خيرت (أبو بكر-)
خيرت (بكر)
Khayrat (Abu Baker-) - Khayrat (Abu Baker-)
خيرت (أبو بكر -)
(1910-1963م)
أبو بكر محمود خيرت مؤلف موسيقي، وعازف بيانو، ومهندس معماري مصري، ولد في القاهرة وتوفي فيها.
نشأ خيرت في بيت محب للفن والثقافة. كان والده محامياً يهوى الفنون التشكيلية والموسيقى، وكانت والدته يونانية. كان بيت الأسرة ملتقى لكبار رجال الفن في عصره، وهكذا عاش خيرت سني طفولته في جو حافل بالموسيقى العربية الأصيلة، واستمع إليها من مشاهير الموسيقيين في ذلك الوقت، مما ترك أكبر الأثر فيه فيما بعد، إذ جاءت مؤلفاته قريبة من وجدان المستمع العربي عامة.
بدأ خيرت دراسة الموسيقى وهو في الخامسة من عمره، فدرس العزف على الكمان، على الطريقة الشرقية على يد الأستاذ التركي أحمد داده، مدة خمس سنوات. ولما بلغ العاشرة من عمره، بدأ دراسة العزف على البيانو، على يد الأستاذ كوستاكي، واستمر يدرس معه مدة عشر سنوات. حصل على بكالوريوس الهندسة المعمارية بامتياز عام 1930، وسافر في بعثة دراسية إلى باريس لاستكمال دراسته في الهندسة، فانتهز الفرصة وواصل دراسة الموسيقى في دروس خاصة، إلى جانب دراسته للهندسة. وبعد أن أنهى دراسته بنجاح عاد إلى مصر عام 1935، ومارس عمله مهندساً معمارياً. وفي الوقت ذاته، استمر في كتابة مؤلفاته الموسيقية. وواصل دراسة العزف على البيانو مع أستاذه القديم كوستاكي.
في عام 1957، دعته وزارة الثقافة في الاتحاد السوڤييتي (السابق) لزيارة موسكو، وأقامت له حفلاً رسمياً عُزِفَت فيه ثلاث من مؤلفاته السمفونية. وفي عام 1958 مثّل خيرت الجمهورية العربية المتحدة في مهرجان الموسيقى العالمي في بوخارست، وعُزِفت سمفونيته «الشعبية».
ينتمي أبو بكر خيرت، فنياً، إلى جيل رواد التأليف الموسيقي في مصر الذي ضم كلاً من يوسف جريس (1899-1961)، وحسن رشيد (1896-1969). وقد عمل الثلاثة على كتابة مؤلفاتهم، في أساليب مختلفة، وفقاً لمواهب ودراسة وشخصية كل منهم.
كان خيرت رائداً في عدة مجالات. فقد كان أول من استخدم ألحاناً شعبية مصرية وسورية (في أثناء زيارته إليها أيام الجمهورية العربية المتحدة) في عمل أوركسترالي «المتتالية الشعبية»، كما أنه أول من كتب مؤلَّفاً عربياً من نوع الحوارية[ر] (الكونشرتو) «كونشرتو البيانو الأول 1944»، وأول من كتب افتتاحية تصويرية «إيزيس»، وأول من أعاد صياغة نماذج من تراث الموسيقى العربية التقليدية للكورال (الجوقة الغنائية) والأوركسترا مثل «إيه العبارة»، و«لما بدا يتثنى»، وكان أول مؤلف موسيقي مصري تسجل أعماله على أسطوانات. كما أنه كان أول عميد للمعهد الموسيقي (الكونسرفاتوار) بالقاهرة، عند إنشائه عام 1959.
إضافة إلى ذلك قام، مهندساً معمارياً، بتصميم مباني أكاديمية الفنون بالهرم، وقد اكتملت كلها في حياته.
كان خيرت أحد أعضاء جيل الرواد الذين درسوا الموسيقى العربية، ثم درسوا علوم التأليف الموسيقي الغربي من دون نماذج يهتدون بها. فكان كل منهم يحاول الوصول إلى الأسلوب الذي يؤمن به ليعبر عن نفسه وعن بيئته باستخدام الأوركسترا السمفونية، أو الكورال، أو الآلات المنفردة، أو مؤلفات من موسيقى الحجرة[ر]، وسار كل منهم في طريقه فجاءت أساليبهم مختلفة.
ومن أبرز مؤلفات خيرت المتنوعة:
ـ مؤلفات للبيانو المنفرد: ست دراسات، و«قصيدة»، و«متتالية شعبية» مصنف (25).
ـ مؤلفات من موسيقى الحجرة: سداسي sextet للفلوت [ر.الناي] وخمس آلات وترية، وسوناتا[ر] sonata للكمان وأوركـسـترا الوتريات، ومتتالية suite لليراعة[ر] (الكلارينيت) والبيانو، وسوناتا للفلوت والبيانو.
ـ مؤلفات أوركسترالية: ثلاث سمفونيات، وافتتاحية «إيزيس» (1956)، ومتتالية شعبية(1958)، و«الافتتاحية الشعبية» (1960) وهي مهداة إلى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وحواريتان للبيانو والأوركسترا.
ـ مؤلفات غنائية: إعادة صياغة موشح «لما بدا يتثنى» للكورال والأوركسترا (1962)، وإعادة صياغة طقطوقة (أغنية خفيفة قصيرة) «إيه العبارة» لسيد درويش[ر] للكورال والأوركسترا، و«ضراعة» للكورال والأوركسترا، و«نظرة واحدة تسعدني» للآلتو (طبقة صوتية رخيمة نسائية) والبيانو، مصنف (28)، و«نسمة الصباح» للكورال والأوركسترا، مصنف (31).
زين نصار
مراجع للاستزادة: |
ـ زين نصار، أبو بكر خيرت (وزارة الثقافة، القاهرة 1995).
ـ سمحة أمين الخولي وآخرون، التأليف الموسيقي المعاصر، الجزء الأول، تاريخ مقروء ومسموع الجيل الأول (وزارة الثقافة، القاهرة 1998).
- التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد التاسع - رقم الصفحة ضمن المجلد : 76 مشاركة :