الموسميات
موسميات
Monsoon - Mousson
الموسميات
مصطلح الموسميات monsoons المستخدم في اللغة الإنكليزية وmousson المستخدم في اللغة الفرنسية مستمد من الكلمة العربية موسم mausim، ويدل تعبير رياح موسمية بمعناه العام على أي نوع من الرياح تهب فوق أي منطقة من سطح الأرض في مواسم معينة من مواسم السنة، أما تعبير رياح موسمية monsoons بمعناه الخاص؛ فإنه يدل على الرياح التي تهب في اتجاه محدد في النصف الأول من العام وتهب في اتجاه مضاد للاتجاه السابق في النصف الثاني من العام، ودورياً.
تتميز الرياح الموسمية بأنها تغير اتجاهها ما بين الصيف والشتاء، وينحصر نطاق هبوبها فيما بين المدارين، وتنشأ نتيجة لوجود مساحات من اليابس شاسعة الامتداد تجاورها بحار أو محيطات، وبسبب اختلاف الحرارة النوعية لكل من اليابس والماء، فإن مناطق الضغط المرتفع تتكون على المياه في فصل الصيف، في حين تتكون مناطق الضغط المنخفض على اليابس، فتندفع الرياح من الماء إلى اليابس مسببة أمطاراً موسمية غزيرة. أمّا في فصل الشتاء فيحدث عكس هذه الحالة في نظام هبوب الرياح، إذ يتكون نطاق من الضغط المرتفع الفصلي على اليابس، تخرج منه الرياح الموسمية الجافة متجهة إلى المسطحات المائية المجاورة التي تتمركز فوقها مناطق من الضغط المنخفض، وهكذا تتعرض كل من المسطحات المائية واليابس المجاور لنظام فصلي للرياح، تهب في اتجاهات مضادة من فصل إلى آخر.
ويعدّ المحيط الهندي أهم المناطق التي تهب منه الرياح الموسمية وإليه، لذا تعدّ قارة آسيا أكثر قارات العالم تعرضاً للرياح الموسمية،خاصة على سواحلها الجنوبية والشرقية، وذلك لعظم اتساعها ولكثرة تداخلات الماء في يابسها عند أطرافها الجنوبية والشرقية،كما تهب الموسميات على شمالي أستراليا وعلى أطراف خليج غينيا، ويوجد نظام موسمي في جنوب شرقي الولايات المتحدة الأمريكية وهضبة الحبشة واليمن وعسير.
وفي قارة آسيا نوعان للرياح الموسمية، هما:
ـ الرياح الموسمية الشرقية التي تؤثر في الصين واليابان وكوريا وتتصف بأنها أقوى في الشتاء منها في فصل الصيف، وفي كلا الفصلين ينقطع هبوب الرياح الموسمية أحياناً بسبب مرور المنخفضات الجوية في هذه العروض، وينجم عن الرياح الموسمية الشتوية انخفاض شديد في درجات الحرارة على طول سواحل شرقي آسيا.
ـ الرياح الموسمية في جنوب آسيا، وهي من أصل مداري وترتبط بانخفاض شديد في الضغط الجوي فوق شمالي الهند، وتكون أشد عنفاً في فصل الصيف منها في فصل الشتاء، وفي الواقع ليست الرياح الموسمية الشتوية سوى الرياح التجارية العادية، وتسقط الرياح الموسمية الصيفية كميات هائلة من الأمطار في حالة مرور الرياح على مسطحات مائية ثم مقابلتها لمرتفعات، كما يحدث على الساحل الشرقي للهند وفي جزيرة سيلان.
ويتم وصف نوع المناخ أحياناً بالمناخ الموسمي، ويدل ذلك على مناخ المناطق التي تتصف بتغيرات موسمية في نظام الرياح، فمناطق الموسميات الرئيسة تمر مرتين في العام بحالات انعكاس في اتجاهات الرياح السائدة، وهذه الانعكاسات تؤدي إلى وجود فصلين محددين؛ أحدهما طويل غزير المطر تسقط فيه كمية من الأمطار تكفي لبقاء التربة، ولاسيما طبقة ما تحت التربة، محتفظة برطوبتها في السنة كلها، فتسمح بذلك بنمو الغابات المدارية الرطبة؛ وآخر قصير جاف.
ويعدّ المناخ المداري الموسمي مناخاً وسطاً بين المناخ المداري المطير ومناخ الساڤانا المداري بحيث يشبه المناخ المداري؛ المطير في كمية أمطاره السنوية ويشبه مناخ السافانا في التوزيع الفصلي للمطر. ويتوقف تحديد ما إذا كان المكان يتبع مناخ الساڤانا المداري أوالمناخ المداري الموسمي على أساس كمية ما يسقط من الأمطار في أثناء السنة كلها من ناحية وكمية المطر في أجفّ الشهور (أقل مطراً) من ناحية أخرى.
فواز الموسى
مراجع للاستزادة: |
ـ جهاد الشاعر، جغرافية المناخ (مطبوعات جامعة دمشق 2005).
ـ علي موسى، المناخ الإقليمي (منشورات جامعة دمشق، 1990).
ـ يوسف عبد المجيد فايد، جغرافية المناخ والنبات (دار النهضة العربية، القاهرة 1995).
ـ R.G.BARRY, and R. J. CHORLEY. Atmosphere, Weathr, and Climat (2003).
ـ WEBSTER, P. J., T. PALMER, M. YANAI, V. MAGANA, J. SHUKLA and T. YASUNARI, Monsoons: Processes and predictability and prospect for prediction. J. Geophys. Res. Special Issues, 103 (C7), 14451-14510,. (1998).
- التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار - المجلد : المجلد العشرون - رقم الصفحة ضمن المجلد : 19 مشاركة :