logo

logo

logo

logo

logo

الحيات (جامع-)

حيات (جامع)

-

 الحيَّات

الحيَّات (جامع -)

 

يقع جامع الحيّات (المدرسة الناصرية) في حي الفرافرة في مدينة حلب، في جادة جامع الحيات.

كان في موقع هذا الجامع كنيس يهودي عرف بكنيسة مثقال، وفي سنة ٧٢٧هـ/١٣٢٦م حكم قاضي القضاة في حلب بوجوب انتزاع هذه الكنيسة وجعلها فيئاً للمسلمين بعد أن ثبت عنده أنها مُحدَثة في دار الإسلام، فهُدمت الكنيسة وبُني مكانها مدرسة نُسبت إلى السلطان المملوكي الملك الناصر محمد ابن قلاوون، ثم أُقيمت بها الجمعة فأمر السلطان الناصر بعمارة منارة لها وجعل فيها منبراً. وكانت تضم زاوية ذكرها المؤرخ أبو ذر سبط ابن العجمي من جملة دور الحديث.

تُعرَف هذه المدرسة اليوم بجامع الحيّات، وذلك بسبب وجود حيّات من الحجر في سقف بوابة مدخلها.

المسقط الأفقي للمدرسة المسقط الأفقي للجامع

أُحرق سقفها في غزو تيمورلنك وتخرّب قسم منها وانقطعت فيها الخطبة؛ فأصلحها خطيبها قاضي القضاة علاء الدين وأكمل عمارتها وأقام بها الجمعة. وفي سنة ٨٣٣ هـ/١٤٢٩م أوقف عليها خطيبها محمد ابن الخطيـب الناصري وقفاً عظيماً، ثم أجرى عبد الله بن مشكور إليها الماء من قناة حلب، وعمَّر في وسطها حوضاً يُنزَل إليه بدرجات. وكان الجامع نحو سنة ١٣٤٣هـ/١٩٢٤م بحاجة إلى ترميم.

توجد شرقي القبلية أحواض للوضوء أزيلت سنة ١٩٩٨م، ونُقل المتوضّأ إلى الرواق الواقع في الجهة الغربية شمالي المدخل، وأُجريت في الجامع أعمال دهان وإكساء. وإلى الشمال من باب الجامع- بينه وبين المدرسة العصرونية (مبنى العصرونية حالياً)- بناء له صحن مربع وباب زائل يتوصل منه إلى الجامع، مشتمل على بعض الحجرات لطلاب العلم الذين يدرسون في المدرسة.

يتكون المسقــط الأفقــي للجامع من مدخل موجه غرباً يليه صحن تحده جنوباً القبلية، ويحيط به من الجهات الثلاث الباقية أروقة، وتقع المئذنة فوق المدخل.

المدخل تعلوه المئذنة الصحن

 

يقع المدخل الرئيسي في منتصف الواجهة الغربية حيث يتألف المدخل من بوابتين؛ الأمامية على شكل إيوان صغير تسقفه نصف قبة مثمنة، يتوصل منه إلى مصطبة يُهبط منها بدرجات من البوابة الخلفية إلى صحن مستطيل مبلط بالحجارة الصفراء، يضم حوضاً فيه زرع ينزل إليه أيضاً بأربع درجات.

لصحن الجامع ثلاثة أروقة: رواق غربي يتقدمه ثلاث أقواس ترتكز على ثلاثة أعمدة، ورواق شمالي يرتفع ثلاث درجات عن الصحن، ويطل على الباحة بسبع أقواس ترتكز على دعامتين وسطيتين وعمودين من كل جانب، وقد وضعت في زاويته الشرقية دورات مياه، ورواق شرقي يتقدمه ثلاث أقواس ونصف ترتكز على ثلاثة أعمدة.

سُقف الرواقان الشمالي والشرقي بسقف مستو بيتوني، أما الرواق الغربي فيسقفه قبو متقاطع، وسقفت الزاوية الشمالية الشرقية من الأروقة بقبو متطاول وهو المتوضّأ الحديث.

