logo

logo

logo

logo

logo

حلاوة (تل-)

حلاوه (تل)

Halawa (Tell-) - Halawa (Tell-)

 ¢ حلاوة

حلاوة (تل -)

 

يقع تل حلاوة Tell Halawa على الضفة اليسرى لنهر الفرات، ضمن حوض بحيرة سد الفرات، وما يزال قسم منه بارزاً فوق مستوى مياه البحيرة.

بدأت عمليات التنقيب في الموقع منذ عام 1975م على يد بعثة أثرية ألمانية أدارها ف.أورتمان W. Orthmann، ثم ي. ف. ماير J. W. Meyer من جامعة سارلاند Saarland وبمشاركة من جامعة كيزر سلاوترن KaisersLoutern، استمرت هذه البعثة بالعمل حتى عام 1982م.

مخطط طبوغرافي للموقع 

يتألف الموقع من تلّين؛ جنوبي A أبعاده 400×300م، وشمالي B أبعاده 100×80م، يفصل بينهما وادٍ عريض يصب في نهر الفرات من الجهة الشرقية.

تل حلاوة - بيوت 

تعود أقدم الطبقات السكنية في التل B إلى العصر البرونزي المبكر الأول (الألف الثالث ق.م)، وأحدثها إلى العصر البرونزي المبكر الرابع، ولم ينقطع السكن في الموقع خلال الفترة الواقعة بين هذين العصرين بل توسع أواخر العصر البرونزي المبكر نحو التل A لينتقل إليه خلال العصر البرونزي الوسيط بعد توقفه نهائياً في التل B.

شملت تنقيبات التل B منطقة المرتفع وبعض الأسبار التي أجريت في مواضع متفرقة. في المرتفع تم الكشف عن عدد من المعابد المتعاقبة جرى تجديد بنائها في ثلاث طبقات تعود جميعها إلى العصر البرونزي المبكر، تعرض أقدمها لحريق مدمر يبدو أنه وضع نهاية عنيفة لها. لكن النار ساهمت في حفظ بعض الرسوم الجدارية المنفذة باللونين الأحمر والأسود، وهي تمثل رسماً يضم وجهاً كبيراً ذا شكل بيضوي تحيط به مجموعة من الأشخاص، ربما كان المشهد يرمز لأحد طقوس العبادة، وهو يشابه مشهداً جدارياً وجد في تل رقاي.

الطبقة الثانية كانت أفضل حالاً، كشف فيها عن معبد مربع الشكل طول ضلعه 10م شيد على مصطبة من اللبن. وهو مؤلف من غرفة كبيرة (الحرم) لها مدخلان من الجدارين الجنوبي والشرقي، في حين يتوضع المذبح في الجدار الشمالي، وتلحق بالحرم غرفتان صغيرتان في الجهة الغربية، كما دعم المعبد بعضادات ناتئة نحو الخارج. يحيط بالمعبد جدار يعزله عن التجمع المجاور له، وهناك في الجهتين الشرقية والجنوبية بيوت سكنية تتخللها أزقة تفصلها عن بعضها. على جدران عدد من هذه البيوت رسوم جدارية أمكن تمييز صورة نخلة وإنسان فيها. تتشابه ملامح عمارة هذا المعبد وتجهيزاته مع عمارة المعابد المعروفة في منطقة الفرات والجزيرة السورية وبلاد الرافدين التي تسمى «أنتن» antentemple.

معبد من تل حلاوة 
معبدان متجاوران في تل حلاوة 

أما معبد الطبقة الأولى- الذي يعود إلى أواخر العصر البرونزي المبكر- فقد بني على ركام معبد الطبقة الثانية. ونظراً لصغر حجمه، أطلق عليه تسمية «المعبد الصغير» وهناك بقايا بعض الأبنية التي كانت قائمة بجوار السور من المحتمل أنها كانت ملحقة بالمعبد ومخصصة لإقامة العاملين فيه.

معبد من العصر البرونزي المبكر

تركزت أعمال التنقيب في التل A ضمن قطاعين، الأول على المرتفع الرئيس حيث اكتشف بعض البيوت والمعابد، وجزء من سور المدينة الذي يعود إلى أواخر العصر البرونزي القديم والعصر البرونزي الوسيط. كما وجدت في هذا القطاع آثار استيطان روماني على السطح مباشرة. أما القطاع الثاني فيقع في الجنوب الشرقي من التلA، وقد تركزت الأعمال هناك لمعرفة تفاصيل عن سور المدينة وتحصيناتها.

