الجراح (حمام-)

جراح (حمام)

-

جرّاح (حمام -)

يقع حمّام جرّاح في مدينة دمشق القديمة خارج الأسوار في منطقة السويقة، قبلي جامع حسان، وعلى شارع قصر الحجاج الممتد من ساحة باب الجابية شمالاً إلى تكية مراد باشا النقشبندي جنوباً.

والحمام مشيّدة مملوكية، أُنشئ في نهاية القرن ٨هـ/١٤م، وأوقف لجامع جرّاح [ر]؛ ويُرجح أن يكون بانيه هو محمد بن عبد الله شمس الدين بن النشو السمسار، الذي كان مسؤولاً عن خزائن القمح والحبوب بدمشق، والذي قُتل سنة ٧٩٩هـ/١٣٩٦م. وقد افتتح حمام النشو هذا سنة ٧٩٩هـ، وقال الأسدي: إنه من أحسن حمامات دمشق. ويبدو أن اسمه تغيّر بعدما خُرّب وجُدّد، فصار اسمه حمام قصيعة، فقد ذكر ابن طولون أن الحمام قد نُقض في سنة ٨٩٧هـ/١٤٩١م. ويعتقد أنّه دُعي بحمام الزين نسبة إلى أسرة الزين التي آل إليها الحمام في الفترة العثمانية المتأخرة. علماً بأن الحمام قد تمّ تجديده وإضافة الزخارف فوق مدخله في عهد السلطان العثماني عبد الحميد خان سنة ١٢٨٩هـ/١٨٧٢م، كما تدل على ذلك لوحة التأريخ الموجودة فوق باب المدخل. وقد أغلق الحمام فترةً، ثم افتُتح في سنة ١٤٠٨هـ/١٩٨٧م.

المدخل الرئسي	القسم البراني	بركة القسم البراني
القسم الوسطاني	القسم الجواني	قبة الوسطاني

للحمام واجهتان: واجهة شمالية مصمتة خالية من العناصر المعمارية والزخرفية، تطلّ على زقاق ضيق مغلق ومسقوف بساباط (سيباط) بيوت سكنية؛ وواجهة شرقية رئيسية تطلّ على شارع قصر الحجاج، وهي مبنية من مداميك الحجر الأبلق حتى مستوى أرجل عقود الشبابيك، ثم من مداميك الحجر البازلتي الأسود تتخطى العقود بمدماكين، ثم لياسة كلسية في جزئها العلوي. وهي تحتوي على المدخل الرئيسي في طرفها الجنوبي وعلى شطفة تنتهي بحنية في زاويتها الشمالية، وتنحصر بينهما أربعة شبابيك مستطيلة متماثلة ذات عقد نصف دائري مغطاة بالشبك المعدني. وينصّف الجزء العلوي من هذه الواجهة شباكان مستطيلان مغطيان بالشبك المعدني أيضاً، يعلوهما بروز بسيط لسقف الحمام.

حمام جراح (الزين)	اللوحة التأريخية للتجديد في العصر العثماني	القباب من الخارج

مدخل الحمام يعلوه عقد وتري حجري مُلئ مع كوشتيه بزخارف نباتية باروكية، تعلوها لوحة مؤطرة بإطار زخرفي نباتي تحوي ثلاثة أبيات شعرية وتاريخ التجديد في العصر العثماني المتأخر. ثم يعلو هذه اللوحة مندلون ذو عقد نصف دائري مغطّى بمصبّعات معدنية زخرفية. ويحتوي هذا المدخل على باب معدني مستحدث ذي مصراعين يفتح على دهليز منكسر يؤدي إلى الجزء البرّاني من الحمام.

والحمام ذو مسقط شبه مستطيل بمساحة تقدّر بـ٣٨٢م٢. وهو يتألف من أربعة أقسام رئيسية- كما هو الحال في جميع حمامات العمارة الإسلامية-: القسم البراني، والوسطاني، والجوّاني، والخدمة (المواقد-القمّيم). أما القسم البرّاني فهو يتألف من أربعة إيوانات ذات مصاطب مرتفعة متعامدة ومكسية جدرانها بالرخام المشهّر الحديث، وهي مفتوحة عبر عقود حجرية مرتفعة مدببة ومشهّرة على فراغٍ أوسط مربّع، تتوسّطه بركة حجرية مثمنة ذات نافورة، وأرضيته مبلّطة بالسيراميك، ومسقوف بقفّاعة خشبية مستحدثة يحتوي كل ضلع من جدرانها الأربعة على ثلاثة شبابيك متماثلة معقودة بعقد نصف دائري. والأغلب أن هذه القفّاعة قد بُنيت في العصر العثماني بدلاً من القبة المملوكية المرتفعة والتي قد تكون سقطت بسبب زلزال أو نحوه. وقد فُتح باب في وسط الجدار الجنوبي للقسم البرّاني يؤدي إلى الجزء الأول من القسم الوسطاني، الذي كانت تتوسّطه مدخنة الحمام، والمؤلف من ثلاث حجرات صغيرة مقبّبة مفتوحة على بعضها عبر عقود وترية ونصف دائرية، حوّلت الحجرتان الشماليتان منها إلى دورات مياه. ويفتح باب ثانٍ جنوبي مواجه للباب الأول على القاعة المركزية المضلعة المرصوفة أرضيتها بالحجر الكلسي المزي والبازلتي الأسود في تشكيل هندسي، وقد غُطيت بقبّة نصف كروية تستند إلى الجدران المحيطة بوساطة مقرنصات من ثلاث طبقات ومن الحجم الكبير. ويتخلل جدران هذه القاعة المركزية حنيات ذات عقد مدبب تحوي أجران المياه بالتناوب مع مداخل مقصورات الاستحمام الأربع الصغيرة المقبّبة. ويفتح باب ثالث جنوبي على محور البابين السابقين نفسه على القسم الجوّاني المؤلف من ثلاثة فراغات مفتوحة على بعضها عبر عقود وترية واسعة، وقد غُطي الفراغ الأوسط بقبة نصف كروية صغيرة؛ والفراغان الباقيان بقبتين أكبر وقد احتويا على حنيات جدارية تحوي أجران المياه الساخنة. وقد تم الانتقال بين القباب والجدران بوساطة مقرنصات مشابهة لما قبلها. رُصفت أرضيات القسم الجوّاني بالحجر الكلسي المزّي والسمّاقي، واستُحدث معها أجزاء من السيراميك. والجدير بالذكر أن جميع قباب أقسام الحمام تتخللها المضاوي (فناجين زجاجية للإنارة). ويتكون قسم الخدمة الغربي الأخير من قاعة مستطيلة فُتح في جدارها الغربي باب خلفي لإدخال مواد الاشتعال.

زكريا كبريت

التصنيف : آثار إسلامية

المجلد: المجلد الرابع

رقم الصفحة ضمن المجلد :

آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

اصدارات الموسوعة العربية

أسماء الباحثين

هل تعلم ؟؟

• - هل تعلم أن الأبلق نوع من الفنون الهندسية التي ارتبطت بالعمارة الإسلامية في بلاد الشام ومصر خاصة، حيث يحرص المعمار على بناء مداميكه وخاصة في الواجهات

• - هل تعلم أن الإبل تستطيع البقاء على قيد الحياة حتى لو فقدت 40% من ماء جسمها ويعود ذلك لقدرتها على تغيير درجة حرارة جسمها تبعاً لتغير درجة حرارة الجو،

• - هل تعلم أن أبقراط كتب في الطب أربعة مؤلفات هي: الحكم، الأدلة، تنظيم التغذية، ورسالته في جروح الرأس. ويعود له الفضل بأنه حرر الطب من الدين والفلسفة.

• - هل تعلم أن المرجان إفراز حيواني يتكون في البحر ويتركب من مادة كربونات الكلسيوم، وهو أحمر أو شديد الحمرة وهو أجود أنواعه، ويمتاز بكبر الحجم ويسمى الش

• هل تعلم أن الأبسيد كلمة فرنسية اللفظ تم اعتمادها مصطلحاً أثرياً يستخدم في العمارة عموماً وفي العمارة الدينية الخاصة بالكنائس خصوصاً، وفي الإنكليزية أب

• - هل تعلم أن أبجر Abgar اسم معروف جيداً يعود إلى عدد من الملوك الذين حكموا مدينة إديسا (الرها) من أبجر الأول وحتى التاسع، وهم ينتسبون إلى أسرة أوسروين

• - هل تعلم أن الأبجدية الكنعانية تتألف من /22/ علامة كتابية sign تكتب منفصلة غير متصلة، وتعتمد المبدأ الأكوروفوني، حيث تقتصر القيمة الصوتية للعلامة الك

شراء النسخة الورقية