ترتفع القبليــــة عن الباحة بدرجتين، وهي مستطيلة الشكل تنقسم بوساطة قوسين كبيرتين مدببتين إلى ثلاثة أقسام: أوسطها يضم المحراب والمنبر ودكة المبلّغ، وتسقفه قبة مدببة، أسفلها حجري، أعلاها قرميدي. وهي من دون رقبة تضم ثماني نوافذ تنفتح في القسم الحجري من القبة. والانتقال من الشكل المربع للقاعة إلى الشكل الإثني عشري يتم عن طريق مثلثين هرميَّين مقلوبين في كل زاوية من زوايا القاعة. والمحراب بسيط تتقدمه قوس مدببة، والمنبر خشبي تقليدي يحتوي فوق مدخله على مقرنصات، وفوق جلسة الخطيب قبة سداسية. وفوق التجويف أمام باب القبلية والنافذتين على طرفيه دكّة خشبية تستند إلى عمودين خشبيّين من الأمام، ويتم الصعود إليها عبر درج خلف الركيزة شرقي المدخل.

تقع المئذنـة فوق المدخل وهي مثمنة، تقوم على قاعدة مكعبة، ولها شرفة مثمنة ترتكز على ثمانية أظفار حجرية، تغطيها مظلة خشبية ترتكز على ثمانية أعمدة خشبية، ويحيط بها سياج خشبي، وفي وسط الشرفة بناء أسطواني مسقوف بقبة هرمية.

رواق الباحة واجهة القبلية سقف بوابة المدخل

بُنيت المئذنة، وكذلك الأروقة التي تحيط بالباحة (الصحن) من الجهات الثلاث؛ على غرار تصميم الجوامع، واستُعملت القبلية المستطيلة حرماً للصلاة، وهي مقسّمة إلى ثلاثة مجازات؛ يسقف القسم الأوسط قبة على غرار المدارس الأيوبية، وتسقف الطرفين قبوتان متقاطعتان، ولكن غاب الإيوان والمدفن، وفُصلت غرف المجاورين في مبنى مستقل.

تضم الواجهة الغربية الخارجية المدخل في الوسط، وإلى الجنوب منها واجهة القبلية، وإلى الشرق جدار مصمت. وتتكون واجهة المدخل من بوابة تتقدمها قوس مدببة، تضم باباً تعلوه نجفة كبيرة كتب عليها «جامع الحيات»، تعلوها قوس مستقيمة مكوّنة من خمس فقرات: الوسطى مزرّرة وتضم فقراتها في قسمها الأسفل تجويفاً مثلثياً فيه انحناءات، وفي كل زاوية من زوايا البوابة صفان من المقرنصات. وهناك أربع حيات في سقف هذه البوابة تقسمه إلى ثلاثة أقسام. أما واجهة القبلية فهي تحوي جداراً مصمتاً متوجاً بقبة ويضم نافذة صغيرة مستطيلة الشكل.

تتألف واجهة القبلية الشمالية (الداخلية): من باب في الوسط وعلى كلٍّ من طرفيه ثلاث نوافذ، وتوجد فوق الباب وفي المسافة بين النافذتين الأولى والثانية في كلا الطرفين نافذة علوية. وتعلو كلاً من الباب والنوافذ قوس مجزوءة.

لمياء جاسر

 

مراجع للاستزادة:

- أبو ذر سبط ابن العجمي الحلبي، كنوز الذهب في تاريخ حلب (دار القلم العربي، حلب ١٩٩٧م).

- لمياء جاسر، مدارس حلب الأثرية- تاريخها وعمارتها (حلب ٢٠٠٠م).

- محمد أسعد طلس، الآثار الإسلامية والتاريخية في حلب (مديرية الآثار العامة، سورية ١٩٥٦م).


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد السادس
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1042
الكل : 58491915
اليوم : 64429