logo

logo

logo

logo

logo

دمتريوس (الملك-)

دمتريوس (ملك)

- Démétrrios

 دمتريوس (الملك -)

 

دمتريوس Demetrios اسم مقدوني تسمى به عدد من الملوك الذين حكموا سورية في العصر الهلنستي، وهم بالتسلسل التاريخي:

دمتريوس الملقب بوليوركيتس Poliorketes (نحو ٣٣٦-٢٨٢ ق.م) هو ابن القائد المقدوني أنتيجونوس(الأعور). كان أحد كبار المشاركين في الأحداث والمعارك التي أعقبت موت الإسكندر الأكبر، خاض كثيراً من المعارك الحربية والبحرية، وبنى أضخم السفن وآلات الحصار في عصره، وأظهر براعة فائقة في حصاره الشهير لجزيرة رودوس سنة ٣٠٥ ق.م حتى إنه لقب بقاهر المدن. شارك والده في حكم سورية بعد مؤتمر تريبراديسوس سنة ٣٢٠ ق.م، ثم عينه والده حاكماً عليها، وكلفه قيادة الحرب ضد بطلميوس في مصر، ولكنه هزم في معركة غزة عام ٣١٢ق.م أمام بطلميوس وحليفه سلوقس الذي تمكن على أثرها من استعادة ولاية بابل، ولم تنجح محاولات دمتريوس الحربية لاحقاً في انتزاعها منه.

وقد حقق انتصاراً كبيراً على أسطول بطلميوس في معركة سلاميس البحرية (قبرص) سنة ٣٠٦ق.م، وعلى أثر ذلك تقلد هو ووالده التاج الملكي معلنين أحقيتهما في خلافة الإسكندر المقدوني، وكان ذلك في مدينة أنتيجونية Antigoneia التي أسسها أنتيجونوس في سهل العمق بالقرب من موقع أنطاكية التي خلفتها فيمابعد، والتي نقل إليها الملك سلوقس سكان عاصمة خصمه المدمرة.

خاض مع والده معركة إبسوس Ipsos سنة ٣٠١ ق.م ضد سلوقس وحلفائه، والتي انتهت بهزيمته ومقتل والده، وانهارت مملكتهما في سورية وآسيا الصغرى التي اقتسمها المنتصرون.

استطاع دمتريوس بعد ذلك ترسيخ قدمه في بلاد اليونان بعد أن كان تمَّ القضاء على الأسرة المالكة المقدونية بكاملها ومقتل أم الإسكندر وابنه، وتمّ الاعتراف به ملكاً على مقدونية (٢٩٣-٢٨٩ ق.م) ولكنه كان فاتحاً ومحارباً أكثر منه حاكماً. وقد بدأ يتطلع إلى استعادة ملك أبيه في آسيا الصغرى؛ فانطلق إليها على رأس جيشه لكنه أخفق في تحقيق أهدافه واضطر إلى الاستسلام لصهره الملك سلوقس سنة ٢٨٥ ق.م (وكان سلوقس قد تزوج من ابنته استراتونيكي Stratonike التي أصبحت فيما بعد زوجة ابنه أنطيوخوس). وقد عامله سلوقس معاملة كريمة فوضعه في أحد القصور في مدينة أفامية السورية؛ حيث انغمس في الشراب واللهو والملذات حتى فارق الحياة بعد ثلاث سنوات قضاها في الأسر بعد حياة حافلة بالأحداث والهزائم والانتصارات، وشيع رفاته بموكب جنائزي مهيب إلى مقدونية حيث وري الثرى في مدينة دمترياس التي حملت اسمه.

وقد أفرد له المؤرخ بلوتارخوس ترجمة خاصة في السير المتقابلة لعظماء الإغريق والرومان.

دمتريوس الأول سوتير Demetrios I Soter (نحو ١٩٠-١٥٠ ق.م) هو ابن سلوقس الرابع فيلوباتور ولاوديكي الرابعة، تزوج شقيقته لاوديكي الخامسة وأنجب منها ابنيه دمتريوس الثاني وأنطيوخوس السابع.