 
رسم جداري من تل حلاوة 

كشف عن جزء من سور المدينة في الجهة الشمالية من المرتفع، وهو يمتد من الشمال- الشرقي إلى الجنوب- الغربي، وبجواره من الداخل بعض المنشآت المتداخلة معه. استمر السور نفسه في طبقتين من العصر البرونزي الوسيط، وهو مشيد باللبن على أسس حجرية يصل عرضه إلى ٢,٢٥م، يحاذيه من الداخل سور آخر يفصل بينهما ممر ضيق. ترتبط بالسور عدة غرف صغيرة تصلها بالمدينة أزقة، عثر في بعضها على كثير من اللقى الفخارية احتوت إحداها على ٣٢ جرة كبيرة الحجم؛ مما يرجح استعمالها مستودعات للخزن. ويبدو أن البوابة الرئيسة للمدينة كانت تقوم في هذا الجزء من السور حيث كشف عن ممر يتوسط برجين بقي منهما البرج الغربي فقط.

في الجهة الجنوبية من القطاع (أ) كشف عن معبد له غرفة عبادة مستطيلة أبعادها ٧×11م، تتقدمها باحة مفتوحة أبعادها 3,5 × 7م. وأهم ما عثر عليه بقايا النصب الحجرية التي كانت تزين واجهاته، ويظهر في شريط أحدها من الأعلى مشهد فيه أربع نساء يرتدين أثواباً طويلة تغطي الأكتاف وشعرهن مربوط إلى الأعلى. في حين يظهر المشهد الأوسط عدداً من الرجال؛ اثنين منهم ذوي حجم كبير، يرتديان ثوباً طويلاً يكشف عن الكتف اليسرى، وللثوب حاشية سفلية مزخرفة. يحمل كل واحد من الرجلين على كتفه فأساً يمسكها بيده اليسرى، في حين يمسك عصا باليد اليمنى، وأمام كل منهما فأس ملقاة على الأرض. وعلى طرف المشهد عنزتان واقفتان بجانب شجرة وإلى يسارهما عنزة مع جدي. وفي المشهد السفلي يظهر رجل يعتلي عربة يجرها ثور، ويمسك بيده اليمنى سوطاً وباليسرى لجام الحيوان الذي يجر العربة. ويلاحظ أن المشاهد المصورة لا تظهر ترابطاً في مواضيعها، ولكنها قريبة الشبه من كسرة نصب وجدت في موقع السلنكحية.

في الطبقة الثانية من هذا المرتفع تم الكشف عن أزقة و19 بيتاً تعود إلى العصر البرونزي الوسيط، يتألف كل بيت من باحة مكشوفة فيها تنانير ومواقد، ويحتوي البيت الواحد ما بين 2 إلى 4 غرف. وتشير اللقى المكتشفة في هذه البيوت من فخار وأدوات برونزية ودمىً إلى تقارب المستوى الاقتصادي للسكان.

 

بعض اللقى الأثرية في الموقع

الطبقة الأخيرة غير واضحة المعالم بسبب التخريب الذي ألحقته بها أبنية المستوطنة الرومانية. وقد عثر على عدد من المدافن الرومانية على قمة التل A حفرت ضمن سور المدينة العائد إلى العصر البرونزي المبكر، كما تم الكشف عن بقايا أبنية تعود إلى العصر الروماني تضم مستودعات وجرار تخزين، مما يشير إلى أن الاستيطان الروماني كان لغاية التجارة والمبادلات التجارية.

عمار عبد الرحمن

مراجع للاستزادة:

- ف. أورتمان ويان ماير، »حلاوة 1980 - 1982»، الحوليات الأثرية العربية السورية، مج33-1 (1983)، ص ص179-198.

- P. Akkermans. & G. Schwartz, The Archaeology of Syria: From Complex Hunter-Gatherers to Early Urban Societies (ca. 16000-300 BC), (Cambridge, 2003).

 


التصنيف : العصور التاريخية
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1050
الكل : 58491643
اليوم : 64157