logo

logo

logo

logo

logo

الجديد (حمام-)/دمشق/

جديد (حمام)/دمشق/

-

 الجديد

الجديد (حمام -)/دمشق

 

 

يقع حمام الجديد في محلة القماحين في واحد من أشهر أسواق دمشق وأقدمها (سوق باب الجابية) إلى الغرب من جامع السنانية وإلى الشرق من حمام عز الدين وجنوبي الزاوية الشاذلية، ويعرف قيده العقاري بخان السلطان، وذكره ابن كثير وقفاً من أوقاف جامع الأمير سيف الدين يلبغا سنة 747هـ/1346م، ثم ذكره في العصر الحديث إيكوشار، وأغفل ذكره المنجد.

بعد أن أغلق حمام ملكة الذي يقابل مدخل سوق الحميدية قام أصحابه بافتتاح هذا الحمام الذي كان في الأصل حماماً قديماً قد أهمل، وجهد أصحابه الجدد في إبرازه أملاً منهم في احتلاله مكانة حمام ملكة السابق، فكان جميلاً واسعاً جيد التنظيم بأقسامه وردهاته، فقد احتوى على براني واسع بأربعة أواوين ووسطاني أول وثانٍ مختلفين بالحجم والقباب؛ وأيضاً جواني واسع مقبب، وفيه مقرنصات غاية في الجمال، ويضم العديد من المقصورات الصغيرة أيضاً.

نموذج تبليط الأرضيات
نموذج المقرنصات
مقصورة استحمام

يطل الحمام على السوق بواجهة صغيرة نسبياً بطول 4 أمتار تقريباً مبنية من الحجر، وله باب صغير ارتفاعه 190سم وعرضه 80سم تقريباً، كان فوقه لوحة تبين تاريخ بنائه ولكنها زالت، ويؤدي المدخل إلى الإيوان الجنوبي من القسم البراني للحمام، وهو مساحة مربعة الشكل متوسطة فتح بجهاتها أربعة أواوين فوق كل منها عقد مدبب، ترتفع الأواوين عن الأرضية بثلاث درجات. وتتوزع مصاطب الجلوس في هذه الأواوين الثلاثة، ويحتل ركن الخدمات والمدخل للوسطاني جزءاً من الإيوان الشرقي، أما ركن الأمانات ففي الإيوان الجنوبي.

أرضية البراني بعضها مكسو بالرخام الأسود والأبيض والوردي ضمن تشكيلات هندسية ودروب متناوبة بديعة، وبعضها مبلط برخام حديث بتشكيلات هندسية. والبركة التي تتوسط البراني مثمنة الأضلاع ترتفع قرابة المتر ونصف المتر عن الأرضية، وهي مبنية من الحجر الوردي، وفي كل من أضلاعها تربيعات رخامية من الحجر الأسود والأبيض، وبوسط التربيعات تشكيل هندسي على شكل وردة، ويتوسط البركة نافورة رخامية بثلاث طبقات. يغطي البراني قبة كبيرة مرتفعة تستند إلى أربعة عقود وحنايا ركنية في قمتها قبة من الخشب (قفاعة) فتح فيها أربع نوافذ، كما تحتوي القبة على أربع نوافذ في كل جهة من الجهات، ويوجد في الحنيات الركنية عند الانتقال من الشكل المربع إلى الدائري بعض الرسوم الجدارية بتشكيلات نباتية. أما الجدران في هذا الجزء فهي مكسوة بالسيراميك الحديث بارتفاع ثلاثة أمتار تقريباً باللونين الأبيض والبني.

نموذج القبوة وقمرياتها
مدخل ذو عقد مدبب

يتم الدخول إلى الوسطاني عن طريق دهليز بطول 5 أمتار تقريباً له وزرة من البلاط الأحمر على ارتفاع 180سم ومغطى بثلاث قباب صغيرة مؤزرة بحنيات جصية يفصل بينها عقدان صغيران، وفي كل منها بعض المضاوي (قمريات) الزجاجية. وفي الطرف الجنوبي للدهليز ردهة مربعة بقبة محمولة على أربعة عقود تتخللها مضاوٍ بتشكيلات هندسية، كانت أرضيتها مكسوة بالرخام الملون وجدرانها بوزرة من البلاط الأحمر، أما حالياً فإن الجدران والأرضيات مكسوة بالسيراميك الأبيض.

وفي الطرف الشمالي للدهليز مدخل منكسر يفضي إلى الوسطاني الأول الذي يتكون من ردهة مغطاة بقبوة نصف دائرية جميلة تمتد إلى الغرب محلاة بحنيات جصية، وتشكل المضاوي فيها أشكالاً هندسية جميلة، وفي الجهة الشرقية منها إيوان يصعد إليه بدرجة مغطى بقبة ذات مضاوٍ، وأرضيته فيها تشكيلات هندسية بديعة من الرخام الأبيض والأسود والوردي، وفيه دخلة جدارية صغيرة كما في الردهة الغربية. يقابل المدخل لهذا القسم مدخل آخر صغير يقود إلى الوسطاني الثاني، وهو مثمن الأضلاع أكبر من الأول مغطى بقبة كبيرة ذات مقرنصات غاية في الروعة والإتقان، تضفي عليها تشكيلات المضاوي الهندسية المزيد من الجمال. أما الأرضية فهي مرصوفة ببلاط حديث أبيض اللون، وفي كل من جدران المثمن الثاني والرابع والسادس والثامن فتحة بها مصطبة لجلوس المستحمين.

وفي الشرق والغرب إيوانان، يصعد إلى الشرقي منهما بدرجة، وهو يمتد على شكل مستطيل إلى الجنوب، فيه جرنان للماء، وهو مغطى بقبوة نصف دائرية محلاة بحنيات جصية ومضاوٍ زجاجية، وأرضيته مرصوفة بتشكيلات هندسية من الرخام الأبيض والأسود والوردي. أما الإيوان الغربي فيصعد إليه بدرجة أيضاً، وفيه جرن ماء دائري في الجدار الغربي، وأرضيته الآن من البلاط والرخام الحديث، وفوقه قبة جميلة بمضاوٍ زجاجية بديعة. وفي الجدار بين الإيوان الغربي ومدخل الوسطاني مدخل منكسر يفضي إلى مقصورة صغيرة بها جرن واحد للماء، وهي مسقوفة بقبة صغيرة.

نموذج قمريات القبوات
زخارف رخامية

يُدخل إلى القسم الجواني من فتحة بالجدار الشمالي للوسطاني فوق ممر بيت النار، وفي بدايته في الشمال مصطبة الحرارة، وفوقها طاقة تطل على حلل الماء الساخن سابقاً (الخزانة). وشكل الجواني مستطيل، وهو مغطى بقبوة نصف دائرية واسعة محلاة بمئزر من الحنيات الجصية الجميلة وتشكيلات نجمية من المضاوي الزجاجية. وفي الجهة الشرقية جرنان للماء، وفي الجنوب مقصورة صغيرة مغطاة بقبة ذات مقرنصات، وأرضيتها مغطاة بالرخام الأبيض والأسود والوردي بتشكيلات هندسية جميلة، وفي الجهة الغربية من الجواني جرنان للماء، وفي الجدارين الشمالي والجنوبي مقصورتان متقابلتان بقبتين صغيرتين، وأرضية المقصورة الشمالية مكسوة ببلاط حديث، أما الجنوبية فأرضيتها من الرخام الأبيض والأسود والوردي، وفي كل من المقصورات الثلاث جرن ماء واحد.

منذ نحو 60 سنة اقتصر الحمام على استقبال الرجال فقط، وتحول إلى استخدام المازوت عوضاً من الوقود الطبيعي (نشارة الخشب والقمامة وروث الحيوانات) لتسخين المياه، ويستخدم مياه بئر جديدة عوضاً من البئر القديمة التي كانت تستخدم مياهها بعد أن قطعت عن الحمام مياه نهري قنوات وبانياس، وتعود ملكية الحمام حالياً إلى عائلة المصري التي ورثته من قرابة مئة سنة من عائلة النوري.

خالد حياتلة

 

مراجع للاستزادة:

- منير كيالي، الحمامات الدمشقية (مطابع ابن خلدون، 1986م).

- أكرم العلبي، خطط دمشق (دار الطباع، 1989م).


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1040
الكل : 58491802
اليوم : 64316