أُرسل إلى روما رهينة بموجب شروط معاهدة أفامية (١٨٨ ق.م)، وبعد مقتل أبيه استغل عمه أنطيوخوس الرابع وجوده في الأسر للاستيلاء على العرش السلوقي (١٧٥-١٦٤)، وبعد موت عمه التمس من مجلس الشيوخ الروماني الموافقة على اعتلائه عرش أبيه فلما جوبه بالرفض قرر الهرب وتمكن من الوصول إلى سورية، حيث تسلم عرش المملكة السلوقية (١٦٢ ق.م) وتخلص من ابن عمه الصغير الملك أنطيوخوس الخامس ومساعديه، ثم تمكن من التغلب على والي ميديا الثائر تيمارخوس Timarchos وقتله ١٦٠ ق.م، والذي كان قد أعلن نفسه ملكاً، وهكذا استعاد بلاد الرافدين، وأطلق عليه لقب المنقذ أو المخلص.

كما اشتهر بانتصاره على المكابيِّين في فلسطين، وقتل قائدهم يهوذا المكابي سنة ١٦٠ ق.م، وبذلك استعادت المملكة السلوقية بعضاً من قوتها ووحدتها، وهو مالم ينظر إليه الرومان بعين الرضا، فقرروا الاطاحة به، وساندوا ألكسندر بالاس Alexander Balas الذي ادعى أنه ابن أنطيوخوس الرابع، والذي جاء على رأس قوة من المرتزقة - بدعم من ملك برغامة - نزلت في مدينة عكا، حيث دعمته قوات بطلمية ويهودية. ومع أن دمتريوس حقّق بعض الانتصارات إلا أنه هزم بعد ذلك وسقط صريعاً في آخر معاركه عام ١٥٠ ق.م بعد أن تخلى عنه سكان أنطاكية، وهكذا فقد تضافرت العوامل الخارجية والداخلية للنيل منه والإطاحة به.

دمتريوس الثاني نيكاتور Demetrios II Nikator (المنتصر) :

كان أكبر أبناء دمتريوس الأول سوتير وزوجته لاوديكي، حكم المملكة السلوقية على فترتين يفصل بينهما سنوات أسره لدى البارثيِّين الأولى (١٤٧-١٣٨ ق.م) والثانية (١٢٩-١٢٥ ق.م).

هرب وهو فتى إلى جزيرة كريت بعد مقتل والده وأمه وأخيه الأكبر عندما اغتصب الكسندر بالاس العرش السلوقي، وعاد إلى سورية سنة ١٤٨ ق.م عن طريق كيليكيا على رأس قوة من المرتزقة الكريتيِّين، وحظي بدعم من ملك مصر بطلميوس السادس الذي كان على خلاف مع صهره ألكسندر بالاس فطلق ابنته كليوباترة ثيا Kleopatra Thea وزوجها لدمتريوس الذي لم يلق قبولاً من سكان أنطاكية بسبب تصرفات المرتزقة الكريتيِّين، وعرضوا التاج السلوقي على بطلميوس السادس فرفضه لأنه كان يعرف أن روما لن توافق على توحيد المملكتين البطلمية والسلوقية تحت تاج واحد مثلما فعلت مع أنطيوخوس الرابع سنة ١٦٨ ق.م. وقد مات بعد سنة واحدة على أثر معركة دارت بينه وبين ألكسندر بالاس الذي لقي حتفه أيضاً، وهكذا انفرد دمتريوس بحكم المملكة منذ سنة ١٤٦ ق.م.

ولكن أعمال السلب والنهب التي قام بها المرتزقة الكريتيون في العاصمة تسببت في ثورة الأنطاكيين التي أدت إلى حدوث مذبحة كبيرة بين السكان، ولاسيما بعد أن استعان دمتريوس بقوات يهودية أرسلها يوناثان المكابي, والذين نكلوا بأهالي أنطاكية شر تنكيل.

استغل قائد الجيش السلوقي في أفامية المدعو ديودوتيس Diodotes هذه الأحداث وأعلن تنصيب ابن ألكسندر بالاس ملكاً باسم أنطيوخوس السادس ١٤٤ ق.م، وهزم جيش دمتريوس الذي التجأ إلى مدينة سلوقية؛ فدخل ديودوتيس أنطاكية، وما لبث أن أعلن نفسه ملكاً باسم تروفون Tryphon سنة ١٤٢ ق.م، وهكذا انقسمت المملكة فدانت سورية الداخلية للملك الجديد، وبقيت سورية الساحلية وماوراء الفرات تحت حكم دمتريوس.

أما دمتريوس الذي بلغ العشرين من عمره فقد جهز حملة عسكرية ضد البارثيِّين ١٣٨ ق.م؛ ولكنها انتهت بهزيمته وأسره على يد الملك الفرثي ميثريداتس الذي أكرمه وزوجه من ابنته، وأبقاه عنده ليستخدمه وقت الحاجة.

