logo

logo

logo

logo

logo

جوليا مامية

جوليا ماميه

Julia Mamaea -

 ¢ جوليا ماميه

 جوليا ماميه

 

جوليا ماميه Julia Mamea هي الابنة الصغرى لجوليا مائسه[ر] ويوليوس أفيتوس القنصل السابق وحاكم ولاية آسيا الصغرى عام 202 م.كانت متزوجة من أحد النبلاء السوريين من طبقة الفرسان (في زواجها الثاني) المدعو غيسيوس مركيانوسGessius Marcianus من مدينة قيسارية[ر]، والذي توفي باكراً تاركاً لها ابناً يدعى ألكسيانوس المولود عام 208م (الامبراطور اللاحق سفيروس ألكسندر Alexender Severus). وقد بذلت قصارى جهدها لتربية ابنها أحسن تربية بدنية وخلقية واستدعت له أفضل الأساتذة في الثقافتين الإغريقية واللاتينية.

جوليا ماميه

عاشت أولاً في بلاط خالتها جوليا دومنا ثم مع أمها وأختها في عهد الامبراطور إلاجبال (218 - 222م) الذي استاءت من تصرفاته المستهترة، وعملت مع أمها جوليا مائسة على التحضير لخلافته بتسمية ابنها ولياً للعهد. وبعد أن تسلم ابنها سفيروس ألكسندر[ر] عرش الامبراطورية صعدت إلى رأس السلطة مع أمها وحملت لقب امبراطورة (Augusta)، وبعد موت الجدة عام 226م استأثرت بالسلطة كاملة نظراً لحداثة سن ابنها وقلة خبرته، ولكنها كانت من الذكاء والحنكة بحيث إنها لم تكن تتدخل مباشرة في القرارات السياسية بوجود المجلس الاستشاري الامبراطوري المؤلف من 16 سيناتوراً، ونأت بنفسها عن الأمور التي لا تلائم المرأة بحسب التقاليد الرومانية؛ فهي لم تظهر في مجلس الشيوخ أو تشارك في جلساته مثلما فعلت أمها أو أختها.

كما انتهجت سياسة حكيمة تجاه مخلفات العهد السابق فأبعدت كل الأشخاص (التافهين) الذين يمتون بصلة إلى إلاجبال، وأمرت بإرجاع الحجر الأسود (رمز الإله بعل[ر]) إلى موطنه الأصلي في حمص، وأعادت تقاليد الديانة الرومانية وطقوسها إلى سابق عهدها.

وقد استعانت بأفضل المستشارين وعلى رأسهم أولبيانوس[ر]Ulpianus أشهر فقهاء القانون في عصره، والذي ضمته إلى المجلس الاستشاري وعينته قائداً للحرس الامبراطوري فترك بصماته العميقة في الأمور القانونية والمالية وحكم الولايات في النصف الأول من حكم سفيروس ألكسندر. لكن حزمه وشدته في فرض النظام والانضباط لقي معارضة شديدة من جنود الحرس الامبراطوري الذين اغتالوه في حركة تمرد قاموا بها عام 229م على الرغم من محاولة الامبراطور حمايته، وكان موته خسارة كبيرة للحكم وللسياسية الرومانية.

حملت جوليا ماميه مجموعة كبيرة من الألقاب التي تظهر على النقوش والنقود، وكان أولها لقب «امبراطورة» Augusta، كما حصلت مثل أمها وخالتها على لقب محبوب في الشرق وهو «أم الامبراطور» Mater Augusti وكذلك لقب أم المعسكر وأم مجلس الشيوخ، بل حتى لقب «أم الجنس البشري بأكمله» Mater Universi generis humani؛ وهو لقب يساويها بالإلهة الأم العظمى، وعلى النقود أطلق عليها لقب الإلهة فينوس المنتصرة Venus Victrix والسعيدة، وكذلك لقب فستا إلهة النار المقدسة.

كانت جوليا ماميه أكثر الأميرات السوريات تسامحاً مع الديانة المسيحية مثلما كان ابنها. ويروى أنه خلال وجودها في أنطاكية[ر] استمعت إلى محاضرات العالم اللاهوتي الكبير أوريجنسOrigines (نحو165 - 255م)، وصارت تعد من تلاميذه بحسب التقاليد المسيحية التي تبالغ في إظهار تعلقها وتعلق ابنها بالمسيحية .

أما على صعيد الأحداث السياسية الخارجية فكان أعظمها سقوط المملكة البارثية في إيران، وقيام المملكة الساسانية عام 226 م التي بدأت تسعى إلى إعادة أمجاد الامبراطورية الأخمينية وبسط سيطرتها على الشرق، مما يعني تجدد الحرب مع الرومان.

وهكذا ذهبت جوليا ماميه مع ابنها على رأس جيش كبير إلى أنطاكية عام 231/232م، وبدأت الأعمال الحربية بين الطرفين التي لم تسفر عن نتائج حاسمة. وجاء هجوم القبائل الجرمانية على حدود الامبراطورية في الغرب فأدى إلى إيقاف المعارك وتوجه الامبراطور سفيروس ألكسندر مع أمه والجيوش الرومانية إلى جبهة نهر الراين عام 234م، وعندما عرض سفيروس دفع تعويضات للجرمان لتجنب القتال تمرد الجند بسبب تخفيض رواتبهم لتوفير المبالغ اللازمة، لذلك قاموا باغتيال سفيروس وأمه في آذار عام235م، وأعلنوا أحد قادتهم امبراطوراً وهو ماكسيمينوس تراكس، وكان ذلك بداية الفوضى العسكرية والسياسية التي استمرت نصف قرن وزعزعت أركان الامبراطورية.

أما مجلس الشيوخ الروماني فلم ينس أفضال الامبراطور سفيروس ألكسندر وأمه جوليا ماميه فأعلن تقديسهما ورفعهما إلى مصاف الآلهة .

محمد الزين

مراجع للاستزادة:

- The Oxford Classical Dictionary Second Edition (Oxford 1970)-

- J.Balelon ,Imperatrices syriennes (Paris 1957)

 


التصنيف : آثار كلاسيكية
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1055
الكل : 58492216
اليوم : 64730