logo

logo

logo

logo

logo

الحسني (جعفر-)

حسني (جعفر)

-

 ¢ الحسني

الحسني (جعفر -)

(١٣١٢-١٣٩٠هـ/١٨٩٥-١٩٧٠م)

 

ولد الأمير جعفر بن طاهر بن الأمير عبد القادر الجزائري في منطقة حوش بلاس - إحدى ضواحي دمشق- سنة ١٨٩٥م، وتلقى دروسه الابتدائية في مدرسة الآباء العازاريين فيها. وانتقل سنة ١٩١٠إلى المدرسة العلمانية (اللاييك) الفرنسية في بيروت؛ ليحصل منها على شهادة الدراسة الثانوية.

ومع إعلان الحرب العالمية الأولى سنة ١٩١٤م نفته الحكومة التركية مع عائلته إلى مدينة بروسا في الأناضول. وفي ١٩٢٠ بعد عودته إلى دمشق من المنفى عينته الحكومة السورية أميناً للمتحف العربي الذي أنشأه المجمع العلمي العربي في دمشق، ثم أوفدته الحكومة سنة ١٩٢١ إلى فرنسا للتخصص في علوم الآثار القديمة، فدخل مدرسة اللوفر في باريس، ونال منها سنة ١٩٢٤ شهادتها في علم الآثار الشرقية القديمة، وتابع خلال تلك المدة دراسة اللغات السامية القديمة في جامعة باريس.

استأنف الأمير جعفر عمله في المتحف الوطني عند عودته من فرنسا، وعين في مطلع عام ١٩٢٨ محافظاً للمتحف المذكور بعد فصل المتحف عن المجمع العلمي العربي، وصار من المؤسسات الرسمية المستقلة إدارياً ومالياً، كما ألحقت به حديقة تدمر الأثرية، فكان من فضائل عمله إخلاء المناطق الأثرية بتدمر ومعبدها الكبير (معبد بل) من السكان، وإزالة المنازل من داخله.

في عام ١٩٣٦ تحققت أمانيه في إقناع الحكومة السورية ببناء متحف جديد بدل المتحف القديم، فوجه جهوده لتنظيم المتحف الذي كان يديره، وعمل على إنمائه ورفع شأنه. وتزامناً مع ذلك؛ فقد صار لدمشق في العام نفسه دار آثار تليق بها؛ مما أدى في العام التالي إلى دعوة سورية لحضور مؤتمر الآثار الدولي بالقاهرة، فتم تكليفه لتمثيل الحكومة السورية فيه.

ومع حلول عام ١٩٤٧ عين مديراً عاماً للآثار في سورية، لتبدأ بعهده فترة التأسيس للعمل الأثري الوطني، وترأس في السنة نفسها مؤتمر الآثار للدول العربية الذي عقد في دمشق بدعوة من جامعة الدول العربية، ولاقى المؤتمر على يديه نجاحاً باهراً. لكنه بعد أقل من ثلاث سنوات؛ وتحديداً في عام ١٩٥٠ أحيل على التقاعد، بعد قيام أحد المتضررين من الكتلة الوطنية زوراً وبهتاناً بالتشكيك بنـزاهته واتهامه بالاتجار بالعاديات؛ ليتم إقصاؤه عن دار الآثار. 

وفي عام ١٩٥١ عُيِّن محافظاً لجبل العرب (محافظة السويداء حالياً)، لكنه بعد أشهر قليلة تقدم باستقالته، واعتزل العمل الرسمي نهائياً.

كانت مديرية الآثار والمتاحف التي أسسها الأمير جعفر الشغل الشاغل لاهتمامه، فمنحها جلَّ وقته وعنايته، وصارت محطَّ رعايته وحسن تدبيره، فاهتم بعمل البعثات الآثارية الأجنبية، ووهب نفسه لمتابعة اكتشافاتها، فكتب عنها وعن أعمالها ونشاطاتها، ونشر ذلك باللغتين العربية والفرنسية، كما ترجم أهم تقارير تلك البعثات، ونشرها أيضاً، واهتم بأعمال المتحف ومقتنياته وتوثيقها وحفظها وفق أحدث التقنيات السائدة عصرئذٍ، وقد أخذت منه دائرة الآثار والعمل فيها كل وقته، حتى لم يبقَ لديه وقت يخصصه لجمع المصطلحات التي وضعها أو عدلها في دراساته.

يجدر بالذكر أن مجلس المجمع العلمي العربي في دمشق انتخبه عام ١٩٤٢ ليشارك في عضويته، ثم انتخب عام ١٩٥٦ بالإجماع أميناً عاماً للمجمع العلمي العربي في دمشق، واستمر تجديد تعيينه في هذا المنصب في دورة عام ١٩٦١، ودورة عام ١٩٦٥.

أهم أعماله:

- القيام بتصميم إعادة بناء كنيس صالحية الفرات «دورا أوروبوس»، والمدفن التدمري، وقصر الحير الأموي، والإشراف على تنفيذ التصميم.

- ترميم خرائب تدمر ومسرح بصرى الروماني.

- القيام بحفريات أثرية بتربة منطقة جوبر، وتربتي طفس وخسفين الرومانيتين.

- اهتم بأعمال التوثيق الأثري على نحو منهجي، فأعد دليلاً لمقتنيات دار الآثار الوطنية في دمشق سنة ١٩٣٠، وهو يقع في ١٢٦ صفحة، عليها صور بعض المقتنيات.

مؤلفاته:

نشر بالفرنسية في «نشرة الدراسات الشرقية»- الصادرة عن معهد دمشق الفرنسي- دراسة عن قطع نقدية إسلامية، وأوزان زجاجية لم يسبق أن نُشر عنها شيء.

- نشر دراسات بالفرنسية عن المتحف العربي في دمشق عام ١٩٣١، وله مقالات عن أدوات أثرية تدمرية اكتشفت بالقرب من موقع عين أفقا.

- تحقيق كتاب «الدارس في تاريخ المدارس» للنعيمي ونشره، وهو يقع في جزأين (١٩٤٨ و١٩٥١).

- له معجم جغرافي تاريخي للجمهورية العربية السورية (مخطوط).

- كما ورد اسم الأمير جعفر في فهارس مجلة المجمع العلمي العربي في دمشق، وتنوعت كتاباته فيها، وشملت تنوعاً غنياً من الموضوعات والمقالات.

تجدر الإشارة إلى لقاء الأمير جعفر الرئيس حافظ الأسد، حين نقل له تخوفه على كنوز المخطوطات المودعة في المكتبة الظاهرية، واقترح عليه تخصيص قطعة أرض في مكان رحب؛ لتشاد عليها مكتبة وطنية حديثة. وتحققت أمنيته عام ١٩٨٥، وافتتحت مكتبة الأسد الوطنية رسمياً.

محمد خالد حمودة

مراجع للاستزادة:

- ميشيل مقدسي، أحمد فرزت طرقجي، إيفا إسحاق،»رواد علم الآثار السوريّة١٨٦٠-١٩٦٠م من أرنست رونان إلى سليم عادل عبد الحقّ»، وثائق الآثار السوريّة، العدد١٤، دمشق ٢٠٠٨م.

 


التصنيف : عصور ما قبل التاريخ
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1050
الكل : 58492536
اليوم : 65050