logo

logo

logo

logo

logo

الخيضرية (دار القرآن-)

خيضريه (دار قران)

-

 الخيضرية

الخيضرية (دار القرآن -)

 

تقع دار القرآن الخيضرية في مدينة دمشق القديمة ضمن السور، في منطقة شاغور جواني (القصاعين)، قبلي جامع القلعي، وتطلّ واجهتها الغربية على جادة الخضيرية (الخيضرية) المتفرّعة جنوباً من سوق الصوف. وهي مشيّدة مملوكية، أنشأها الأمير العالي المولوي قاضي القضاة قطب الدين أبو الخير محمد الخيضري الدمشقي الشافعي الحافظ، وأوقف عليها أوقافاً دارّة. وُلّي تدريس دار الحديث الأشرفية ووكالة بيت المال وكتابة السرّ وقضاء الشافعية، وله مؤلفات متعددة في النحو والفقه. توفي سنة ٨٩٤ هـ/١٤٨٨م، ودُفن بتربته في القاهرة.

 
 

لدار القرآن الخيضرية واجهة غربية مبنية من مداميك الحجر الأبلق (الكلسي المزّي والبازلتي الأسود) في قسمها السفلي، يؤطّرها شريط حجري مستمر من المقرنصات يرتفع فوق عقد المدخل ثم ينخفض بعد تجاوزه، ثم تغطّي اللياسة قسمها العلوي الذي يحوي شباكين مستطيلين عن يمين المدخل ويساره. وأما القسم السفلي فهو يحتوي في طرفه الجنوبي على شباكين مستطيلين مغطَّيين بمصبّعات معدنية، وعلى شباك صغير حلّ مكان السقاية في طرفه الشمالي إلى يسار المدخل المعقود بعقد مرتفع ومدبب من الحجر الأبلق، والذي يحوي في وسطه باباً خشبياً ذا مصراعين له ساكف حجري مستقيم، يعلوه شريط حجري أبلق مزرّر، تعلوه لوحة مربعة مزينة بزخارف نباتية وإطار زخرفي هندسي، يمتدّ أعلاها أيضاً شريطٌ أبلق مزرّر.

 
 

يفتح الباب على دهليز قصير يؤدي في نهايته إلى باب شمالي يفضي إلى غرفة تحوي درجاً خشبياً يؤدي إلى حجرة علوية فوق المدخل والميضأة الغربية المستحدثة، ويؤدي الدهليز أيضاً عبر ممر منكسر نحو الجنوب إلى الصحن شبه المربع (٥.٩٠×٥.١٠م) والمغطّى بسقف خشبي تقليدي، وتتوسّط أرضيته الرخامية الملونة بركة مياه الميضأة المربعة ذات النافورة وزوايا داخلية مشطوفة، يجري الماء إليها من نهر القنوات. والصحن مفتوح بكامله على الجهة الجنوبية عبر عقد حجري أبلق مدبب ومرتفع على قاعة الصلاة (المصلى). وقاعة الصلاة ذات مسقط مستطيل (٨.١٥×٤.٦٠م)، مغطّاة بسقف خشبي، ويقع المحراب في واجهتها الجنوبية على محور العقد والبركة، وهو حنية ذات مسقط نصف دائري تكتنف سويريتين أسطوانيتين ذواتي تاجين مقرنصين. ويحيط بحنية المحراب واجهة حجرية بلقاء يؤطرها إطار حجري بسيط، ويعلو المحراب لوحة ضخمة ذات زخارف رخامية هندسية ملونة، يحيط بها إطار زخرفي نباتي، تعلوها بالتالي لوحة حجرية نُقشت عليها بخط بديع الآية الكريمة ١٨ من سورة التوبة:

«أعوذ بالله من الشيطان الرجيم... بسم الله الرحمن الرحيم... إنما يعْمُرُ مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين».

  المدخل

وفي النهاية العلوية للواجهة فوق المحراب؛ شباك خشبي وزجاجي عريض. وإلى يمين المحراب ويساره لوحتان رخاميتان متماثلتان ذواتا زخارف هندسية ملونة، وفي نهاية الواجهة القبلية من جهة الغرب خزانة جدارية ذات إطار حجري يعلوها شريط حجري أبلق مزرر، تتوّجه لوحة كتابية ذات إطار نباتي جميل. وأما الواجهة الغربية لقاعة الصلاة فهي تحتوي على شباكين مستطيلين خشبيَّين بعقد وتري ينصّفهما خزانة جدارية مماثلة للقبلية. وأما الواجهة الشرقية فهي تحتوي على لوحات رخامية ملونة ينصّفها شباك خشبي مستطيل يعلوه شريط مزرّر ولوحة كتابية مماثلة.

وواجهة الصحن الغربية متناظرة ومتماثلة، ينصّفها مدخل معقود بعقد نصف دائري يؤدي إلى الميضأة ذات المسقط المستطيل، ويحفّ المدخل عن اليمين واليسار خزانتان جداريتان مستطيلتان يعلوهما شريط زخرفي أبلق مزرّر، ويعلوهما شباكان مستطيلان مغطّيان بالمصّبعات المعدنية ينصّفهما شباك علوي مماثل يعلوه شباك مستطيل خشبي زجاجي.

وأما واجهة الصحن الشرقية فإنها تماثل الواجهة الغربية، غير أن أعلاها يحتوي على ثلاثة شبابيك وأن المدخل الذي ينصّفها له باب خشبي ذو مصراعين يفتح على قاعة كبيرة كانت حجرتين فأُزيل الجدار الفاصل بينهما. ولهذه القاعة ثلاث خزائن جدارية متناظرة في واجهتها الجنوبية، وشباك غربي يطلّ على قاعة الصلاة.

 

والصحن مفتوح أيضاً في واجهته الشمالية المتناظرة على إيوانٍ لطيفٍ عبر عقد حجري أبلق مرتفع يرتكز على نصفي تاجين مقرنصين، يُصعد إليه بمرقاتين، وهو مغطى بسقف خشبي. وفي صدر الإيوان ثلاث فتحات مستطيلة متناظرة: الوسطى شباك يطلّ على غرفة شمالية صغيرة، وإلى يمينها باب ذو مصراعين يفتح على الغرفة نفسها، وإلى يسارها خزانة جدارية. ويعلو جميع الفتحات الثلاث شريطان حجريان مزرران أبلقان ينصّفهما شريط حجري نُقش عليه نصّ كتابيّ تأريخي بديع، ذكره بدران كالآتي:

«بحمد الله تعالى اللطيف، أنشأ هذه المدرسة المباركة على الفقراء المتعلمين للقرآن العظيم، الفقير قاضي القضاة قطب الدين الخيضري خادم السنة النبوية إرضاء لله تعالى سنة ثمان وسبعين وثمانمائة».

 

ويعلو الأشرطة الثلاثة صفّ من المقرنصات الحجرية، ينصّف أعلاها شباك خشبي مستطيل. وإلى يمين الإيوان مدخل له باب خشبي ذو مصراعين يعلوه شريط مزرّر أبلق يؤدي إلى المطهرة المحتوية على أربعة بيوت خلاء، وإلى يسار الإيوان مدخل مماثل يفتح على الدهليز.

جمال كبريت

 

مراجع للاستزادة:

- عبد القادر النعيمي، دور القرآن في دمشق، تحقيق صلاح الدين المنجد (دار الكتاب الجديد، بيروت ١٩٨٢م).

- عبد القادر النعيمي، الدارس في تاريخ المدارس (مطبعة الترقي، دمشق ١٩٥١م).

- عبد القادر بدران، منادمة الأطلال ومسامرة الخيال (المكتب الإسلامي للطباعة والنشر، دمشق ١٩٦٠م).

- يوسف بن عبد الهادي، ثمار المقاصد في ذكر المساجد، الذيل لأسعد طلس (مكتبة لبنان، بيروت ١٩٧٥م).


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد السادس
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1052
الكل : 58492113
اليوم : 64627