وفي أثناء ذلك ظهر على الساحة السياسية أنطيوخوس السابع الذي تزوج من كليوباترة ثيا زوجة شقيقه الأسير دمتريوس، والذي تمكن من التغلب على تروفون وتوحيد المملكة تحت سلطته، ثم انطلق على رأس جيش كبير ضد البارثيِّين ١٣٠-١٢٩ق.م، ولكنه هزم وقتل على أيديهم، وكانوا قد أطلقوا سراح دمتريوس الثاني ١٢٩ ق.م الذي عاد إلى أنطاكية ليبدأ فترة حكمه الثانية، ولكنه لم يكن موضع ترحيب من سكانها. وقد أخفق في حملته على مصر وبرز له منافس على العرش في شخص زوجته كليوباترة التي اعتصمت في عكا، كما ظهر له في شخص إسكندر زابيناس منافس جديد يدعمه ملك مصر بطلميوس الثامن. وبدأ الصراع بين هذه الأطراف، وعلى الرغم من استماتة دمتريوس في الدفاع عن عرشه فقد هزم على أبواب مدينة دمشق فهرب إلى عكا ولكن زوجته السابقة كليوباترة أوصدت أبوابها دونه، وكذلك مدينة صور فحاول الفرار ولكنه لقي حتفه سنة ١٢٥ ق.م. بموته اختفى آخر ملك سلوقي مقتدر وبدأت الصراعات بين أبنائه وأبناء أخيه أنطيوخوس السابع مع أنهم كانوا إخوة من أم واحدة هي كليوباترة ثيا.

دمتريوس الثالث أوكاريوس Demetrios III Eukarios (المحظوظ)

هو أحد أبناء أنطيوخوس الثامن غريبوس وحفيد دمتريوس الثاني، سعى بعد موت أبيه إلى أن يكون له نصيب في عرش أجداده فاستعان بالملك بطلميوس الثامن حاكم جزيرة قبرص الذي أمده بقوات مكنته من بسط سيطرته على سورية الجنوبية، واتخذ من دمشق عاصمة له (٩٥-٨٨ق.م)، وهكذا اقتسم حكم سورية مع أخويه الحاكمين في أنطاكية وكيليكيا.

من أهم أعماله أنه أطلق اسمه على مدينة دمشق التي أصبحت تعرف باسم دمترياس Demetrias ، ولعل ذلك ارتبط بإنشاء حي جديد في المدينة ومنحها لقب بوليس Polis. وقد أصدر فيها مجموعة من النقود التي اتخذها فيما بعد ملك الأنباط الحارث الثالث نموذجاً للنقود التي سكها في دمشق. وثمة عدة فرضيات حول الآثار المتبقية من الحي الإغريقي، ومنها فرضية جان سوفاجيه J.Sauvagetالذي يرى أنّ الحي الإغريقي الجديد كان يقع شرقي المستوطنة الآرامية الواقعة في ثنايا تل السماكة (تل النجارين). أما دوروتيه زاك Dorotheé Sack فإنها ترى أن المستوطنة الإغريقية كانت محصورة بين نهر بردى وشارع القيمرية الحالي، وأن الأغورا واقعة شرقي المعبد الآرامي.

كذلك قاد حملة ضد الملك الحشموني يانايوس وهزمه في معركة قرب شكيم؛ لكنه كان يطمح إلى حكم سورية بأجمعها فدخل في صراع مع أخيه فيليب Philippos وقام بمهاجمته في أثناء زيارته لصديقه استراتون حاكم حلب التي حاصرها دمتريوس؛ فاستنجد المحاصرون بأحد أمراء العرب المدعو عزيز وبحاكم بلاد الرافدين البارثي، وتمّ فك الحصار والتغلب على دمتريوس الذي اقتيد أسيراً إلى البلاط البارثي (٨٨ ق.م)، حيث عاش معززاً مكرماً وانقطعت أخباره.

محمد الزين

مراجع للاستزادة:

- Maurice Sartre, D’Alexandre à Zénobie (Fayard – Paris 2001).

- Ed. Will, Histoire politique du monde hellénistique, 2e Edition (Nancy 1982).

- C.Wehrli, Antigone et Demetrios 1968.


التصنيف : آثار كلاسيكية
المجلد: المجلد السابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1041
الكل : 58491859
اليوم : 64373