ميلانو
ميلانو
Milano - Milan
ميلانو
تعدّ ميلانو Milano (Milan) ثاني أكبر مدينة بإيطاليا بعد العاصمة روما، لكن ميلانو الكبرى Milano Agglomeration أكبر من روما الكبرى، وتشغل المرتبة الأولى من حيث الحجم في إيطاليا. وميلانو عاصمة لومبارديا Lombardia أحد أقاليم إيطاليا الإدارية، وهي المركز الرئيسي للمال والأعمال والصناعة والتجارة الدولية في إيطاليا.
لمحة تاريخية
أسس السلت الذين قدموا من غرب أوربا مدينة في موقع ميلانو المعاصرة في عام 400 ق.م، وفي عام 222 ق.م. احتلها الرومان، وسموها مديولانيوم Mediolanum، ثم اختصر الاسم لاحقاً إلى ميلانو، وكانت قاعدة عسكرية رومانية ومركزاً تجارياً. وفي عام 200 م أضحت واحدة من كبريات المدن في الامبراطورية الرومانية. غزتها القبائل البربرية في أواخر القرن الخامس، وسقطت مع سقوط الامبراطورية الرومانية عام 476م. وبعد ذلك تراجعت، وانحطت وظائفها، وعادت بلدة صغيرة مهملة، ثم أخذت تستعيد أهميتها بدءاً من القرن الحادي عشر. وفي عام 1535 استولى عليها الإسبان ثم النمسويون في عام 1714، وغزاها نابليون عام 1797؛ لتستعيدها النمسا عام 1815. وفي عام 1859 أضحت جزءاً من المملكة التي تحكمها سردينيا التي أضحت منذ عام 1861 مملكة إيطاليا. وفي عام 1919 أسس موسوليني الحركة الفاشية في ميلانو قبل أن يحكم البلاد ما بين 1922ـ1943. دمر الحلفاء أجزاء مهمة من المدينة في القصف الجوي الكثيف في الحرب العالمية الثانية، لكن بعد الحرب تمت عملية إعادة البناء والتحديث. وفي النصف الثاني من القرن العشرين تطورت المدينة تطوراً كبيراً، وازدهرت اقتصادياً، وارتفعت مستويات حياة سكانها على نحو جعل منها مدينة عالية التطور والازدهار مثل أغلب المدن الأوربية.
تقع ميلانو في شمالي إيطاليا في منطقة سهلية من حوض نهر البو Po، وعلى ارتفاع 200م فوق مستوى سطح البحر، وبالقرب من أحد ممرات جبال الألب التي تصلها بسويسرا وأوربا الوسطى.
تبلغ مساحة المدينة 182كم2، وتحتوي على العديد من المباني التاريخية المهمة التي تعد مقصداً للسياح الكثر الذين يزورونها سواء من داخل إيطاليا أم من خارجها. ومن أبرزها كاتدرائية ميلانو الضخمة وسط المدينة، وهي من نمط العمارة القوطي، ومبنى لاسكالا La Scala الذي يعود للربع الأخير من القرن الثامن عشر؛ والذي يضم واحدة من أشهر دور «الأوبرا» في أوربا والعالم، يؤمّها محبّو الموسيقى من شتى أنحاء العالم لحضور الحفلات الموسيقية الراقصة، ومكتبة الأمبروزيان Ambrozian التي تحوي كنزاً من الكتب النادرة والمخطوطات القديمة، وقلعة سفورزسكو Sforzesco من القرن الخامس عشر التي كانت سابقاً مقراً لحاكم ميلانو، وهي حصن حصين. إضافة إلى العديد من المتاحف المتنوعة الاختصاص.
كاتدرائية ميلانو |
يقع الجزء الحديث والمعاصر إلى الشمال من الجزء القديم، وتكثر البنايات البرجية الحديثة، ومنها مبنى بيريلّي Pirelli التجاري ذو الستة والثلاثين طابقاً والعديد من المباني الإدارية والفنادق ومقار الشركات والمصارف وغيرها، وتحيط الضواحي السكنية والصناعية بالمدينة من الجهات كافة.
يتميز مناخ المدينة التي تقع على درجة عرض 29 َ 45 ْ شمال خط الاستواء بشتائه البارد الذي تتساقط فيه الثلوج بغزارة، وصيفه اللطيف المائل إلى الدفء والجفاف، فمتوسط حرارة كانون الثاني/يناير صفر درجة مئوية، أما متوسط حرارة تموز/يوليو فهو 18ْم، مع معدلٍ للأمطار يبلغ 975 مم/سنة.
كان عدد سكان ميلانو الكبرى عام 1990 نحو 4.6 مليون نسمة، وانخفض في عام 1995 إلى 4.251 مليوناً، وبقي مستقراً حتى عام 2000، ومن المتوقع أن يبقى كذلك حتى عام 2015 سنوياً ويتميز سكان المدينة بأنهم طموحون ومهرة في الأعمال، ويحبّون العمل في الإدارة والتجارة والصناعة، كما يحبون ارتياد المقاهي حيث يعقدون هناك الصفقات، أو يتسامرون في أوقات العصر. ومن أحب أماكن اللقاء مبنى غاليريا Galleria الذي يقع قرب كاتدرائية المدينة، وهو مبنى ضخم ذو سقفٍ زجاجي ويحتوي على العديد من المطاعم والمتاجر.
تُعد ميلانو مركزاً كبيراً لصناعات وسائط النقل المختلفة والتجهيزات الإلكترونية والكهربائية وما يلزم من تجهيزات للسكك الحديدية والقطارات، إضافة إلى الصناعات الكيميائية والألبسة ومعدات النقل والإطارات والألبسة والأغذية، وهي أيضاً مركز الأسواق المالية والمصارف الرئيسة في إيطاليا، كما تعد المدينة المركز الأول في البلاد للطباعة والنشر والإعلان وتصميم الأزياء.
وميلانو أيضاً عقدة للنقل البري والجوي حيث تصلها وتنطلق منها الطرق الدولية والسكك الحديدية وفي جميع الجهات، وبها مطاران دوليان. وهي مركز كبير للعلم والثقافة والسياحة، حيث يوجد فيها ثلاث جامعات وكثير من المعاهد والمدارس العليا المختصصة.
عدنان عطية
مراجع للاستزادة: |
- A.BOSISIO, Storia di Milano (Milano 1958).
- التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار - النوع : سياحة - المجلد : المجلد العشرون - رقم الصفحة ضمن المجلد : 278 مشاركة :