هنري الملاح
هنري ملاح
Henry the Navigator - Henri le Navigateur
هنري الملاح
(1394 ـ 1460)
|
هنري الملاح Henry the Navigator أمير برتغالي، ولد في أوبورتو Oporto وتُوفي عن عمر يناهز 66 عاماً، وهو الابن الثالث لجون الأول John I ملك البرتغال.
كان هنري في شبابه جاداً محباً للدراسة مع ميل خاص للرياضيات والفلك، وقد أراد مع شقيقيه الأكبر منه أن يثبت جدارته لوالده، فجهزوا جيشاً بموافقة والدهم واستولوا على مدينة سبته Ceuta التجارية في المغرب عام 1415م، ونُصِّب هنري حاكماً عليها بعد أن حصل هو وإخوته على وسام النبالة.
اهتم هنري اهتماماً كبيراً باكتشاف شواطئ إفريقيا الغربية في القرن الخامس عشر الميلادي، فأنشأ أول مدرسة للملاحة البحرية في أوربا، وقد أعد الخطط، وأمنَّ الأموال اللازمة للكشوف، واستعان في سبيل ذلك بخبرة واضعي الخرائط والفلكيين والرياضيين من مختلف الجنسيات الذين كان قد جمعهم في مقره بمدينة ساغريس Sagres بالقرب من رأس سانت ڤنسنت Cape Saint Vincent بالبرتغال، وقد قادت المعرفة الملاحية التي اكتسبت بفضل توجيهاته إلى العديد من الرحلات الاستكشافية المهمة بعد وفاته، وإضافة إلى الحملات التي أرسلها والتي تجاوز عددها 50 حملة، دون أن يكون له نفسه أي مشاركة في أي منها.
أثارت الطرق التجارية بين شمال إفريقيا وداخل إفريقيا اهتمام هنري الملاح، فأراد أن يوسع تجارة الامبراطورية البرتغالية ونفوذها عبر الشواطئ الغربية لإفريقيا، وأمل أيضاً أن يصل إلى الأراضي التي تقع إلى الجنوب من جزر الكناري وإلى رأس بوجادور Bojador الذي كان آخر نقطة معروفة للأوربيين في ذلك الوقت، وحاول الوصول إلى مصدر الذهب الذي كان يجلبه التجار المسلمون، إلى جانب الرغبة الملحة للتوصل إلى مقر القس بريستر جون Prester John الذي قيل: إنه أول المبشرين المسيحيين الذين وصلوا إلى القارة الإفريقية، وعاش في مكان ما فيها.
وقد ساعدت التطورات التي أدخلها البرتغاليون على صناعة السفن واستخدام البوصلة في الملاحة البحرية - إلى جانب مهارات هنري الملاح في استخدام المعلومات التي حصل عليها عن بلاد النيجر - ساعدت على تنظيم حملات عبر الشاطئ الشمالي الغربي لإفريقيا، فوصل برتغاليان أرسلهما هنري عام 1419م إلى جزيرة بورتو سانتو Porto Santo إحدى جزر ماديرا، ثم أبحرا إلى جزيرة ماديرا نفسها فأصبحت الجزيرة ملكاً للامبراطورية البرتغالية.
وفي عام 1434 جهز هنري حملة يقودها الملاح جيل إيانس Gil Eanes استطاعت الوصول بعد عدة محاولات مخفقة إلى ريو دي أورو Rio de Oro التي تقع في الصحراء الغربية عام 1436م.
وفي عام 1441م عاد أحد مستكشفي هنري إلى البرتغال ومعه بعض الأفارقة الذين تم أسرهم في إحدى الحملات، فكانوا أول العبيد الذين أحضروا إلى أوربا، ومن هؤلاء استطاع هنري الملاح أن يعرف معلومات عن أرض أبعد إلى الجنوب وفي عمق القارة الإفريقية، فأبحر نونو تريستاو Nuno Tristao إلى أقصى الجنوب حتى وصل إلى الرأس الأبيض على الحدود بين الصحراء الغربية وموريتانيا حالياً، كما وصل دينيز دياز Dinis Dias إلى الرأس الأخضر Cape Verdeعام 1445م. ومع وفاة هنري الملاح كانت السفن البرتغالية قد وصلت إلى شواطئ سيراليون Sierra Leone، وقد مهدت محاولات هنري الملاح الطريق لاستمرار اكتشاف الساحل الإفريقي إلى أن تمكن المكتشفون البرتغاليون من الدوران حول إفريقيا والوصول إلى الهند.
عبد الرؤوف رهبان
مراجع للاستزادة: |
ـ يسري الجوهري، الكشوف الجغرافية دراسة لتاريخ الكشوف الجغرافية وتطور الفكر الجغرافي (دار النهضة العربية، بيروت، 1984).
- التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الواحد والعشرون - رقم الصفحة ضمن المجلد : 681 مشاركة :