الخشابية (التربة-)

أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي

الخشابية (التربة-)

خشابيه (تربه)

-

¢ الخشابية

¢ الخشابية (تربة -)

تقع في مدينة حلب القديمة في الجلوم الكبرى، في محلة داخل باب قنسرين، في زقاق أبي الدرجين (الشهير بزقاق المسبح). منطقة عقارية (8).

المسقط الأفقي

أنشأ التربة الحسن بن الخشاب في العصر الأيوبي سنة 633هـ/1235م، ولم يبق من آثارها سوى جدارها الخارجي الشرقي، وفيه حجر قديم على ارتفاع 2,80م بقياس (87×70سم) ربما يكون قد نُقل من مدخل التربة السابق، كتب عليه نص مكوّن من ستة أسطر جاء فيها:

1 - «بسم الله الرحمن الرحيم» «إنما وليكم الله ورسوله

2 - والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون

3 - الزكاة وهم راكعون». جدد عمارة هذه التربة

4 - المعروفة ببني الخشاب تغمد الله ساكنيها بالرحمة

5 - الفقير إلى (رحمة) الله الحسن (بن ابراهيم بن سعيد)

6 - بن الخشاب في شهور سنة ثلاث وثلاثين وستمائة»

الموقع العام للتربة

وفي سنة 931هـ/1524م أعاد بناءها أحد السادة القادرية، وقد كانت خربة ومهجورة ومغلقة الباب منذ سنين فجعل سقفها قبة واحدة كبيرة وجعل محرابها مضلعاً. ثم جددها سنة 1317هـ/1899م الشيخ مصطفى بن الشيخ إبراهيم الهلالي الدارعزاني القادري الخلوتي وجمع ما صرفه على عمارتها من أهل الخير، وصار يقيم فيها الذكر مساء كل يوم جمعة، بعدما كان يقيمه في المسجد الأصفر.

وفوق المدخل نص يعود إلى تلك الفترة جاء فيه:

1 - بركات باز الله قطب الأوليا

عمت فأحيت دارس الآثار

2 - ربيع أول

3 - من ذاك زاوية الهلالي إذ غدت

بعد اندراس موطن الأبرار

4 - 1317

5 - وسمت تناديهم بتاريخ زها

فادنوا هنا الإفلاح بالأذكار

ويذكر أنها كانت فسحة سماوية في شرقيها رواق فيه قبران وفي جنوبيها شبه قبلية، وتحوي ثلاثة محلات للسكن وبئر ماء ودرجاً حجرياً، وهي معطلة مشرفة على الخراب يسكنها بعض الفقراء وجيرانها متجاوزون عليها.

أُعيد بناء التربة بإشراف مديرية الأوقاف الإسلامية؛ فأصبح القسم الحديث يتألف من طابقين يضم دكاكين ومكاتب في أطراف الباحة الثلاثة عدا الجدار الشرقـي؛ فقد تم الحفاظ عليه، وهو يضم النصّين التأريخيّين سابقي الذكر. كما جرى الحفاظ على قبلية الزاوية في جنوبي المبنى الحديث وفتح لها باب خاص بها إلى الشارع.


جزء من الواجهة الخارجية	النص التأريخي

القبليــة مربعة الشكل، تعلوها قبة كبيرة على الطراز العثماني فوق رقبة أسطوانية تضم ثماني عشرة نافذة تعلو كلاً منها قوس حدوة حصان مدبب ذات المراكز الأربعة، والانتقال من الشكل المربع إلى الدائري للرقبة يتم بالمثلثات الكروية الكبيرة.

يضم الجدار الجنوبي محراباً مضلعاً (نصف اثني عشري) من الحجر الأصفر، تضم حنيته مقرنصات من طبقتين تنتهي بنصف قبة مفصصة، وتتقدمها قوس مفصصة يأخذ شكلها من المقرنصات ونصف القبة، أمامها قوس مدببة. يعلو المحراب تجويف تحده قوس كبيرة مدببة ويضم نافذة كبيرة تعلوها قوس مجزوءة منبطحة.

يضم الجدار الغربي ثلاثة تجاويف تحد كلاً منها قوس مدببة، أنشئ في التجويف الشمالي ميضأة، وللتجويفين الآخرين واجهة خشبية تضم بابين لخلوتين معدتين للاعتكاف، وفوق القوس الوسطى تجويف يشبه السدة يضم نافذة كبيرة تعلوها قوس مزدوجة؛ الخارجية مثلثية والداخلية مجزوءة. وتسقف خلوات الاعتكاف قبوات مهدية متطاولة، وهناك درج يؤدي إلى هذه السدة التي ربما كانت خلوة للاعتكاف أو مكاناً لجلوس النساء في أثناء الاحتفالات. وفي الجدار الشمالي ثلاث فتحات تعلو كلاً منها قوس مجزوءة منبطحة أوسطها هي الكبرى، وهي الباب الأصلي الذي كان يربط القبلية بالباحة ويقابل المحراب، وتؤدي الفتحة الأخيرة في اتجاه الغرب إلى حمام ملحق بالمسجد. ويضم الجدار الشرقي قوسين كبيرتين تحدان تجويفين يتقدم كلاً منهما حاجز خشبي يضم باباً يؤدي إلى خلوة للاعتكاف، وقد فُتح في التجويف الشمالي منهما المدخل الحديث للمسجد.


القسم الحديث من التربة	المدخل

الواجهـة الشرقيـة– الخارجيـة هي من بقايا العصر الأيوبي، بنيت بالحجارة الكبيرة في الأسفل تصغر كلما صعدنا إلى الأعلى، وتخللها بعض الحجارة البارزة. وتتألف الواجهة بدءاً من الشمال من نافذة تعلوها قوس مجزوءة ومغطاة بشبكات معدنية، يليها باب المدخل، وهو كبير بُني ضمن إطار بارز قليلاً من الحجر المنحوت يعلوه إفريز بسيط، تعلو الباب قوس كبيرة مجزوءة تعلوها لوحة تضم نصاً يعود إلى العصر العثماني (سبق ذكره). ويلي الباب نافذة أخرى تعلوها قوس مجزوءة ثم جدار يضم لوحة تعود إلى أصل البناء الأيوبي، نُقش فيها النص المذكور سابقاً.

لمياء جاسر

مراجع للاستزادة:

- لمياء جاسر، دور المتصوفة في مدينة حلب (حلب ٢٠٠٨م).

- محمد أسعد طلس، الآثار الإسلامية والتاريخية في حلب (مديرية الآثار العامة، ١٩٦٥م).

- محمد كامل الغزي، نهر الذهب في تاريخ حلب (دار القلم، حلب ١٩٩١م).

- نجوى عثمان، دراسة نقائش العهد العثماني في محافظة حلب، برنامج التعاون الإقليمي السوري التركي 2010م، مديرية أوقاف حلب، المكتبة الوقفية.