الموسوعة العربية

أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي

خميس (تل-)

خميس (تل)

Khamis (Tell-) - Khamis (Tell-)

خميس

خميس (تل -)

يقع تل خميس Tell Khamisعلى الجانب الشرقي من نهر الفرات، ويبعد ٣١كم إلى الجنوب الشرقي من جرابلس؛ وعلى الضفة الغربية المدرجة لوادي عوينات في بيئة صخرية كلسية تتميز بوجود عيون جبلية على كلا جانبي الوادي،على ارتفاع نحو ٣٣٠م عن مستوى سطح البحر.

بدأت التنقيب في الموقع بعثة أثرية إسبانية خلال سبعينيات القرن العشرين في إطار مشروع إنقاذ آثار حوض سد تشرين، وأسفرت الأعمال عن اكتشاف إحدى عشرة طبقة يعود تأريخ أقدمها إلى العصر البرونزي المبكرالثاني (النصف الأول من الألف الثالث)، ثم الطبقة العاشرة التي تعود إلى العصر البرونزي الوسيط، فيما أرخت الطبقة التاسعة إلى الفترة الآرامية. أما الطبقة الثامنة فقد عدها الباحثون من أهم طبقات هذا التل، على الرغم من تعرضها لكثير من التخريب من الطبقات اللاحقة، وهي تعود إلى الفترة الآشورية، وأما الطبقة السابعة فتعود إلى الفترة الفارسية الأخمينية، في حين تم تأريخ الطبقات اللاحقة- حتى الطبقة الثانية- إلى العصر الهلنستي، وتعود الطبقة الأولى- وهي أحدثها- إلى الفترة الإسلامية.

تم الوصول إلى الطبقة الحادية عشرة في سبر على السفح الغربي من التل، حيث وجدت بقايا غرف وصوامع خزن ومدفن يضم هيكلاً لأنثى دفنت بوضعية الجنين، يرافقها أثاث جنائزي وضع عند الرأس، ومنها جرة فخارية كروية البدن، ولها عنق قصير لحفظ السوائل، وأخرى لحفظ الحبوب، كما كان المعصم يحمل أسورة.

أما الطبقة العاشرة فقد كشف فيها عن بقايا لما يبدو أنه معبد من العصر البرونزي الوسيط، تضمن غرفة ومدخلاً وممراً رصفت أرضيته بالآجر، ويبدو من المحراب أن هذه الغرفة هي غرفة العبادة cella في المعبد. ويوازي البناء شارع بعرض مترين، وعلى الجانب الآخر منه سلسلة من الغرف التي يحتمل أنها استعملت من قبل موظفي المعبد، ويظهر أنها تعرضت لحريق مدمر.

وكشف في الطبقة التاسعة العائدة إلى العصر الآرامي عن ثلاثة أبنية كبيرة متوازية مع بعضها، وتشغل الجزء المركزي من الموقع، وهي أبنية طويلة وضيقة، رصفت أرضياتها باللبن المشوي، وفي البناء الأوسط- وهو الأكبر بينها- فناء داخلي بقياس ١٣×٤.٥ م.

الخريطة الكنتورية لتل خميس

تعرضت الطبقة الثامنة لتخريب شديد نجم عن الحفر الذي حصل ضمن طبقة أحدث فوقها، لكن تم الكشف في القسم الغربي من التل الذي لم يتعرض للتخريب عن أربعة منازل سكنية مشيدة باللبن، لها فناء مستطيل مفتوح يضم أربعة تنانير عند الجدران. ومداخلها في الجانبين الجنوبي والشرقي، وهي بعرض نحو متر. كما تم الكشف عن أساس منزلين آخرين في القسم الجنوبي من التل ينتميان إلى الطبقة نفسها، وأعيد استعمال هذين البيتين في الفترة الفارسية. وعثر على كسر فخارية؛ من بينها كسرة جرة قبرصية الطراز حمراء اللون وتحمل زخارف بشكل أشرطة أفقية ودوائر لها مركز مشترك، وتؤرخ إلى الفترة الآشورية الحديثة (القرنين السابع والسادس قبل الميلاد).

أما الطبقة السابعة فقد ضمت بقايا بيوت مستطيلة الشكل تعود إلى الفترة الفارسية، تعرضت للتخريب بسبب الحفر في الطبقات العليا، ويضم كل بيت منها تنوراً أقيم في إحدى الزوايا.

وتعود الطبقات الخمس اللاحقة إلى العصر الهلنستي، وأبرز ما تم كشفه فيها مجموعة من المدافن المتشابهة، أهمها ذو الرقم ٨٩٦ الذي له شكل مستطيل، أبعاده ٢.٢×١.٦م وضع في داخله تابوت على شكل حوض مكون من سبعة ألواح كبيرة من الحجر الكلسي الأبيض، عرضه متر واحد من الأعلى، ويضيق حتى ٧٥سم عند القاعدة، وقد احتوى على هيكل لأنثى يزيد عمرها على ٤٥ عاماً، كما عثر في مدفن آخر على أمفورة سعتها ١٨ لتراً.

وكشف في الطبقة الرابعة عن بناء مركزي ضم تنوراً ومجموعة من الحصيّات الصلصالية المثقوبة؛ والكثير من الفخار الذي يعرف بالفخار الأثيني. أما الطبقة الثالثة فضمت بناءً مستطيلاً أبعاده ٨×٥,٥م، في أرضيته موقد، وبالقرب منه مدق كبير لهرس الحبوب من الحجر الكلسي. وعثر إلى الشمال من هذا البناء على بناء آخر ثانوي يفصل بينهما زقاق صغير، كما عثر على بقايا لأبنية متفرقة يدل فخارها الرمادي المعروف على أن تاريخها يعود إلى الفترة الهلنستية المتأخرة. وفي آخر طبقات هذه الفترة عثر على فخار السيجيلاتا المشرقي فيما تعرضت غالبية العمارة للتخريب الناجم عن الحفر في سطح التل ضمن الطبقة العائدة إلى العصر الإسلامي التي ضمت مقبرة لم يتم تحديد تاريخها بدقة.

عمار عبد الرحمن

مراجع للاستزادة:

- G. Del Olmo Lete, Tellk hamis, in Syria 70 (1993).

- P. Sanlaville et al. (eds.), Holocene Settlement in North Syria, BAR International series 238, Oxford, 1985.