل نسبية الأخطاء).
كما توجد عشرات العقد منها عقدة التفوق وهي التظاهر بالثقة الكبيرة بالنفس وبسط الثقافة والمعرفة، وإضفاء الدونية على الآخرين. وعقدة الدونية وهي يقين الشخص أنه ليس على المستوى المطلوب وأنه عاجز وعرضة للسخرية. وعقدة «ديانا» وهي ما يسميه آدلر Adler الاحتجاج الرجولي لدى المرأة والهروب من الأنوثة، إنه دفاع الأنا ضد الأنوثة ورفض الأمومة والتأنق.
غسان أبو فخر
الموضوعات ذات الصلة: |
فرويد (سيغموند ـ) ـ يونغ (كارل غوستاف ـ).
مراجع للاستزادة: |
ـ محمد قاسم عبد الله، الصحة النفسية (مطبعة جامعة حلب، 1997).
ـ علي فالح الهنداوي، علم نفس النمو، الطفولة والمراهقة (دار الكتاب الجامعي، عمان 2001).
ـ إريك فروم، أزمة التحليل النفسي، ترجمة: محمود منقذ الهاشمي (منشورات وزارة الثقافة، دمشق 1986).
- التصنيف : تربية و علم نفس - المجلد : المجلد العشرون - رقم الصفحة ضمن المجلد : 790 مشاركة :