ميتشيغان (ولايه)
Michigan - Michigan

ميتْشيغان (ولاية ـ)

 

تقع ولاية ميتشيغان Michiganفي الجزء الشمالي الشرقي من وسط الولايات المتحدة الأمريكية، وتُعد هذه الولاية من أكبر ولايات حوض نهر الميسيسبي، حيث تمتد حدودها لتصل إلى أربع من البحيرات العظمى، وبذلك تبسط الولاية نفوذها على أجزاء من بحيرة سُوبِريُور Superior وبحيرة ميتشيغان وبحيرة هوْرُون Huron وبحيرة إيْرِي Erie. ويوجد فيها ما يقارب من 35 ألف بحيرة صغيرة وبركة داخلية أكبرها بحيرة هُوغتُوْن Houghton ومساحتها نحو 80 كم2، وتصل مساحة ولاية ميتشيغان إلى 151585كم2 تقريباً باستثناء مساحة مياه البحيرات العظمى الواقعة ضمن حدودها. وتصل الكثافة السكانية العامة إلى 675 نسمة/كم2 تقريباً. وتتباين فروق الارتفاع فيها إذ سجل ارتفاع أعلى نقطة 604م عند قمة كورْ وود Korwood، وتنخفض أدنى نقطة إلى 74م عند سطح مياه بحيرة إيري.

لمحة تاريخية:

عرف الأوربيون سواحل أمريكا الشمالية بصورة مبكرة؛ إذ استخدموا مصائد الأسماك في عدد من المدن الساحلية منذ أوائل القرن السادس عشر، وقد وصلت أوائل الحملات التبشيرية الفرنسية إلى ولاية ميتشيغان عام 1616، وظل الفرنسيون يمارسون النشاطات المختلفة حتى قدم البريطانيون وانتشروا في مناطق واسعة من الولاية، وعمدوا إلى حملة إبادة شملت الهنود الحمر الذين يمثلون السكان الأصليين في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد أضعفت معاهدة باريس عام 1763م نفوذ البريطانيين، واستمر هذا النفوذ حتى عام 1825، حيث تراجعوا نتيجة خسائرهم في عدد من الحروب إلى المناطق المجاورة وخاصةً كندا. في حين استمرت الموجات الأوربية الأخرى إلى مناطق الوسط والغرب ومن ضمنها ولاية ميتشيغان حيث رُسِمَت معالم الخريطة السياسية والبشرية لتلك المناطق.

الجغرافيا الطبيعية

جبل هوغباك Hogback ضمن سلسلة جبال هورون

 

جسر ميتشيغان الذي يصل بين شبهي جزيرتي ميتشيغان

 

شلالات تاكوامينون Tahquamenon في شبه الجزيرة العليا في ميتشيغان

أسهمت أصناف التربة المتعددة، وكذلك توسع الغطاء النباتي في الأهمية الطبيعية لولاية ميتشيغان، إضافةً إلى توسع المسطحات المائية، وقد تعرضت الغابات لسوء استغلال من قبل الإنسان مما أدى إلى اختفاء معظم الغابات البكر، ونتج من ذلك تعرض التربة للتعرية بدرجة خطيرة واستنزاف الموارد الطبيعية.

يتميز الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة الدنيا بصورة عامة بدرجات حرارة دافئة؛ وفترات من التجمد الطويل وتراوح درجة الحرارة في مدينة ديترويت Detroit بين -5ْم في كانون الثاني/يناير و22 ْم في تموز/يوليو، وتسود درجات الحرارة المنخفضة في المناطق الشمالية وتراوح بين -11 ْم في كانون الثاني/يناير و18 ْم في تموز/يوليو، ويزداد التهطال الثلجي في المناطق الشمالية، حيث تؤثر الرياح القادمة من بحيرة سوبريور، وخاصةً في شواطئ هوغتون Hougton وكاليوميت Calumet وتكون الأيام الغائمة أكثر شيوعاً في ميتشيغان، وذلك بتأثير بخار الماء المتصاعد من البحيرات العظمى، أما معدل الرطوبة النسبية فيتراوح بين 60ـ81%، وأكثر ما تشهد المناطق الدنيا الجنوبية العواصف الشديدة في فترات الربيع والفترات المبكرة من الصيف.

