logo

logo

logo

logo

logo

الحمة (حمامات-)

حمه (حمامات)

-

 الحَمَّة

 الحَمَّة (حمامات -)

 

 

الحمّة Al-Hammah مجموعة ينابيع مياه كبريتية حارة تقع على الضفة اليمنى لوادي اليرموك على بعد نحو اثني عشر كيلو متراً جنوب شرقي بحيرة طبرية، وعلى بعد نحو ثلاثة كيلومترات شمال غربي جَدَرة (أم قيس حالياً في الأردن) . ينخفض الموقع عن مستوى سطح البحر نحو ١٦٠ م، وتبلغ مساحة الموقع نحو سبعة وخمسين هكتاراً، بُني على شريطٍ ضيق من الأرض في وادي اليرموك.

تتألف المجموعة من ثلاثة ينابيع، هي عين المقلى وعين البلسم وحمة الريح . وإلى جانبها ينابيع مياه عذبة، أشهرها عين السخنة وعين بولص التي سميت نسبة إلى بولص الرسول. عرف عرب الجاهلية الحمة باسم «حمة الشام»، وذكرها الجغرافي أبو عبدالله المقدسي (القرن الرابع الهجري/القرن العاشر الميلادي) في كتابه «أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم» بقوله: «إذا أُصيب أحد بجرب أو ناسور أو غير ذلك، واغتسل في مياهها ثلاثة أيام؛ فإنه يشفى».

في العام ١٨٧٥م زار الحَمَّة الرحالة الفرنسي يكتور غويران V. Guerin، وأصبحت في العام ١٩٠٥م محطة على سكة الحديد التي تربط حيفا بالخط الحديدي الحجازي.

استوطن الموقع منذ بداية الألف الثاني قبل الميلاد. بيد أن ذكره في المصادر المكتوبة تأخر إلى القرن الأول قبل الميلاد؛ إذ ذكره المؤرخ والجغرافي الإغريقي استرابون (٦٤ق. م - ٢١م). بُدئ ببناء مجمع معماري فيه في القرن الثاني الميلادي من قبل الفيلق الروماني العاشر الذي كان مرابطاً في مدينة جَدَرة التي كانت قد ازدهرت في العصر الهلنستي؛ القريبة منه والتي نُسبت إليها حمة جَدَرة. واشتُهرت في العصرين الروماني والبيزنطي باسم إمَّاتا Immatha؛ إذ تحولت إلى مركزٍ للاستشفاء والعلاج من الأمراض. ضربتها هزة أرضية في العام ٦٦٣ م، ثم أخرى في القرن التاسع الميلادي.

تعود معظم آثار الحمّة إلى العصرين الروماني والبيزنطي، ومن أهمها مسرح بُني في القرن الثالث الميلادي على مرتفع صغير من الحجر يتألف من منصة ومن خمسة عشر صفاً من المقاعد ارتفاع الواحد منها ٤٥سم، على شكل نصف دائرة قطرها ٣٠م، يتسع لنحو ألفي شخص ، ومن مجمع حمامات يتألف من سبع برك للسباحة والاستشفاء بُنيت في القرن الثاني الميلادي، ومن مدافن وأعمدة ذات تيجان . ثمّة في مجمع الحمامات عدة قاعات، أبعاد أكبرها ٢٢.٦ ×١٠.٥م، فيها صفان من الأعمدة الحجرية وتعلوها التيجان. سميت هذه القاعة «قاعة الزخارف»؛ لأن أرضيتها وجدرانها زُينت بالرخام والمرمر والزخارف المختلفة. وهناك قاعة أخرى سميت «قاعة الكتابات» حيث عُثر فيها على خمسة وثلاثين نقشاً إغريقياً وأربعة نقوش آرامية دونت فيها أسماء أشخاص للذكرى . وهناك قاعة ثالثة سميت «قاعة النوافير» لوجود ٣٢ نافورة فيها.

وتم العثور في الموقع على بعض التماثيل الحجرية، منها تمثال لإله الطب عند الإغريق سكولابيوس، وعلى بقايا كنيسة وصلبان حجرية؛ وعلى كنيس يهودي من القرن الخامس الميلادي (العصر البيزنطي) .

أما الآثار الإسلامية فهي قليلة، ويعود معظمها إلى العصر الأموي، وتتألف من بعض الغرف والقاعات المزينة أرضيتها وجدرانها بالفسيفساء، إضافة إلى جامع ما يزال قائماً حتى الآن.

وعلى مقربة منها بعض المواقع الأثرية الصغيرة مثل خربة الدوير وخربة «أبو كبير» و»أبو النمل» .

احتل العدو الصهيوني جزءاً من الحمة عام ١٩٤٨م. وأكمل احتلالها بالكامل في العام ١٩٦٧م، وحوَّلها في العام ١٩٩٣م إلى منتجع ٍ صحي، وأنشأ فيها مزرعة لتربية التماسيح وبعض الطيور النادرة.

إحدى برك السباحة بقايا المسرح

عيد مرعي

 

 

مراجع للاستزادة:

-W.Khalidi, All That Remains: The Palestinian Villages occupied and Depopulated by Israel in 1948, Washington D.C. 1992.

-Y.Hirsch, The History and Town Plan of Hammat Gader, in Zeitschrift des Palästina-Vereins 103(1987), P. 101-116.


التصنيف : آثار كلاسيكية
المجلد: المجلد السادس
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1050
الكل : 58491412
اليوم : 63926