logo

logo

logo

logo

logo

الجامع الكبير (نابلس)

جامع كبير (نابلس)

-

 الجامع الكبير / نابُلُس

الجامع الكبير / نابُلُس

 

 

الجامع الكبير في نابلس هو أكبر مساجد نابلس وأشهرها، يقع شرقي المدينة؛ وسط البلدة القديمة ما بين الشارع (شارع الخان) والشارع الجنوبي (شارع النصر)، عند تقاطع الشوارع الرئيسية في مدينة نابلس القديمة؛ قرب حارة العقبة وحارة القيسارية.

ويُعدّ هذا الجامع من أهم المشيدات التاريخية في مدينة نابلس التي تُعدّ من أهم مدن فلسطين، وقد فتحها العرب المسلمون بقيادة عمرو بن العاص في عهد أبي بكر الصديق. وهي عقدة مواصلات برية تحيط بها الطرق المهمة، و تقسم إلى قسمين: البلدة القديمة التي تمتاز بشوارعها الضيقة وأبنيتها المتلاصقة، والبلدة الحديثة التي أقيمت على طراز حديث، فقد انتشر السكان خارج المدينة القديمة، وأقاموا مساكنهم على الجبال شرقي نابلس وغربيّها، فشهدت المدينة نهضة عمرانية تمثلت بالمشيدات المعمارية كالمساجد والمدارس والتكايا والقلاع والحصون. وأهم المشيدات الأثرية فيها الجامع الكبير، وأصله كنيسة بنيت في عهد الامبراطور الروماني فيليب العربي (٢٤٤- 249م) فوق أنقاض الموقع الذي كان يحوي مبنى رومانياً متهدماً، ثم قام البيزنطيون بعد ذلك بتشييد كاتدرائية على أنقاض الكنيسة، وقد تعرضت لأضرار؛ مما دعا الامبراطور جستنيانوس إلى إعادة بنائها وترميمها في القرن٦م، وعندما تهدمت أعاد الصليبيون بنائها سنة ٥٦٣ هـ/١١٦٧م.

منظر عام للجامع
المدخل الرئيسي الشرقي للجامع

حوّل السلطان صلاح الدين الأيوبي هذا المبنى إلى جامع بعد أن فتح نابلس، فسُمي (الجامع الصلاحي). وشهد الجامع عدة تجديدات وإضافات خلال العصور: الأيوبي والمملوكي والعثماني. وقد قام عدد من الرحالة بدراسة الجامع الكبير، منهم أوليا جلبي التركي سنة ١٠٨٢هـ/١٦٧١م، وبعده عبد الغني النابلسي.

الحرم والأعمدة الحاملة للقبوات
الحرم والدعامات الحاملة للقبوات

يتميز الجامع الكبير (الجامع الصلاحي) بمساحته الكبيرة وبارتفاع واجهاته المبنية من الحجارة الكبيرة، فتحت فيها نوافذ ذات عقود مدببة وأخرى مستطيلة الشكل، أما مخطط الجامع؛ فهو ذو مسقط مستطيل، يبلغ طوله ثلاثمئة خطوة؛ وعرضه مئة خطوة، ويشابه المدخل الرئيسي للجامع من جهة الشرق باب كنيسة القيامة في القدس، وهو مؤلف من خمسة عقود مدببة الواحد ضمن الآخر (متراكبة)، وقد زينت بنقوش جميلة، ترتكز هذه الأقواس على أعمدة ممشوقة من الرخام ذات تيجان، والعقد الخارجي للجامع الذي يُعدّ آية في فن البناء مزين بنقوش على الطريقة الرومانية تشبه نقوش كنيسة القيامة؛ مما يدل على التأثر المعماري بالعمارة البيزنطية. ويتألف الجامع من صحن ورواقين مغطيين بأسقف مكونة من قبوات متقاطعة محمولة على خمسة وخمسين عموداً مميزاً، لكل منها تاج كورنثي لافت للنظر، كما يساهم بحمل الأسقف عدد من الدعائم الحجرية الضخمة التي تؤكد تداخل السويات المعمارية والترميمية للجامع؛ لكنها – في الوقت نفسه - تعطي الجامع تصميماً داخلياً مميزاً. أما محرابه فهو واسع جداً يتسع لاثني عشر مصلياً، له عمودان مدمجان، وقد كان هذا المحراب مدخل الكنيسة من الناحية الشرقية، وبجانبه منبر بديع الصنع، ويوجد في الجامع ثلاثة محاريب أصغر من المحراب الأساسي ربما كانت للمذاهب الأربعة، وأيضاً ألحقت به مدرسة لسكنى الغرباء من طلبة العلم، وحوله سوق مسقوف. وفي سنة 1133هـ/1721 م أضاف أمير الحج سليمان باشا العظم آنذاك للجامع إيوانين وبركة. أما المئذنة فهي مثمنة الشكل بها - في جزئها العلوي - شرفة واحدة محمولة على صفوف من المقرنصات، ويغطي الشرفة مظلة خشبية، وأما قمة المئذنة؛ فهي على طراز يشبه المبخرة، بناها أمير الحج الأمير مصطفى بك الفقاري. وفي سنة ١٩٢٧م حدث زلزال شديد دمر أجزاء من الجامع؛ إذ دمرت القبة والمئذنة، وتم ترميمه سنة ١٩٣٥ م.

مايا الدادا

مراجع للاستزادة:

- محمود العابدي، الآثار الإسلامية في فلسطين والأردن (جمعية عمال المطابع التعاونية، عمان 1973م).

-إحسان عباس، فصول حول الحياة الثقافية والعمرانية في فلسطين (المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1993م).

- محمد محمد حسن الشراب، معجم بلدان فلسطين (الطبعة الثانية، عمان 2000م).


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1044
الكل : 58491294
اليوم : 63808