الجغرافيا البشرية

في عام 1810 لم تكن ولاية ميتشيغان مسكونة إلا من بضعة آلاف من الهنود الحمر، وذلك ولم يتجاوز هذا العدد 4762 نسمة فقط، ومع تزايد الهجرات ارتفع إلى نحو 32 ألف نسمة عام 1840، ووصل في عام 1910 إلى نحو 2.84 مليون نسمة، وسجَل تزايداً ملحوظاً ليصل إلى نحو 10.1 مليون عام 2004. ويشير التركيب السكاني وفق فئات الأعمار إلى أن عدد السكان في الفئة العمرية دون سن الثامنة عشرة بلغ 26%، في حين مثلت فئات الأعمار بين 18- 65 معدلاً قدره 61.7% وفق إحصائيات عام 2000. وتعد ديترويت المدينة الأكبر في عدد السكان، إذ وصل عام 1900 نحو 285704 نسمة، وساعد التطور الصناعي في المدينة على ازدياده فوصل عام 2000م نحو 925051 نسمة. والجدير بالذكر أن التعداد السكاني بدأ يتجه نحو التراجع، وربما يعود ذلك إلى نزوح السكان نحو الضواحي. أما عدد سكان العاصمة لانسينغ Lansing فوصل نحو 118588 نسمة، ومدينة غراند رابيدْس Grand Rapids نحو 196595 نسمة. وفيما يتعلق بالتوزيع العرقي للسكان فقد دلت الإحصائيات على وجود نحو 80.2% من العرق الأوربي الأبيض، ونحو 14.2% من الأفارقة، و0.6% من الهنود الحمر و3.2% من الأعراق المختلفة.

الجغرافيا الاقتصادية

عمدت الحكومة إلى توفير المناخ الملائم الذي شجع على توسيع حجم الفعالية الاقتصادية في الولاية بعد أن شهدت القطاعات المختلفة تحديات كبيرة في القرن العشرين، وغلب على هذا الاقتصاد الجانب الصناعي الذي أسهم في تحقيق النهوض المتسارع لعدد كبير من مدن ميتشيغان ولاسيما بعد الحرب العالمية الأولى.

وتعدّ الصناعة العامل الأساسي في قوة الاقتصاد وتسهم بنسبة 30% من الناتج المحلي، ووصل حجم القوة العاملة الصناعية إلى 1200000 عامل تقريباً، كما أن تحسن مستويات الأجور ساعد على جذب العديد من العمال القادمين من الولايات الأخرى. تمتلك ولاية ميتشيغان عدداً كبيراً من الموارد المعدنية وشبه المعدنية من أهمها: الجص، الحجر الرملي، المغنيزيوم، خام الحديد، الملح، الإسمنت. كما تنتج الطاقة الكهربائية، البترول، الغاز، الطاقة الذرية. وقد ازدهرت الصناعات الثقيلة وصناعة السيارات ووسائط النقل الأخرى، إضافة إلى صناعة الأخشاب والصناعات الغذائية والكيميائية.

وأسهمت الشروط الطبيعية في إعطاء القطاع الزراعي أهمية متميزة؛ إذ تنتشر زراعة الحبوب، وفي مقدمتها القمح والذرة في الأقاليم الجنوبية، والفواكة في المناطق الساحلية، كما توجه الاهتمام إلى زيادة إنتاج الخضراوات ودعم جزء من هذا الإنتاج في البيوت البلاستيكية، ونمت الثروة الحيوانية بوضوح، ويوجد في ولاية ميتشيغان نحو 1.03 مليون من الأبقار والجواميس، و830 ألف رأس من الضان و950 ألف رأس خنزير و29.7 مليون من الدواجن، وكان لانتشار المسطحات المائية الواسعة في البحيرات وغيرها أهمية متميزة في تطوير الثروة السمكية. وتعد ميتشيغان من أكثر الولايات الأمريكية تميزاً بطبيعتها وجمالها ولاسيما في مناطق البحيرات، وقد أسهمت السياحة في دعم الموارد الاقتصادية للدولة؛ إذ يزداد توافد السياح للاستجمام والقيام بنشاطات الصيد والتزلج، مما أدى إلى توجيه الاهتمام إلى بناء الفنادق والشاليهات والمرافق السياحية الأخرى.

أكرم الأحمر

 مراجع للاسـتزادة:

 

ـ ستيفين اس. بيرد سال، جون دبليو فلوزن، التنسيق الإقليمي للمواقع في الولايات المتحدة وكندا، ترجمة فيصل زواتي (مركز الكتاب الأردني، عمان 1980).

ـ فتحي أبو عيانة، دراسات في الجغرافية السياسية (دار النهضة، بيروت 1983).


- التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار - النوع : سياحة - المجلد : المجلد العشرون - رقم الصفحة ضمن المجلد : 190 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة