logo

logo

logo

logo

logo

الحميدية (تل-)

حميديه (تل)

al-Hamidya (Tell-) - al-Hamidya (Tell-)

 الحميدي

 الحميدي (تل -)

 

يقع تل الحميدي أو الحميدية Tell al-Hamidya في محافظة الحسكة، ويبعد عن مركز المدينة نحو 65 كم باتجاه الشمال الشرقي، كما يبعد 32كم عن مدينة القامشلي باتجاه الجنوب، على الضفة اليسرى لمجرى نهر جغجغ، بجوار قرية الحميدي التابعة لناحية بئر الحلو.

وتأتي أهمية الموقع من وقوعه على طرق التجارة القديمة، وأهمها الطريق الذي يصل بين بلاد آشور وحران والبحر المتوسط، والطريق الآخر الذي يصل بين منطقة الخابور الأسفل والفرات وبين الهضبة الأرمينية شمالاً.

 

تقدر مساحة مرتفع تل الحميدية بـ 17,6 هكتاراً، يرتفع نحو 14متراً عن الأرض المحيطة، و391م عن سطح البحر، ووصلت مساحة كامل المدينة نحو 24,5هكتاراً، وكان المصدر المائي لهذه المدينة الكبيرة نهر جغجغ. تنطلق من المدينة عدة طرق: يقود أحدها (من جهة الجنوب الغربي) إلى كاخات (تل بري)، ويقود الثاني (من الجنوب الشرقي) إلى كلّاخبرا (تل بردا) وكابيتوم (تل بصبص)، ويؤدي الثالث (من الشرق) إلى إيلان صورا (تل فرفرة)، في حين يؤدي الرابع (من الشمال الشرقي) إلى خازيكّانوم (تل المشرفة) وشُبّاط إنليل (تل ليلان).

نقبت في الموقع بعثة سويسرية من جامعة بيرن بإدارة ماركوس ويفلر Markus Wäfler بين سنتي 1984م و 2011م. وقد أظهرت الأعمال أن استيطان الموقع استمر من نهاية الألف الرابع حتى العصر العباسي.

عثر في أقدم طبقة على لقى معاصرة لحضارة الوركاء في جنوبي بلاد الرافدين. تلتها طبقة من عصر البرونز القديم الأول (فترة نينوى V)، وهي تواكب عصر السلالات الباكرة الأولى (نحو 2900 ق.م). ثم طبقة العصر الأكادي (نحو2200 ق.م)، فطبقة عصر البرونز الوسيط، (العصر البابلي القديم). ثم طبقة تعود إلى العصر البرونزي المتأخر (الفترة الميتانية – والآشورية الوسيطة)، فطبقة العصر الحديدي (الفترة الآشورية الحديثة، وبداية نشوء الممالك الآرامية). وثمة طبقات أثرية تعود إلى العصر الهلنستي - البارثي، والعصر الروماني، وأخيراً العصر الإسلامي (العباسي).

تم الكشف في طبقة العصر الأكادي عن جدار مبني من اللبن، وقناة مياه مبنية من الآجر المشوي، ومجموعة من الأواني الفخارية؛ علاوة على سبع طبعات أختام يحمل أحدها صورة رجل يصارع أسداً إلى جانب نقش مسماري يحمل اسم إيلي لو.

تل الحميدي

 

أما أهم طبقة في الموقع فهي تلك العائدة إلى العصر البرونزي المتأخر(الفترة الميتانية)؛ إذ عرف تل الحميدية أوج ازدهاره خلال هذه المرحلة، وأثبتت النصوص المسمارية المكتشفة أنه كان يضم في طياته مدينة تائيدو Taidu، التي جاء ذكرها في نصوص إيبلا، وكانت معروفة خلال العصر البابلي القديم، وأصبحت من أهم المدن والمراكز الإدارية الميتانية خلال العصر البرونزي المتأخر. وقد وصفها أدد- نِراري الأول على أنها عاصمة مملكة (خاني جلبات)، وعاصمة الملك شاتورا الثاني، ويعتقد أنها أصبحت العاصمة الميتانية بعد أن دمر شوبيلو ليوما الأول العاصمة (واشوكاني). وبعد احتلال أدد - نراري الأول لهذه المدينة أصبحت مركز ولاية، مثلها في ذلك مثل توشخان، واستمرت على هذه الحال حتى عهد تجلات - بلاصر الأول[ر]. أما في عهد آشور ناصر بال[ر] الثاني؛ فقد كانت إحدى أهم أربع مدن في حوض دجلة الأعلى.

توسعت المدينة خلال الفترة الميتانية حتى بلغت مساحتها 24,5 هكتاراً، وأحيطت بسور ضخم شبه بيضوي، وصل ارتفاعه إلى 5,5م، وعرضه 21م، وبنيت العمائر في وسط المدينة حيث تم الكشف عن قصرين وأحد الأبنية.

التنقيبات الأثرية تل الحميدي

 

-القصر المركزي: وهو بناء ضخم بلغت مساحته نحو 38.600 م2، وهو أكبر من قصر زمري– لِم في ماري، وتعادل مساحته أربعة أضعاف مساحة القصر الميتاني في نوزي؛ وعشرين ضعفاً من مساحة القصر الميتاني في تل براك. ومخططه الأفقي متأثر بنموذج الزيقورة الرافدية على شكل مصاطب، وصل ارتفاعها نحو 30 متراً. يتكون من أربع مصاطب، لها ثلاثة أدراج، أهمها الجنوبي الذي يُعدّ المدخل الرئيسي للقصر. وقد احتاج بناء هذه المصاطب إلى جهد نحو ألف عامل مدّة عشر سنوات لإنجاز البناء الذي بلغت تكلفته نحو طن من الفضة، وهذا يبرز حجم العمل الكبير والهيبة القوية التي أعطاها القصر للمدينة حينها.

وأعيد استخدام هذا القصر في الفترة الآشورية الوسيطة، فالمتأخرة في عهد الملك شلمنصّر الثالث، ثم هجر نهائياً. ونشأت على الجانب الشرقي للدرج الجنوبي مستوطنة متواضعة. كما عثر على مجموعة مدافن تعود إلى الفترة الآشورية الحديثة المتأخرة.

-القصر الثاني: يقع في الجهة الجنوبية الغربية من القصر المركزي، وقد شُيِّد قبله، وبلغت مساحته ١٤.٥٠٠ م٢، ويرجح أنه استخدم مقراً مؤقتاً للملك ريثما يتم الانتهاء من بناء القصر المركزي الذي استغرق وقتاً طويلاً لبنائه، في حين استغرق بناء هذا القصر سنة ونصف السنة كما يعتقد ويفلر، وما كشف عنه من هذا البناء غير كافٍ ليوضح المخطط الذي كان عليه؛ نظراً لوجود أبنية ومقبرة حديثة عاقت الكشف عنه.

قدم بشرية من الطين

 

وإلى الشرق من القصر تم التعرف إلى مبنى، يعتقد أنه معبد، وهو مؤلف من كتلتين متوازيتين بطول١٧٠م، يفصل بينهما طريق مرصوف.

عثر في تل الحميدية على مجموعة من الأختام النادرة؛ وعلى أشكال لأقدام بشرية مصنوعة من الطين تعود إلى الفترة الميتانية. كما عثر على مجموعة مدافن من العصر الآشوري المتأخر؛ علاوة على نصوص مسمارية تمثل كتابات تأسيسية لكل من الملك تيكولتي- نينورتا الثاني، وشلمنصر الثالث، وثمة أختام أسطوانية وبعض اللقى الأخرى.

توضعت فوق الطبقة الآشورية الحديثة عدة طبقات تعود إلى الفترة الهلنستية – البارثية – الساسانية (القرنين الثالث والثاني ق.م)، ضمت مجموعات من البيوت الطينية. ومن العصر الروماني عثر على قطع نقدية يعود تاريخها إلى سنة (٣٣٧-٣٤١م). وهُجر الموقع بعد ذلك لفترة زمنية تقدر بخمسمئة عام، ثم أعيد استيطان المدينة العليا خلال العصر العباسي.

أحمد فرزت طرقجي

 

مراجع للاستزادة:

- عبد المسيح بغدو، مائة وخمسون عاماً من البحث الأثري في الجزيرة السورية – محافظة الحسكة (دمشق 2009م).

-Tina Bratschi, die Siegelabrollungen von Tall al-Hamidiya, Masterarbeit in Vorderasiatischer Archäologie am Institut fur Archäologie der Universität Bern (Bern, 16. Juli. 2008).

-Markus Wäfler, Rapport préliminaire sur la Campagne de Fouille à Tell al-Hamidiya, (Bern, 1984-2006).


التصنيف : العصور التاريخية
المجلد: المجلد السادس
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1048
الكل : 58491239
اليوم : 63753