دفورجاك (انطونين)
Dvorak (Antonin-) - Dvorak (Antonin-)

دفورجاك (أنطونين -)

(1841-1904م)

 

أنطونين دفورجاك Antonin Dvorák مؤلف موسيقي تشيكي (بوهيمي)، ولد في قرية نيلاهوزيف في بوهيمية وتوفي في براغ. تعرف الموسيقى في سن مبكرة في الحانة التي كان يملكها أبوه. ومنذ صغره أتقن العزف على الكمان بمهارة، وشارك فرق الهواة التي كانت تعزف في الحانة في مرافقة الرقص المحلي. التحق دفورجاك بمدرسة تعليم العزف على آلة الأرغن[ر] في براغ، كما درس العزف على آلة الفيولا[ر. الكمان]، ومنح الجائزة الثانية إثر تخرجه عام 1857، وتميز بأنه أقل موهبة في النظريات منها في الأداء والتأليف.

قام دفورجاك بعد تخرجه بإعطاء دروس خصوصية في الموسيقى ليكسب عيشه، إضافة إلى العزف على الفيولا في الحانات ومع الفرق الموسيقية المسرحية التي تحولت مع تصاعد الوعي القومي في بوهيمية إلى نواة الأوركسترا الوطنية، وصار دفورجاك، عام 1962، عازف كمان فيها.

تزوج دفورجاك من آنا سيرماكوفا عام 1873 في الحقبة التي بدأت فيها أعماله تعزف وتعرف في براغ. وكان عطاؤه الفني قد بدأ في عام 1864، حين ألف سمفونيتين، وأوبرا، وقطعاً من موسيقى الحجرة[ر]، وأغنيات عدة لم تسمع في وقتها. وتبدي معظم أعمال تلك الحقبة تأثراً واضحاً بكل من بتهوفن، وشوبرت، امتزج فيما بعد مع تأثيرات أعمال فاغنر، وليست liszt.

قدمت سمفونية دفورجاك الثالثة في 29 آذار عام 1874 بقيادة سميتانا B.Smetana ولم تكن أعمال دفورجاك حتى عام 1873 قد نشرت بأكملها. ففي عام 1875 منحته الحكومة النمسوية جائزة الدولة، ومنحة مالية بفضل كل من الناقد الموسيقي هانسليكE.Hanslik  ت(1825-1904) والمؤلف الموسيقي برامز Brahms الذي يعود إليه الفضل في نشر أعمال دفورجاك خارج بوهيمية.

حظي دفورجاك شهرة واسعة بعد تقديمه عدة مؤلفات موسيقية بارزة منها: «الثنائي المورافي» الذي ألفه عام 1876 لصوتي سوبرانو وكونترآلتو

[ر. الموسيقى]، و«رقصات سلافية» (1878) للبيانو. وفي عام 1884، قام بزيارته الأولى إلى إنكلترة وحققت أعماله فيها نجاحاً وخاصة الغنائية منها. وفي عام 1890، زار موسكو ونال فيها نجاحاً خاصاً بعد أن قدم هناك حفلين نظمهما له صديقه المؤلف الموسيقي الروسي تشايكوفسكي. ومنح في السنة التالية دكتوراه فخرية في الموسيقى من جامعة كمبردج (إنكلترة).

توجه دفورجاك إلى أمريكة بعد قبوله إدارة المعهد الوطني الموسيقي الذي كان قد أنشئ حديثاً في نيويورك عام 1892، وجمع ما بين التدريس والإدارة والتأليف. وتجول كثيراً في سنوات وجوده في أمريكة. ولكنه على الرغم من كل ما هُيئ لديه من دوافع للعمل والتأليف هناك، فإنه افتقد بلاده وعائلته وعاد إلى بوهيمية عام 1895. ومن أهم أعماله التي ألفها هناك سمفونيته التاسعة «من العالم الجديد» (1893).

تمتع دفورجاك بشخصية جذابة، أحب الأشياء البسيطة، وكان عاشقاً للطبيعة، متواضعاً ومتديناً بعمق، وشديد التعلق بعائلته. تميز أسلوبه في التعليم بأنه تجريبيي أكثر منه منهجي.

أما في التأليف، فلم يكن أسلوبه محافظاً ولا متطرفاً. احترم كثيراً الاتباعيين (الكلاسيكيين) من المؤلفين ولكنه اهتم، في الوقت ذاته، بتطورات الموسيقى المعاصرة. ونجح في تأليف موسيقى أعجبت الذين يميلون إلى الأسلوب التقليدي، كما أرضت أذواق الذين يرحبون بالتغيير.

كانت الموسيقى الفولكلورية البوهيمية ثم الأمريكية من أهم التأثيرات عليه. أعجب وتأثر كذلك بموتسارت وهايدن، وكذلك بصديقه المقرب برامز، وكان تأثره أقل بكل من برليوز وشومان ومندلسون وفيبر وفيردي. كذلك أعجب دفورجاك بروح وأسلوب سميتانا الذي كان أول من أدخل العناصر القومية إلى موسيقاه متأثراً بمفاهيم الثورة الفرنسية. لكن دفورجاك لم يتبع خطاه بل طور أسلوباً خاصاً به في سلسلة من الأعمال لاقت شعبية كبيرة مثلها مثل مؤلفات معاصريه من الألمان الكبار.

يكمن السبب في نجاح أعمال دفورجاك في غناها اللحني وتشابكها مع عناصر الموسيقى البوهيمية الحية، والتي كانت سهلة ومحببة بالمقارنة مع الأعمال المعقدة لبعض معاصريه. ونميز هذا الأسلوب بوضوح في «السيريناد» Sérénade لآلات النفخ [ر. الآلات الموسيقية]، و«السداسية» الوترية[ر.الرباعي] op48، و«الرقصات السلافية»، و«الرابسودي السلافية».

تتصف موسيقى دفورجاك بالسلاسة في التقانة، والغنى في اللحن مما أتاح له خلق أعمال متنوعة، كتبها للصيغ الموسيقية كافة. فقد ألف تسع سمفونيات منها سمفونياته الأخيرة ذات السوية الرفيعة. وتعد سمفونيته التاسعة «من العالم الجديد» من أشهرها، تدخل فيها الروح الزنجية والتأثيرات الموسيقية الأخرى التي تعرض لها في أثناء وجوده في أمريكة. ومع ذلك، تبقى هذه الموسيقى بوهيمية في ألحانها. وعلى الرغم من كل ما يقال عن هذه السمفونية فإنها لا تفوق على سمفونيته السادسة (1880)، أو الثامنة (1889).

من بين أشهر الحواريات[ر] (الكونشرتو) الأربع التي كتبها دفورجاك، حوارية التشيلّو (1894-1895).

كذلك تتصف أعمال دفورجاك لموسيقى الحجرة بمستواها الرفيع. فخماسية البيانو مقام لا الكبير (1887 ) هي أحد أهم أعماله في موسيقى الحجرة، وكذلك الرباعيات الوترية رقم العمل 51 (1879)، ورقم العمل 105 (1895). أما السداسية الوترية رقم العمل 48 (1878)، وثلاثية «دومكا» Dumka رقـم العمـل 90 (1891) فإنهما تصنفان أعمالاً رائعة.

حظيت أعماله الغنائية للأصوات المنفردة وللجوقات الغنائية بشهرة كبيرة عند أدائها في البدء، ثم تراجعت، وبقيت stabat mater  عام (1877)، وTe Deum عام (1892) من أهم ما كتبه في الموسيقى الغنائية الدينية.

قدّم دفورجاك عدداً غير قليل من أعمال الأوبرا، من أشهرها «روسالكا» Rusalkaعام (1900). كما كتب قطعاً موسيقية متنوعة للبيانو، ولآلات موسيقية أخرى مختلفة، إضافة إلى أعمال أوركسترالية متنوعة منها خمس قصائد سمفونية، وخمس افتتاحيات.

أبية الحمزاوي 

مراجع للاستزادة:

ـ هوجو لايختنتريت، الموسيقى والحضارة، ترجمة أحمد حمدي (الهيئة المصرية للكتاب، القاهرة 1986).

- Percy A. Scholes, The Oxford Companion to Music, oup (London 1986).


- التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد التاسع - رقم الصفحة ضمن المجلد : 298 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة