logo

logo

logo

logo

logo

الخبيرو

خبيرو

Khabiru - Khabiru

 الخبيرو

الخبيرو

 

يبدأ اسم خبيرو بالورود في النصوص الرافدية بدءاً من عصر سلالة أور الثالثة (٢١١١–٢٠٠٣ق.م) بصيغة awil ha – bi – ru، ويتكرر ذكر الاسم في العصور اللاحقة ومن مناطق مختلفة من الشرق القديم بصيغ مقاربة إلى الصيغة الآنفة الذكر، ففي محفوظات ماري يظهر الاسم بصيغة ha – bi – ri . أما الوثائق الأخرى التي ظهر فيها الاسم فهناك مثلاً تمثال إدريمي ملك آلالاخ في منتصف الألف الثاني ق. م، والذي هو بمنزلة سيرة ذاتية يتحدث فيها عن وصوله إلى السلطة في آلالاخ؛ فبعد أن غادر إيمار وتوجه إلى بادية الشام عاش هناك بضع سنين مع قبائل الخبيرو قبل أن يتجه نحو آلالاخ ويستولي عليها ويؤسس ملكه فيها. وأما في محفوظات العمارنة، وهي مجموعة الرسائل المكتشفة في تل العمارنة (أخت–أتن القديمة) في مصر والتي أرسلها أمراء وملوك سوريون ورافديون إلى الملكين المصريين أمنحوتب الثالث وابنه أمنحوتب الرابع أخناتون واللذين حكما في النصف الأول من القرن الرابع عشر ق.م، يرد ذكر الخبيرو في أكثر من رسالة وتشير هذه الرسائل إلى نشاط عسكري كبير كان يقوم به هؤلاء الخبيرو أحياناً منفردين وفي أحيانٍ أخرى متحالفين مع غيرهم؛ ففي الرسالة ٦٨ يشتكي ملك جبيل رب هدّا إلى الفرعون المصري أمنحوتب الرابع أخناتون من الحرب التي يشنها عليه الخبيرو وأنه في حال عدم إرسال الملك المصري لقواته فإن الآخرين سوف ينضمون إليهم. وأما الرسالة ٨٥ وهي أيضاً مرسلة من رب هدّا إلى أخناتون فتشير إلى تحالف بين الخبيرو وعبدي عشيرتا ملك أمورو، ويبدو أن هدف التحالف - بحسب نص الرسالة - كان الاستيلاء على مدينة بيروت. ومن ضمن الوثائق المكتشفة في موقع كامد اللوز في البقاع اللبناني هناك رسالة أرسلها ملك مصر إلى حاكم دمشق زالايا يطلب فيها منه أن يرسل مجموعة من الخبيرو إلى مصر لأنه يريد أن يوطنهم بمنطقة النوبة (كوش) عوضاً من أهلها الذين خرجوا عليه. وفي إحدى وثائق محفوظات العاصمة الحثية خاتوشا يرد ذكر «آلهة الخبيرو» إلى جانب آلهة رافدية وسورية شهوداً على إحدى المعاهدات من دون تحديد أسماء لهذه الآلهة. وهناك ذكر آخر لهؤلاء الخبيرو في وثائق أخرى مكتشفة في كلٍّ من نوزي في شمالي بلاد الرافدين وأوغاريت على الساحل السوري، وهي كلها تدور في السياق نفسه أي أعمال حربية يقوم بها الخبيرو سواءً وحدهم، أم بالتحالف مع آخرين، أم لمصلحة دول كانوا يقيمون بجوارها، أو يخضعون لها.

إن النصوص التي بين أيدينا، والتي يُذكر فيها الخبيرو؛ تبين أنهم لم يكونوا مجموعة قبلية موحدة وإنما جماعات مختلفة تعيش في منطقة واسعة تمتد ما بين سورية وبلاد الرافدين وجوارهما فيصلون إلى مصر وآسيا الصغرى بحسب الحاجة إلى خدماتهم القتالية، استناداً إلى ذكرهم في عصر العمارنة يمكن القول إن منطقة البادية السورية كانت موطنهم الذي ينتقلون منه إلى المناطق الأخرى. أما العمل الرئيسي الذي كانوا يمارسونه فهو على ما يبدو القتال؛ فهم يحاربون إلى جانب من يدفع إليهم من حكام المدن والدول التي يقيمون بجوارها بصفتهم قوات مرتزقة، وعندما لا تتوفر مثل هذه الأعمال كانوا يقومون بعمليات السلب والنهب وقطع طرق القوافل التجارية الواصلة بين مناطق الشرق القديم المختلفة.

وقد حاول بعض الباحثين الربط بين الخبيرو والعابيرو(من سُموا بالعبريين فيما بعد) مستندين إلى التشابه اللفظي وإلى إمكان التبدل بين صوت الخاء وصوت العين؛ ولكن الدراسات أثبتت عدم صحة هذا الرأي وأنه لا علاقة بين الخبيرو وهؤلاء العابيرو فيما بعد، وأما عن معنى الاسم فيبدو أنه يرتبط بالبداوة وحياة البدو التي تعتمد على الغزو والنهب.

جباغ قابلو

 

مراجع للاستزادة:

-فاروق إسماعيل، مراسلات العمارنة الدولية، وثائق مسمارية من القرن١٤ ق.م (دمشق٢٠١٠م).

- فيصل عبد الله، «خبرو – خابيرو، مشكلة حقيقية أم مفتعلة»، مجلة دراسات تاريخية، العددان ٣١ – ٣٢، دمشق ١٩٨٩م.

- Oswald Loretz , Habiru- Hebraer, Berlin – New York, 1984.


التصنيف : العصور التاريخية
المجلد: المجلد السادس
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1046
الكل : 58491221
اليوم : 63735