الحولة (منطقة-)

أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي

الحولة (منطقة-)

حوله (منطقه)

-

الحولة

الحولة (منطقة -)

الحولة منطقة سهلية في شمالي فلسطين يحيط بها من الغرب جبال الجليل الأعلى، ومن الشمال منحدرات جبل حرمون، ومن الشرق هضبة الجولان، ومن الجنوب بحيرة طبرية. وهي جزء من الانهدام الآسيوي الإفريقي الذي يمتد من أقصى شمال غربي سورية إلى شرقي إفريقية ماراً بالبحر الأحمر. وقد تكوّنت نتيجة انفجار بركاني في عصور ماقبل التاريخ أدى إلى نشوء بحيرة فيها كان ماؤها يرتفع نحو مئة متر فوق سطح السهل الحالي. ونتيجة جريان مياه روافد نهر الأردن (بانياس ودان والحاصباني) نحو الجنوب انخفض سطح ماء البحيرة بحيث لم يبق منها إلا مستنقع تنمو فيه نباتات البردي، وتعيش فيه بعض الحيوانات.

تمتد هذه المنطقة من تل القاضي (دان) في الشمال إلى تل القدح (حاصور) في الحنوب، بطول يبلغ نحو ٢٥ كم، وأقصى عرض نحو ٨ كم، مع مساحة تقريبية تبلغ نحو ١٨٠ كم٢، ومتوسط ارتفاع عن سطح البحر نحو ٨٠ م.

يسود منطقة الحولة المناخ المتوسطي البارد والممطر في الشتاء، والحار والجاف في الصيف، وتراوح كميات الأمطار الهاطلة بين ٤٠٠ مم في الجنوب و٨٠٠ في الشمال.

عرفت هذه المنطقة الاستيطان منذ العصر الحجري القديم، إذ تم العثور على بقايا أثرية تعود إلى ذلك العصر بالقرب من جسر بنات يعقوب[ر] عند النهاية الجنوبية لوادي الحولة. وهناك أيضاً مستوطنة عين الملاحة[ر] التي هي موقع نطوفي قديم، تؤرخ بنحو عشرة آلاف سنة قبل الميلاد، وتقع على بعد ١٦ كم شمال شرقي صفد على الطريق بين صفد وطبرية، وهي أقدم مستوطنة فلسطينية دائمة في عصر ماقبل الزراعة، تبلغ مساحتها نحو ألفي متر مربع، وعدد سكانها نحو ثلاثمئة نسمة، عاشوا على التقاط الثمار البرية وصيد الحيوانات والأسماك من بحيرة الحولة. وفي العصور البرونزية بُنيت مدينة حاصور التي كانت أهم مدينة كنعانية، ومدينة لاإش/لايش Laish (دان – تل القاضي) التي تقع على بعد خمسة كيلومترات غرب بانياس الحولة، والتي نشأ فيها الاستيطان منذ العصر الحجري الحديث المتأخر (نحو 4500ق.م)، وكان أول من طابق لايش مع دان/ تل القاضي الإنكليزي روبنسون في العام 1838. ازدهرت لايش- التي يعني اسمها «أسد» باللغة الكنعانية - في العصر البرونزي الوسيط، إذ كشف المنقبون عن مدينة كنعانية كبيرة محاطة بسور ترابي ضخم تعلوه أبراج وتحصينات، تخترقه بوابة رئيسة مصنوعة من الآجر من الجهة الشرقية، ويوجد في أعلاها أحجار بازلتية. ومن المعتقد أنها بُنيت نحو 1750ق.م. وقد اكتُشف في العام 1993 في تل القاضي نصب حجري عليه كتابة آرامية، قيل إنها تعود إلى منتصف القرن التاسع قبل الميلاد، أقامها حزائيل ملك دمشق بمناسبة انتصاره على ملك دان غير المذكور اسمه. وقيل أيضا ًإن ملكي إسرائيل ويهودا آنذاك ينتميان إلى «بيت داود». لكن على الرغم من الضجة الإعلامية الكبيرة التي أثارها الكيان الصهيوني حول هذا الاكتشاف المزعوم؛ فإن الدراسات المتأنية والمحايدة ولاسيما من قبل توماس طوسون أثبتت أن هذا النصب والكتابة مزوران، هدفهما القول بوجود برهان على تاريخية «سلالة داود» من خارج العهد القديم.

كما نشأت على أطراف سهل الحولة بعض المستوطنات في العصور الكلاسيكية، وأشهرها بانياس (الحولة ) عند أقدام جبل حرمون التي سميت في القرن الأول الميلادي »قيصرية فيليبوس» caesarea Philippi. وسميت بانياس نسبة إلى الإله الإغريقي Pan إله الرعي والماشية.

سهل الحولة

ومما أكسب منطقة الحولة أهمية كبيرة أن طريق المواصلات والتجارة بين سورية وفلسطين ومن بعدها مصر كان يخترق جانبها الغربي.

سُميت بحيرة الحولة بأسماء مختلفة عبر العصور؛ فقد سماها المصريون «سمخونا Samchuna» في القرن الرابع عشر قبل الميلاد. في حين أطلق العهد القديم عليها اسم «ميروم Merom» ، ويعني بالكنعانية «المياه المرتفعة» وسمَّاها المؤرخ اليهودي فلايوس يوسيفوس (القرن الأول الميلادي) «سيميخونيتيس Semechonites». وسمَّاها العرب «الحولة» المشتقة من الآرامية «حولتا Hulta» التي تعني «الأرض المنخفضة».

ضعف الاستيطان فيها مع الزمن نتيجة تحولها إلى مستنقعات وانتشار الملاريا فيها؛ مع أنها كانت تُزرع بالمحاصيل الرئيسة الرز والقطن وقصب السكر. وفي العام 1882 وصفها أحد الرحالة الأجانب بأنها من أحسن مناطق الصيد في سورية، فهي موطن النمور والفهود والدببة والذئاب والثعالب والضباع والغزلان. تم تجفيف مستنقعات الحولة في خمسينيات القرن الماضي، وأصبحت منطقة زراعية ممتازة، وكانت مساحة البحيرة قبل تجفيفها 16 كم2.

عيد مرعي

مراجع للاستزادة:

- معاوية إبراهيم، دراسات في آثار فلسطين (عمان 2010).

-Rochelle A. DAVIS, Palestinian Village Histories: Geographies of the Displaced, Stanford University Press (California 2011).